عندما ننظر إلى الوراء ونستذكر كلّ ما حدث في عام 2018، يصعب علينا التصديق أنّ كلّ شيء حصل في نفس العام حقّاً. إذا شعرتم أنّه قد مضى على حفل الزفاف الملكيّ زمن طويل، فنحن نتفهّمكم. إذ من الصعب مواكبة ذلك الكمّ الكبير من القصص! فقد كان هنالك برامج تلفزيونيّة تستحقّ المشاهدات المارثونيّة، وأفلام حطّمت أرقاماً قياسيّةً على شبّاك التذاكر كي نحتفي بها، ومنتجات غريبة كي نجرّبها (أو لنضحك عليها)، وفي خضمّ كلّ صيحات الإنترنت هذه، شهدنا انتخابات شهر نوفمبر الجوهريّة. كان عاماً ذاخراً بالأحداث فعلاً. وكما قال أحد زملائي الحكماء في العمل، "في بعض الأحيان، عندما تصبح الأمور صعبة، فإن الأمور الصعبة تصبح عائمة في وسط بحيرة بجانب أقرب أصدقائها الخمسة". دعونا نفكّر ببعض اللّحظات الأكبر والأكثر زخماً في السنة. لنبدأ.
— شارك في تغطية الأخبار: لورا ماري مايرز، وكيلسي غارسيا، وفيكتوريا ميسينا، وبيري كونيكي، ودانييل جاكسون، وكارينا ميريديث
نتحدّث هنا عن روعة آدم ريبون، وعضلات بطن غَس كينوورثي، والكيمياء التي جمعت بين تيسّا فيرتشو وسكوت موار، دون شكّ. فقد أحضرت لنا دورة الألعاب الشتويّة لعام 2018 في بيونج تشانج، بكوريا الجنوبيّة، باقة من لاعبي رياضات الطقس البارد المفضّلين لدينا مثل شون وايت، وليندسي فون وعرّفتنا على نجوم موهوبين مثل كلوي كيم. ولم يقتصر الأمر على تحطيم السجلّات الرسميّة، بأن أصبحت ميراي ناغاسو مثلاً أوّل امرأة أميركيّة تقوم بقلبة الـaxel الثلاثيّة ضمن الألعاب الأولمبيّة، إنّما كسر الرياضيّون حواجز أُخرى أيضاً. حيث كان هناك رقصات تزلّج فنيّة مستوحاة من بيونسيه، فضلاً عن الإصابات الجسديّة المؤذية، وشهدنا ثنائيّاً راقصاً مؤلّفاً من شقيق وشقيقته جعلا الألعاب الأولمبيّة الشتوية لعام 2018 دورة لا تُنسى على الإطلاق.
أول موسم لتوزيع جوائز تلى الحادثة التي كشفت حقيقة هارفي وينشتاين في أكتوبر عام 2017 (والفضائح التي تبعتها) انطلق في شهر يناير، لكن هل أطلّت النّساء فيه وأشهرن مساندتهن لحركة MeToo#؟ بالطّبع فعلن ذلك. فقد عبّر حدث جوائز الغولدن غلوب ببلاغة عن ذلك عندما ارتدى الحاضرون اللّون الأسود كرمز ضدّ التحرّش الجنسيّ في تلك الصناعة، وسيتمّ طرح العديد من العباءات والبذلات في وقت لاحق كي يعود ريعها لصندوق الدّفاع القانونيّ التّابع لحركة Time's Up.
كما ارتدى الرجال والنّساء دبابيس Time's Up طوال الفترة المتبقّية من موسم الجوائز، وزاد الإلهام أكثر خلال خطابات قبول النّجوم لجوائزهم. حيث دفعت فرانسيس مكدورماند النّساء إلى الوقوف والتصفيق الحارّ عندما دافعت عن روّاد الشموليّة عندما استلمت جائزة الأوسكار عن أدائها في فيلم Three Billboards Outside Ebbing, Missouri. كما ألقت أوبرا وينفري خطاباً لا يجب أن يفوتكم مشاهدته؛ فخلاله أومأ الجميع برؤوسهم لها بالتأكيد عندما قالت: "أريد من جميع الفتيات اللّواتي يشاهدننا هنا الآن أن يعرفن أنّ هناك يوماً جديداً يلوح في الأفق".
إن شعرتم أن الأخبار المثيرة حول العائلة الملكيّة البريطانيّة لم تتوقّف أبداً شهر بعد شهر، فهذا لأنّ الأمور كانت كذلك فعلاً (إلى حدٍّ ما). إذ أنجبت كيت ميدلتون طفلها الثالث الأمير لويس، وبعد أسابيع قليلة فقط، عقد الأمير هاري وميغان ماركل قرانهما في حفل زفاف ملكيّ مذهل. بعدها ظهر الزوجان الجديدان في العديد من الإطلالات خلال فصلي الربيع والصيف. وفي أكتوبر، حضرا مع بقية أفراد العائلة حفل زفاف آخر – وهو عرس الأميرة يوجيني. بعد بضعة أيام، أصدر قصر كنسينغتون بياناً يعلن عن حمل ميغان، وقد أظهرت دوقة ساسكس انتفاخة بطنها عندما انطلق الثنائيّ في جولة ملكيّة بأستراليا خلال فصل الخريف.
*أحاول التقاط أنفاسي* هل استوعبتم كلّ ذلك؟ لذا ومع قدوم موعد إنجاب ميغان المتوقّع في شهر الربيع المقبل، يمكننا القول بثقة أنّ الأخبار الحماسيّة الملكيّة ستتواصل في العام الجديد.
3 / 11
ارتباطات المشاهير المفاجئة
Image Source: Getty / Nicholas Hunt
تحدث ارتباطات المشاهير كلّ سنة بالطّبع، لكنّ العام الفائت شهد بعضاً من أكثر العلاقات العاطفيّة التي كثر الحديث عنها. إذ تمّت خطوبة أريانا غراندي من بيت ديفيدسون في يونيو بعد أسابيع قليلة من المواعدة، وضمّت أريانا أغنية بإسم خطيبها آنذاك في ألبومها المحليّ Sweetener الذي حقّق نجاحاً كبيراً. وفي وقت لاحق، انفصلت مغنية "Thank U, Next" ونجم SNL في شهر أكتوبر، وقالا أنّ الأمر "بات ثقيلاً عليهما في وقت مبكّر جدّاً".
في شهر يوليو، كشف جاستين بيبر وهايلي بالدوين عن خطوبتهما، وعقدا قرانهما رسميّاً في سبتمبر لتقوم هايلي بعدها باستبدال اسمها الأخير بآخر جديد. كما حدث ارتباط آخر على مستوى ضخم في يوليو عندما أعلن نِك جوناس وبريانكا شوبرا عن أخبارهما المفرحة، ليتزوج الاثنان في حفل زفاف مذهل في جودبور، بالهند، يوم الأول من ديسمبر.
من ناحية أُخرى، كان هنالك حفلات زفاف أُخرى "مفاجئة" شملت زفاف إميلي راتاجكوفسكي بالمحكمة خلال شهر فبراير (إذ تزوّجت من صديقها القديم سيباستيان بير-ماكلارد بعد أسابيع قليلة من المواعدة)، والزفاف الخاصّ لإيمي شومر من كريس فيشر. تنتظر إيمي الآن قدوم طفلها الأول بعد أن أعلنت الخبر بطريقة ذكيّة في خريف هذا العام.
4 / 11
أداء بيونسيه الأسطوريّ في مهرجان كوتشيلا
Image Source: Getty / Larry Busacca
حقّقت بيونسيه إنجازاً تاريخيّاً بصفتها أوّل أنثى سمراء البشرة تغنّي في مهرجان الكوتشيلا، وكان أداؤها خياليّاً. استغرقت حفلتها ما يقارب الساعتين، وقد اغتنمت هذه الفرصة غير المسبوقة لتحتفي بجامعات وكليّات السود التاريخيّة مع فقرة مستوحاة من الجامعات تمّمت بعازفي الطبول وتصميماً لرقصة الـ"ستيب" وأداء أغنية "Lift Every Voice and Sing" قبل الانتقال إلى أغنية "Formation". كما ارتدت بيونسيه ثياباً مثيرة للإعجاب تضمّنت خمسة أزياء مصمّمة حسب الطلب من علامة Balmain وجلعتنا مذهولين جداً. ثم وكما اعتدنا من هذه الملكة، فقد فاجأت الجمهور عبر إحضارها كيلي رولاند وميشيل ويليامز من Destiny's Child إلى خشبة المسرح لأداء أغنيات: "Soldier"، و"Lose My Breath"، و"Say My Name".
بعد سنوات من حضورها حفل مِت غالا (وسرقة الأضواء على السجّادة الحمراء)، تولّت ريانا مهمّة تقديم الحدث المرموق إلى جانب دوناتيلا فيرساتشي، وأمل كلوني، ورئيسة تحرير ڤوغ آنا وينتور. وقد استطاعت المغنّية وصاحبة علامة التجميل الضخمة أن تتجاوز طبعاً توقّعات الجميع بزيّ مستوحى من بابا الكنيسة الكاثوليكيّة، والذي تماشى مع موضوع "Heavenly Bodies" المُسلتهم من الرابط بين الموضة والدين.
إلى جانب استضافة عدد لا يحصى من النّجوم وروّاد صناعة الأزياء، قدّم حفل مِت غالا للعام الفائت كذلك أداءً حميميّاً نجمته مادونا للضيوف في الدّاخل. وبشكل عامّ، تم اختتام الحدث المتميّز والزاخر بالنّجوم ذاك، ممّا أعطانا دليلاً إضافيّاً آخر بأنّ ريانا تعرف بالتأكيد كيف تقيم حفلاً ممتعاً بالفعل.
صادفت الذكرى السنويّة الـ90 لميكي ماوس يوم الـ18 من نوفمبر، لذا قامت الكثير من العلامات التجاريّة بفعل كلّ ما بوسعها لتكريم ذكرى ميلاد شخصيّة الرسوم المتحرّكة المحبوبة تلك. حيث تعاونت شركات أزياء مثل Rag & Bone، وLevi's، وOpening Ceremony مع ديزني لإطلاق باقة كبيرة من مجموعات الملابس التي تبعث فينا الحنين إلى الماضي، كما انتقلت علامة Vans بالطّابع المبهج إلى مستوى جديد تماماً عبر خطّها المرح المستلهم من ميكي ماوس. من جهة أُخرى، أشبعت متاجر Sugarfina شهيّتنا للطّعم الحلو عبر إطلاق تشكيلة رائعة من الحلوى المستوحاة من ميكي، كما سارت شركة Oreo على خطاها من خلال كوكيز بنكهة كعكة عيد الميلاد ذات الإصدار المحدود والتي تميّزت بصورة لوجه شخصيّة ديزني الأسطوريّة ذات الأذان المستديرة والابتسامة العريضة.
وبالطّبع، كان عيد ميلاد ميكي حافزاً لإحياء الاحتفالات الكبيرة في عالم والت ديزني وديزني لاند، وقدّمت المنتزهات الترفيهيّة أطناناً من وجبات الطعام والحلويّات ذات الإصدارات المحدودة احتفاءً بتلك المناسبة. حيث ملأ عشّاق ميكي بطونهم بالكب-كيك المستوحى من الشخصيّة، وأصابع المصّاص، وكعك التشيز كيك الصغير في عالم ديزني، في حين تناول زوّار ديزني لاند حلوى الأرزّ المقرمش بنكهة كعكة عيد الميلاد (لذيذ!)، والتشورو المحشيّ بزبدة الكوكيز (سال لعابي من روعتها). كم نتمنى لو كانت كلّ سنة تصادف الذكرى الـ90 لميلاد ميكي.
في يوم الـ29 من يونيو الفائت، شارك الممثّل الكوميديّ الأمريكيّ "شيغي" مقطع فيديو له وهو يرقص في الشّارع على أنغام أغنية دريك "In My Feelings".
لكنّه لم يكن يعرف أنّ ذاك الفيديو وهو يؤدّي حركات راقصة ببذلته الرياضيّة سيشعل ظاهرة على مستوى الدولة —لا بل العالم بأسره— تحت عنوان تحدّي "In My Feelings"، الذي دفع النّاس حول العالم لنسخ رقصته وهم يستمعون إلى أغنية دريك التي يسأل فيها عشيقته الغامضة كيكي فيما إذا كانت تحبّه أم لا.
خلال الأشهر التي تلت ذلك، شارك الآلاف من مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعيّ في صيحة الرّقص التي انتشرت بشكل فيروسي على مواقع الإنترنت، إذ نشر كلّ منهم نسخته من رقصة شيغي مع متابعيه. وقد انخرط الجميع بتحدّي "In My Feelings"؛ من ضبّاط الشرطة وأطباء الأسنان، إلى النّساء الحوامل وحتّى الحيوانات، كما لم يستطع عددٌ كبيرٌ من المشاهير، بما في ذلك ويل سميث، وسيارا، وستيرلينغ ك. براون، مقاومة الاستمتاع به هم أيضاً .
وطبعاً، عندما أطلق دريك الفيديو كليب الرسميّ لأغنية ألبوم Scorpion في أغسطس، كان مستوحى بشكل كبير من تحدّي الإنترنت ذاك، حيث ظهر شيغي نفسه بشكل بارز فيه، إلى جانب مقاطع مختلفة من النّاس الذين يقلّدون رقصته الشهيرة. وعلى غرار الكثير من الفيديوهات الموسيقيّة الأُخرى لعام 2018 الخاصّة بدريك، يعرض فيديو "In My Feelings" --الذي يبلغ طوله حوالي ثمان دقائق-- العديد من الوجوه الشهيرة؛ بما في ذلك "لا لا أنتوني" و"فيليسيا رشاد".
هيّئت فرقة Backstreet Boys الأجواء لبقيّة السنة عندما ارتدى أعضاؤها أزياء مثل فتيات Spice Girls أثناء أداء لهم على متن رحلة بحريّة في شهر ماي. ورغم ما بدا أنّه مخالفاً لكلّ الاحتمالات آنذاك، إلّا أّننا شهدنا لاحقاً عودة كلا الفرقتين: فقد أكّدت فرقة Spice Girls مؤخّراً عن جولة استاديوم غنائيّة في عام 2019، لكنّ فيكتوريا بيكهام لن تنضمّ إليها للأسف، بينما يستعدّ أعضاء Backstreet Boys للقيام بجولة موسيقيّة حول العالم مع ألبوم قادم بعنوان DNA.
وفي الوقت الذي لم تعلن فيه فرقة *NSYNC نظيرة BSB عن خطط للمّ الشمل بأيّ صفة رسميّة، إلا أنّ أعضاءها التقوا في أبريل للاحتفال بنجمة جستين تيمبرلك على ممشى المشاهير في هوليوود. لا شكّ أنّ نجاح الفرق الموسيقيّة مثل فرقة Little Mix وفرقة البوب الكوريّة الشبابيّة BTS، أكّد لنا أنّ جمهور المعجبين باتوا على ما يبدو جاهزين لعودة مجموعات الشباب وفرق الفتيات الموسيقيّة.
9 / 11
مساعدة النّساء لبعضهنّ البعض على النهوض في الرياضات
بعد التحدّث بصراحة على تجربتها في الولادة والتي أوشكت على الموت بسببها، عادت سيرينا ويليامز وكلّها استعداد للفوز ببطولات عام 2018. وقد ابتهج مشجّعوها في جميع أنحاء العالم عندما قامت عودتها المهيمنة بإرجاع مكانتها باعتبارها واحدة من أعظم الرياضيّين في العالم، لكن لم يخلو ذلك من التحدّيات. فبعد أوّل مبارة كرة مضرب لسيرينا خلال بطولة فرنسا المفتوحة بشهر مايو العام الفائت، تمّ منعها من ارتداء بذلة الكات-سوت من نايكي المصمّمة خصّيصاً لها في البطولات التالية. مع ذلك، وحتى من دون "زيّها الخارق"، تعاونت سيرينا مع مؤسّس Off-White فيرغيل أبلوه ونايكي لإنشاء مجموعة من بذلات توتو جريئة ارتدتها خلال البطولة المفتوحة في الولايات المتّحدة. على الرغم من خسارتها أمام ناعومي أوساكا البالغة من العمر 20 عاماً، ومواجهتها عقوبة على انتهاك القواعد المتمثّلة بتلقّيها توجيهات تدريبيّة بشكل غير قانونيّ، وكسرها مضربها، والإساءة اللّفظية لحكم المباراة، فقد اتّخذت سيرينا من هذه الحادثة المؤسفة فرصة لجذب الانتباه إلى المعاملة غير المتكافئة بين لاعبي التنس الذكور واللّاعبات الإناث.
ومع قيام أسطورة التنس بيلي جين كينغ بالدّفاع عن سيرينا وشكرها لها على "الإشارة إلى هذا المعيار المزدوج"، كان من الواضح أنّ الحديث حول المساواة بين الجنسين في الرياضات الاحترافيّة لم ينته بعد. ففي وقت سابق من العام، شهدت العديد من لاعبات جمباز فريق الولايات المتحدة الأمريكيّة السابقات على أنّهن كنّ ضحايا لطبيب الفريق لاري نصار خلال الحكم عليه، والذي أُقر بأنّه مذنب بتهم لها علاقة بمواد إباحية عن الأطفال وبالاعتداء الجنسيّ خلال عام 2017. في جوائز ESPY لعام 2018، تلقّت 141 "الناجيات الشقيقات" جائزة Arthur Ashe Courage Award لنشر الوعي حول الجرائم الوحشيّة التي ارتكبها مدربهنّ ضدّهن. كانت شجاعة وتصميم آلي رايزمان هي محور هذه الحركة، حتّى أنّها استخدمت صوتها لدعم النّاجين في مجلة Sports Illustrated بإصدار الـSwimsuit Issue السنويّ.
10 / 11
انتخابات منتصف الولاية
Image Source: Getty / Scott Heins
كان العام المنصرم هذا عاماً متوتّراً جدّاً بالنسبة للولايات المتّحدة، وفي الوقت الذي جاء به يوم الانتخابات بتاريخ 6 نوفمبر الموافق ليوم الثلاثاء، كانت البلاد قد شهدت أكثر من 300 عمليّة إطلاق نار جماعيّ، شكّل أحدها الحافز المحرّك لحشود النّاس بمسيرة March For Our Lives بشوارع واشنطن العاصمة. وقبل أيّام قليلة من توجّه النّاخبين إلى صناديق الاقتراع، هيمنت قضيّة بريت كافانو على عناوين الأخبار، وأصبح القول بأنّ نشرات الأخبار صارت مصدراً للاستنزاف النفسيّ وهي عبارة لا تعطي الأمر حقّه.
مع أخذ كلّ ذلك في عين الاعتبار، خرج النّاخبون المحبطون إلى صناديق الاقتراع خلال انتخابات منتصف الولاية عام 2018 على أمل إحداث تغيير. وقد أدّت نتائج الانتخابات إلى حصول الديمقراطيّين على الأغلبية في مجلس النوّاب، بينما حافظ الجمهوريّون على سيطرتهم على مجلس الشيوخ. ورغم أنّ الكونغرس، حاله في ذلك كحال البلاد، ما يزال منقسماً للغاية، لكن كان هناك حتماً العديد من النّواحي الإيجابيّة التي تستحقّ الاحتفال بها. بدايةً، مثّل إقبال النّاخبين في عام 2018 أعلى نسبة في انتخابات منتصف الولاية منذ عقود، حيث أدلى ما مجموعه 49% من النّاخبين المؤهّلين بأصواتهم، وفقاً لـUnited States Election Project.
أمّا بالنّسبة للانتصارات الأُخرى ذات التأثير الدائم، فقد تمّ انتخاب عدد قياسيّ من النّساء للكونغرس –بعضهنّ من الأقليّات ما جعل فوزهنّ إنجازاً تاريخيّاً مضاعفاً. كما قام النّاخبون في فلوريدا بإحداث تغيير كبير بعد المصادقة على تعديل سيعيد تلقائيّاً حقّ التصويت إلى مليون مجرم مدان. في حين ما يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعيّن علينا القيام به، كانت نتائج انتخابات منتصف الولاية العام الفائت علامة مؤكّدة على أنّ التغيير بات قريباً جدّاً في الولايات المتّحدة.