Skip Nav

مفاهيم غذائية خاطئة

7 مفاهيم خاطئة يتمنّى أخصائيّو التّغذية منكم التوقّف عن تصديقها

هنالك الكثير من المعلومات الخاطئة السائدة حاليّاً، لكنّ أخصّائيّة التغذية المعتمدة الحاصلة على شهادة ماجستير في العلوم "جولي أبتون" من موقع Appetite For Health، تتواجد معنا هنا اليوم لتّسلط الضّوء على خرافات غذائيّة يمكنها أن تؤثّر سلباً على جهودكم بإنقاص الوزن وتحسين صحّتكم.

يشبه الإنترنت الآن حقبة "الغرب الأمريكيّ القديم" عندما يتعلّق الأمر بالمعلومات المنشورة حول التغذية: إذ سترون فيه كلّ شيء. حيث تزخر مواقع الويب بحقائق غذائيّة قليلة الدقّة، ممّا يؤدّي بالتّالي إلى تفاقم انتشار المفاهيم الخاطئة الخاصّة بالطعام وتزايد ارتباك المستهلكين حول انتقاء الخيارات الصحيّة أكثر. وفي أحسن الأحوال، ستأملون أن يكون في ما تقرؤونه شيء من الحقيقة، لكن في أكثر الأحيان، لا يوجد أساس علميّ لتلك الخرافات. إليكم أدناه سبعة من أشهر المفاهيم الخاطئة حول التغذية وحقيقة كلّ منها فعلاً.


المفهوم الخاطئ الأول: أنتم بحاجة لتخليص جسمكم من السموم عبر خلطات العصير المطهّرة للأمعاء.

الحقيقة: بدءاً من المشاهير ووصولاً إلى المدرّبين الشخصيّين، سترون أن هناك الكثير ممّن يُسمَّون بالخبراء الذين يدعون إلى الصيام عن الطعام أو خلطات العصير المطهّرة لتخليص الجسم من السموم (أي الديتوكس). إذا قمتم بالبحث في غوغل عن كلمة "ديتوكس"، فستحصلون على حوالي 64 مليون نتيجة لبرامج الحمية والعلاجات التي من المفترض أن تساعد في "تنظيف جهازكم الهضميّ"، و"إزالة المواد السامّة من الجسم"، و"منح قنواتكم الهضميّة قسطاً من الرّاحة"، أو "تسريع عمليّة الأيض" و"تعزيز صحّتكم عموماً". لكن على الرّغم من كلّ تلك الدعاية والشعبيّة الكبيرة، لا يوجد دليل يذكر أنّ الصوم عن الطعام أو اتّباع حميات الحرمان من الطعام لعدّة أيام يحقّق بالفعل أيّاً من الوعود المذكورة أعلاه.

وبينما لن يسبّب الصيام لفترة قصيرة أو اتّباع "حمية العصير" ليوم كامل أيّ ضرر لمعظم الأشخاص الأصحّاء، لكنّه من المرجّح أن يجعلكم تشعرون بالضّيق والجوع. إن كنتم تريدون حقّاً أن تزيدوا مستوى طاقتكم وصحّتكم، فاتّبعوا نظاماً غذائيّاً صحيّاً يحتوي على الكثير من الفواكه والخضار، واحصلوا على قسطٍ كافٍ من النّوم، ولا تشربوا أكثر من مشروب كحوليّ واحد في اليوم، إن لم نقل أقلعوا عنه بشكلٍ كامل.

المفهوم الخاطئ الثاني: مشروبات الدايت الغازيّة تزيد وزنكم.

الحقيقة: رغم أنّكم قد قرأتم سابقاً أنّ مشروبات الدايت الغازيّة تجعلكم تكسبون الوزن بسرعة، لكنّ إحدى التجارب السريريّة الحديثة وجدت العكس تماماً. ففي الدراسة التي استمرّت لمدّة 12 أسبوعاً ونشرت في مجلة Obesity، خسر متّبعو الحمية الذين شربوا مشروبات الدايت ما معدله 13 باونداً؛ أي أكثر بنسبة 44% من المشتركين الذين اعتمدوا على مياه الشرب فقط، والذين خسروا ما متوسطه 9 باوندات. علاوةً على ذلك، فقد أشار شاربوا مشروبات الدايت إلى شعورهم بالشّبع أكثر. تؤكّد هذه الدّراسة إلى نتائج مجموعة كبيرة من الأبحاث التي تدلّ على أنّ المحلّيات قليلة السعرات الحراريّة ومشروبات الدايت التي تحتوي عليها لا تعيق عمليّة إنقاص الوزن، بل يمكنها في الواقع أن تساعد في ذلك. كما أنّ هناك دراستان تمّت مراجعتهما من قبل المختصّين، ونشرهما باحثون من جامعة North Carolina خلال عامي 2012 و2013 في مجلة American Journal of Clinical Nutrition، طُلب فيهما من المشتركين عشوائيّاً شرب الماء أو مشروبات الدايت (دون إجراء أيّ تغييرات على نظامهم الغذائيّ). بعد ستة أشهر، كان لدى مجموعة مشروبات الدايات احتماليّة أكبر لتحقيق قدر أكبر من فقدان الوزن –5% من وزن الجسم– مقارنة بالمجموعة الأُخرى. تعزّز هذه الدّراسات فكرة أنّكم إذا كنتم تحاولون إنقاص وزنكم، فقد تساعدكم مشروبات الدايت على خسارة بعض الباوندات، كونها تساهم في اتّباع خطّة غذائيّة ذات سعرات حراريّة منخفضة والمحافظة عليها.

المفهوم الخاطئ الثالث: زيت الكانولا مصنوع من نبات اللّفت، وهو سامٌّ أيضاً.

الحقيقة: يأتي زيت الكانولا من البذور المطحونة لنبات الكانولا – وليس من نباتات بذور اللّفت، وهي في الواقع ضارّة. إذ يحتوي زيت اللّفت على مستويات عالية من حمض الإروسيك المرتبط بأمراض القلب، لذا لا يسمح ببيعه في الولايات المتّحدة. في حين أنّ النبتتين قربيتان من بعضهما، إلا أنّهما تختلفان بشكل واضح من ناحية تكوينهما. ففي الستينيّات، استخدم المزارعون أساليب زراعيّة للمساعدة في القضاء على حمض الإريوسيك الموجود بنباتات الكانولا، وقد أصبح إنتاج زيت الكانولا اليوم منظّماً بحيث يحتوي على كميّات ضئيلة من ذاك المركّب، ممّا يجعل زيت الكانولا آمن للاستهلاك بنسبة 100٪. بل يُعتبر أيضاً أحد أكثر الزيوت الصحيّة (بعد زيت الزيتون) لأنّه يحتوي على نسبة أقل من الدّهون المشبعة ونسبة أعلى من الأوميغا 3 المفيد للقلب أكثر من الزيوت النباتيّة الأُخرى. حيث يحتوي زيت الكانولا على 7% فقط من الدّهون المشبعة مقارنة بزيت الزيتون الذي يضمّ 15% من الدّهون المشبعة.

المفهوم الخاطئ الرابع: الملح البحريّ يحتوي على نسبة أقل من الصوديوم مقارنة بملح المائدة، كما أنّه غنيّ بالمعادن.

الحقيقة: يحتوي كلّ من ملح المائدة الشائع من "مورتون" وملح الغورميه من الهيمالايا على نفس كميّة الصوديوم أساساً لكلّ ملعقة صغيرة منهما – أيّ 2300 ملغ. أمّا بالنّسبة للمعادن، فلا يوجد ما يكفي من أيّ معادن فيهما ليكون أحداهما أفضل من غيره فعلاً. على سبيل المثال، تحتوي الملعقة الصغيرة الواحدة من ملح المائدة على 1 ملغ من الكالسيوم مقارنة بـ12 ملغ في الملح البحريّ. لكن وباعتبار أنّ الجرعة اليوميّة التي تحتاجون إليها هي 12 ملغ، فتلك ليست طريقة صحيّة لإدخال الكالسيوم في نظامكم الغذائيّ.

من جهة أُخرى، يعتقد معظم النّاس أنّ مذاق الملح البحريّ أفضل من غيره، وفي بعض الحالات، قد تتمكّنون من استخدام كميّة أقل منه (وبالتّالي تقلّلون من كميّة الصوديوم)، لكن لا يعني ذلك أبداً أنّه سيكون خياراً بنسبة أقلّ من الصوديوم ونسبة أعلى من المعادن. ضعوا في اعتباركم أنّ ملح البحر يفتقر إلى اليود – وعدم الحصول على ما يكفي من هذا المركّب يؤدي إلى الإصابة بتضخّم الغدّة الدرقيّة، والإعاقة الفكريّة، وتأخّر النموّ، وغير ذلك من الأمراض. في الواقع، يمثّل نقص اليود خطراً كبيراً على الصحّة، خاصّة لدى النّساء الحوامل، وفقاً لباحثين في جامعة Boston University. لذا لا تحصروا استخدامكم بالملح البحريّ في نظامكم الغذائيّ.

المفهوم الخاطئ الخامس: بعض الأطعمة، مثل الكرفس، تحتوي على سعرات حراريّة سلبيّة.

الحقيقة: عندما تبدو الفكرة رائعة لدرجة يصعب تصديقها، فذلك لأنّها ليست واقعيّة فعلاً. خذوا على سبيل المثال مفهوم "الأطعمة ذات السعرات الحراريّة السلبيّة". إذ تقوم هذه الفكرة على أنّ هضم بعض الأطعمة يحرق سعرات حراريّة أكثر ممّا تمدّكم بها تلك الأطعمة ذاتها. يعتمد المنطق الخاطئ لهذه الخرافة على مبدأ "التأثير الحراريّ للغذاء" المثبّت علميّاً، والذي يشير ببساطة إلى مقدار الطاقة التي يستخدمها الجّسم لهضم الطعام. لذا فقد يخطر للبعض أنّه إذا تناولوا أغذيّة قليلة السعرات الحراريّة —من بين الأمثلة الشائعة الكرفس، والتفّاح، واللّيمون الأخضر عندها سيكون لديكم نقص فعليّ بالسعرات الحراريّة. أيّ بعبارة أُخرى، لن تُعطيكم هذه الأطعمة سعرات حراريّة زائدة بل ستحتاج أكثر ممّا تحتوي عليه حتى.

لكن للأسف لا يوجد أطعمة ذات سعرات حرارية سلبيّة. إذ تتراوح نسبة التأثير الحراريّ للغذاء عموماً بين 10% إلى 20% من السعرات الحراريّة في الطعام. لذا لنقل أنّ في ساق الكرفس سبع سعرات حراريّة. حتى لو افترضتم أنّ تأثيرها الحراريّ يبلغ 20٪، فيعني ذلك أنّه سيبقى لديكم سعرات حراريّة زائدة بمقدار حوالي 5 سعرات ونصف.

المفهوم الخاطئ السادس: تحتاجون إلى 21 يوماً للتخلّي عن أيّ عادة سيّئة (أو تبنّي عادة جديدة).

الحقيقة: يدّعي خبراء المساعدة الذاتيّة المشهورين، وكذلك العديد من برامج الحمية، أنّكم تحتاجون لـ21 يوماً لتبنّي عادة صحيّة جديدة –أو التخلّي عن إحدى العادات السيّئة. لكن في الواقع لا يوجد إطار زمنيّ سحريّ لكسر العادات السيّئة. فقد وجدت إحدى الدّراسات التي قامت بتقييم تغيّرات السلوك أنّ تبنّي أيّ عادة جديدة؛ كتناول قطعة من الفاكهة يومياً مثلاً، استغرق ما معدله 66 يوماً. ومع ذلك، يوجد في الأمر اختلافات متباينة جدّاً – تتراوح ما بين الـ18 يوماً إلى الـ254 يوماً. إذ لاحظ الباحثون أنّ مدّة التكيّف كانت مرتبطة بمدى صعوبة السلوك الجديد وكذلك الفرد. لذا، إذا كنتم تجرّبون شيئاً جديداً، مثل التمرّن اليوميّ، امنحوا نفسكم الوقت الكافي لجعله روتيناً حياتيّاً. فقد لا يحدث الأمر بين ليلة وضحاها – أو حتى في 21 يوماً!

المفهوم الخاطئ السابع: العضلات يمكن أن تتحوّل إلى دهون (... أوالعكس).

الحقيقة: غالباً ما تسمعون شخصاً ما في النّادي الرياضيّ يقول شيئاً مثل: "منذ أن تعرّضت للإصابة، بدأت عضلاتي بالذوبان". لكن ذلك ليس صحيحاً نهائيّاً، لأنّ الأنسجة العضليّة والأنسجة الدهنيّة مختلفتان تماماً عن بعضهما، وبالتّالي لا يمكن أبداً أن تتحوّل واحدة منها إلى الأُخرى. فذلك شبيه بالقول أنّه بإمكانكم تحويل الماء إلى نبيذ، أو الرّصاص إلى ذهب.

ما يحدث حقّاً عندما تتوقّفون عن ممارسة الرّياضة هو أنّ كتلتكم العضليّة تتراجع. وبالنّسبة لاكتساب الأنسجة الدهنيّة، فيعود ذلك لكونكم تأكلون سعرات حراريّة أكثر من التي تحرقونها، وهو شيء وارد الحدوث جداً عند ابتعادكم عن التمرين. وبالمثل أيضاً، عندما تزيدون من ممارسة الرّياضة ، ستكتسبون أنسجة عضليّة وقد تبدؤون في حرق الدّهون الزائدة بالجسم، لكنّ الدهون ذاتها لن تتحوّل إلى عضلات.

Latest لياقة