دراسة تجد أن أشعة الشمس تقلص حجم الخلايا الدهنية
اكتساب الوزن المرتبط بالشتاء حقيقةٌ مثبتةٌ بالفعل – دراسة جديدة تخلص إلى أنّ قلّة التعرّض لأشعّة الشمس يسبّب السمنة المفرطة
شعر كثير منّا بأنّهم أصبحوا أكثر سمنة قليلاً في الشتاء، لكن يبدو أنّ هنالك معلومة عمليّة مفاجئة وراء ذلك. فاكتساب الوزن في فصل الشتاء قد لا يكون ناتجاً عن كعكات الكوكيز الإضافيّة التي أكلتموها في عيد الميلاد فقط – بل ربّما يكون ذلك بسبب قلّة أشعّة الشمس! حيث تبيّن أنّ أجسامنا تفتقد فعلاً لشمس فصل الصيف؛ إذ أظهرت دراسة حديثة أنّ أشعّة الشمس لا تنفع من ناحية الحصول على فيتامين D وتحسين المزاج فقط، بل قد تقلّل من الدّهون وتنظّم عمليّة الأيض أيضاً.
وخلصت الدراسة التي أطلقتها جامعة ألبرتا بتاريخ 10 يناير إلى أنّ "عدم تعرّض الجسم لأشعّة الشمس بشكل كافٍ" (أي عدم الحصول على ما يكفي من تلك الأشعّة) "قد يسهم باختلال وظيفيّ طويل الأمد في النسيج الشحميّ الأبيض تحت الجلد (scWAT)، ويؤدّي للأوبئة الحاليّة المتمثّلة بالسمنة، والسكريّ، وأمراض القلب والأوعية الدمويّة".
إذا توقّفتم عن القراءة للحظة وتساءلتم "لكن ما هو النّسيج الدهنيّ الأبيض تحت الجلد؟" – فهو الدّهون فعليّاً. لكن ليس فقط أيّ دهون! بل قالت الدراسة "إنّ الـscWAT هو النّسيج الشحميّ الرئيسيّ لدى البشر وهو عنصر مركزيّ في تنظيم عمليّة الأيض للجسم بكامله". هذا النّوع المحدّد من الدّهون –الذي يحتاج إلى ضوء الشمس– يلعب دوراً حيويّاً في عمليّة الأيض لديكم. وبذلك تعطي تلك المعلومة عبارة "جسم الصيف" معنى جديداً تماماً، أليس كذلك؟
تعقيباً على ذلك، قال بيتر لايت ، كبير الباحثين في الدراسة، وأستاذ علم الأدوية، ومدير معهد ألبرتا للسكري في جامعة ألبرتا: "عندما تخترق الموجات الضوئيّة الزرقاء –أي ذاك الضوء الذي يمكننا رؤيته بأعيننا– جلدنا وتصل إلى الخلايا الدهنيّة الواقعة تحت سطح الجلد مباشرة، يتضاءل حجم العُضَيّات اللّيبيديّة ويتمّ إطلاقها خارج الخليّة. بعبارة أُخرى، لا تقوم الخلايا باختزان الكثير من الدّهون"، ثمّ تابع بالقول: "إذا عكسنا النتائج التي توصّلنا إليها، فإنّ التعرّض غير الكافي لضوء الشمس الذي نختبره لمدة ثمانية أشهر من السنة كوننا نعيش في مناخ شماليّ قد يعزّز تخزين الدّهون ويساهم في زيادة الوزن المعتاد الذي يحصل لبعضنا خلال فصل الشتاء".
إنّه سبب آخر يدفعكم للخروج والتمتّع بالمزيد من ضوء النّهار، أليس كذلك؟ تذكّروا فقط استخدام الواقي الشمسيّ والعناية ببشرتكم أيضاً. مع ذلك، حذر بيتر لايت من أنّ "هذه النتيجة هي ليست سوى ملاحظة أوليّة وأنّ السعي إلى التعرّض لأشعّة الشمس ليست طريقة آمنة أو موصى بها لإنقاص الوزن"، وفقاً لموقع ScienceDaily . لذا وبينما ما تزال الدراسات جارية حول هذا الموضوع ليتمّ استكشافه بشكل أكبر، لم لا تجرّبوا واحدة من تلك الأنوار الداخليّة التي تحاكي أشعّة الشمس.