إدارة مهرجان دبي السينمائيّ الدوليّ تُعلن إلغاء الحدث لهذا العام – وإليكم السبب وراء ذلك

يسعى مهرجان دبي السينمائي الدولي اليوم لبناء آلية عمل جديدة وإجراء تغييرات هيكليّة شاملة. لذا فمن الآن وصاعداً، سيُقام المهرجان الضخم هذا مرّة واحدة كلّ عامين بدلاً من تنظيمه على نحو سنويّ كما جرت العادة. إلّا أنّهم لم يكشفوا مزيداً من التفاصيل بذلك الخصوص، باستثناء الإشارة إلى أنّ هدف المهرجان الأساسيّ هو دعم عمليّة النمو المتواصلة ورعاية الإبداعات والمواهب.

إذ أطلّ على السجّادة الحمراء لهذا الحدث في الماضي نجوم كبار من أمثال كيت بلانشيت، وصامويل جاكسون، وإيفا لانغوريا. فلماذا قرّرت إدارته الآن الحدّ من تلك الفعاليّات والاحتفاليات إذاً؟

يبدو أنّ منظمي المهرجان يرون أنّهم لكي يستطيعوا مواكبة صناعة السينما، ينبغي عليهم تركيز طاقتهم نحو التغييرات الفعليّة والتطوّرات التكنولوجيّة التي يشهدها قطاع السينما بدلاً من تشتيت انتباههم بإقامة حدث ضخم ومثير كلّ عام. نعتقد أنّ ذلك يتطلّب مجهوداً كبيراً بالفعل.

من جانبه، أيّد السيّد جمال الشريف رئيس مجلس إدارة لجنة دبي للإنتاج التلفزيونيّ والسينمائيّ هذه الخطوة، فقال بأنّه يجب على مهرجان دبي السينمائيّ الدوليّ أن يتبنّى التغييرات الحاصلة في مجال صناعة الترفيه بالمنطقة. فهناك الأن تقنيات جديدة ومبتكرة تقوم بتغيير طريق توزيع المحتوى للجمهور، فضلاً عن إحداث تحوّلات هامّة بمهنة صناعة الأفلام ككل.

لكن لا داع لأن يثير ذلك قلق صنّاع الأفلام في المنطقة طبعاً. فالشيء الوحيد الذي لن يتغير، وفقاً للسيّد شريف، هو المساهمة الكبيرة لمهرجان دبي السينمائيّ بتطوير قطاع السينما ودعمه لصنّاع الأفلام في المنطقة، مضيفًا بأنّهم "يتطلّعون للاحتفال مع الجمهور وعشّاق الأفلام والمحترفين بالصناعة خلال عام 2019".

يُذكر أنّه تمّ تأسيس المهرجان للمرّة الأوّلى عام 2004، وقد شارك في الحدث الذي استمر لستة أيام آنذاك 76 فيلماً، و13,000 شخص من مختلف أنحاء العالم. وفي عام 2017، ضمّ المهرجان بدورته الـ14 مجموعة من العروض السينمائيّة الدوليّة التي بلغ عددها 140 فيلماً؛ بما في ذلك باقة من الأفلام العالميّة التي تمّ عرضها لأوّل مرّة هناك، إلى جانب جلسات معمّقة حول هذه الصناعة، وإتاحة فرص التواصل بين صنّاع أفلام المنطقة والغرب، عدا عن المعارض الخاصّة، والحفلات الحيّة، وعدد من السهرات (منها حفل اللّيلة الختاميّة المحفور بذاكرتنا والذي شمل العرض الأول لفيلم Star Wars: The Last Jedi، وشهد احتشاداً لجماهير أطلّوا بأزياء شخصيّات فيلم Star Wars )، وأمسيات السجادة الحمراء أيضاً.

كلّ ما نأمله الآن أن لا يقوموا بالاستغناء عن فعاليّة إطلالات السجّادة الحمراء؛ فمشاهدة ما يرتديه النّجوم هو أحد أكثر الأشياء المفضلة لدينا في المهرجان.