خل التفاح لعلاج التهاب الجيوب الأنفيّة
خلّ التفاح يفعل المعجزات لعلاج الكثير من المشاكل الصحيّة، لكن هل يشمل ذلك التهاب الجيوب الأنفيّة؟
قد يتواجد خلّ التفاح بكلّ تواضع داخل خزانة المؤن بجانب المكوّنات الاعتياديّة الأُخرى، لكنّ استخداماته في الحقيقة لا تقتصر على تتبيل صلصة السلطة وحسب. إذ يُعرف عن خلّ التفاح أنّه يساعد في عسر الهضم، والحفاظ على مستويات السكّر في الدم، وخفض نسبة الكوليسترول، لدرجة اكتسب فيها مكاناً ضمن مجموعة الأطعمة الخارقة. ومع إجراء المزيد من الأبحاث على هذا المشروب الرائع، بدأت تظهر له فوائد إضافيّة جديدة. فمن المحتمل أن يكون خلّ التفاح علاجاً يساعدكم حتّى في أصعب الأوقات؛ عندما يطول احتقان الأنف مثلاً ويتّضح لكم أنّكم لن تستغنوا عن عبوة المحارم إطلاقاً خلال الأيام القادمة.
يقول البعض أنّ خلّ التفاح يمكن أن يساعد في الوقاية من التهاب الجيوب الأنفيّة ومعالجتها، في حين يعتقد البعض الآخر أنّه لا يوجد دليل قويّ لدعم هذا الادعاء. لذا، سألنا الخبراء اليوم فيما إذا كانوا يعتقدون أنّ ذلك الإكسير يستطيع التّخفيف من شدّة المرض فعلاً وإذا رأوا هذا العلاج فعّالاً خلال ممارستهم للطبّ أم لا.
كيف يمكن لخلّ التفاح أن يساعد في علاج التهابات الجيوب الأنفيّة؟
يقول الدكتور كونستاتين جورج، رئيس الخدمات الطبيّة بمركز Epitomedical ومؤسّس تطبيق Vedius أنّ من أفضل مزايا خلّ التفاح احتواؤه على نسبة عالية من الفيتامينات والمعادن، "خاصّة فيتامينات B؛ كفيتاميني B1 وB2، إضافة إلى فيتامين A وفيتامين E... إلى جانب المغنيسيوم، والبوتاسيوم، والكالسيوم. لذا ومن هذا المنظور، يُمكن أن تساعد هذه العناصر في تعزيز جهاز المناعة، وبالتالي؛ قد تساهم في التصدّي لالتهابات الجيوب الأنفيّة والوقاية منها".
كما أخبرنا الدكتور جورج خلال حديثه مع بوب شوغر أنّ لخلّ التفاح تأثير قلويّ على الجسم أيضاً؛ ما يعني أن وظيفته مشابهة لأدوية الزكام الشائعة. فقال: "لا بدّ وأنّكم قد سمعتم بأقراص Mucinex من قبل. عندما يكون لديكم احتقان أنفيّ، تأخذون من الـMucinex؛ لأنّه يحلّل البلغم ويجعله سائلاً أكثر حتى يتمكّن الجسم من التخلّص منه بشكل أسهل"، مضيفاً: "يفعل خلّ التفاح الشيء نفسه نوعاً ما".
علاوة على ذلك، قال الدكتور جورج أنّ لخلّ التفاح خصائص مماثلة للأدوية المضادّة للحساسية: "عندما تصابون بالتهاب، أو حساسيّة، أو تعانون من سيلان الأنف، والسعال، والاحتقان، يوصيكم الطبيب الذي تتوجّهون لعيادته أن تأخذوا مضادات الهستامين مثل Zyrtec، وAllegra، وClaritin لتساعدكم في تخفيف الاحتقان". لكنّه أشار باحتواء خلّ التّفاح على مكوّنات مضادّة للهستامين بشكلٍ طبيعيٍّ كالموجودة بتلك الأدوية.
على الرغم من أنّه لم يستخدم شخصيّاً خلّ التفاح مع العديد من مرضى التهاب الجيوب الأنفيّة، يقول الدكتور جورج: "لقد كانت نسبة فعاليّته هي 50/50 على العدد المحدود من المرضى الذين قاموا بتجربته. يُمثّل خلّ التفّاح ظاهرة جديدة إلى حدّ ما، لكنّكم ستسمعون المزيد والمزيد عنه مع مرور السنوات".
ما سبب وجود بعض المشكّكين به؟
في لقاء بوب شوغر معه، قال لنا الدكتور جون ماكغين، الأستاذ المساعد في طب الأنف والأذن والحنجرة بمركز Hershey الطبي بولاية بنسيلفانيا، أنّه تَنتُج العديد من العلاجات الفعّالة عن أساليب المعالجة البديلة المتجانسة، "يجب أن يكون هنالك بعض الأدلّة أو الأسس العلميّة لذلك، الأمر الذي ما يزال غير متوفّر لخلّ التفاح في الوقت الحالي".
فعلى الرغم من احتواء خلّ التفاح على الفيتامينات والمعادن، يقول الدكتور ماكغين بأنّ غالبيّة سكان أمريكا لا يعانون من نقص في الفيتامينات. "لذا، فقد لا يُحقّق تناول المزيد من مكوّنٍ كهذا فائدة كبيرة فعليّاً". كما ذكر أنّه في حال كان الشخص يعاني من نقص بالفيتامين فعلاً، "سيكون من الأفضل بكثير أن يأخذ الفيتامينات المتعدّدة".
هذا ويشير الدكتور ماكغين أيضاً إلى أنّ تأثيره القلويّ لن يعمل بشكل مشابه لأدوية الزكام الشائعة إلّا إذا تمّ استهلاك الخلّ بكميّات كبيرة جدّاً لها تأثيرات خطيرة: "ما لم تأخذوا جرعة عالية من المواد القلويّة، فلن تستطيعوا تغيير مؤشّر الأس الهيدروجينيّ، أو النسبة القلويّة، أو حموضة الجسم إلى درجة كبيرة. فعند هضمها وامتصاصها داخل الجسم، سيقوم جسمكم تلقائيّاً بتحييد أيّ أس هيدروجينيّ مختلف عن النّسبة التي يريدها الدم".
من جهة أُخرى، أخبر الدكتور ماكغين بوب شوغر قائلاً: "مضادّات الهيستامين نافعة للحساسيّة؛ لكن لا علاقة لها بمرض الجيوب الأنفيّة أو التهاب الأنف غير التحسّسي".
بالنسبة لأولئك الذين يرغبون في المتابعة على طرق العلاج الطبيعيّ، يقول الدكتور ماكغين: "تبيّن أن غسل الأنف أو وعاء نيتي مفيد جدّاً للأشخاص الذين يعانون من حالات الاحتقان الأنفيّ".
إن كنتم تريدون تجربة خلّ التفاح، كيف ينبغي عليكم أخذه؟
أوّلاً وقبل كلّ شيء، تنصحكم الدكتورة أدريين يوديم، أستاذة مساعدة بالطب في جامعة كاليفورنيا لوس أنجلوس، ألّا تضعوا خلّ التفاح داخل أنفكم مباشرة. وتقول: "الغشاء المخاطي جزء رقيق من الجلد، ليس مثل يديكم التي تكون فيها الأنسجة أكثر خشونة". كما تضيف الدكتورة يوديم بالقول: "يمكن أن يُصاب النّاس بحروقٍ داخل الغشاء المخاطيّ عند استعمال خلّ التفاح أو أيّ نوع آخر من الخل كسائل لغسل الأنف".
أسهل طريقة لاستخدام خلّ التفاح هي شربه، لكن من الضروريّ أيضاً تخفيفه بالماء لتجنّب إحداث الحروق في المريء، وفقاً لما يقوله الدكتور جورج. وعلى الرغم من عدم وجود جرعات محدّدة لخلّ التفاح، يوصي الدكتور جورج بتخفيف الأونص الواحد (أي الملعقتين) أو الأونصتين (أي الأربع ملاعق) في كوب من الماء حجمه ثمانية أونصات. إذ قال أنّه يمكن لشرب كميّة أكثر من ذلك أن يؤدّي إلى تسوّس الأسنان، واضطّراب في المعدة، وغيرها من المضاعفات الأُخرى.
هنالك خيار آخر أمامكم أيضاً وهو التبخير بخلّ التفّاح. فيقول الدكتور جورج: "ضعوا بعضاً من خلّ التفاح في وعاء، وقوموا بتمييعه في الماء، سخّنوهما معاً، ثمّ احنوا رأسكم فوقه لتتنفّسوا أبخرة الحمام البخاري لخل التفاح". كما ينصحكم عند استخدم وعاء صغير بوضع أربع إلى خمس أونصات من خلّ التفاح في الماء. وعندما تتنفّسون البخار، احرصوا على إبقاء وجهكم بعيداً عن الماء الساخن، وفقاً لقوله.
تجدر الإشارة أيضاً إلى أنّه لا يوجد الكثير من الأبحاث حول كيفيّة تفاعل خلّ التفاح مع الأدوية الأُخرى، ممّا يجعله أمراً ضرورياً أن تقوموا باستشارة الطبيب قبل اللّجوء إلى هذا العلاج المنزليّ، بحسب ما أخبرنا به الدكتور جورج.