سألنا أحد الخبراء فيما إذا كانت تمارين الكارديو تعزّز عمليّة الأيض فعلاً أم لا، وإجابته كانت غير متوقّعة نهائيّاً

دعونا نذكّركم هنا أنّ الأيض عمليّة معقّدة مرتبطة بكيفيّة إنتاج الجّسم للطّاقة من الدّهون، والبروتين، والسكّر/الكربوهيدرات، وبكيفيّة تخزينه للطّاقة. لكن عندما يستخدم النّاس مصطلح الأيض، فإنّهم يشيرون في الواقع إلى معدّل الأيض، وكميّة الطّاقة (التي يشار إليها عادة بعدد السعرات الحراريّة) التي تحرقونها طوال اليوم، بحسب ما أوضح لنا الدكتور آراد. هذا ويختلف معدّل الأيض لديكم عن معدّل الأيض وقت الرّاحة (RMR)، وهو الحدّ الأدنى من السعرات الحراريّة التي يحتاجها جسمكم في حالة الراحة لأداء الوظائف الأساسيّة؛ كالتنفّس مثلاً، للحفاظ على حياتكم.

كلّ شخص يكون له معدّل أيض مختلف على أساس عوامل عديدة مثل السنّ، والمورّثات، ومستوى النشاط. إذا كنتم تنتجون الطّاقة بشكل جيّد، سيزيد معه معدّل الأيض (وستزيد سرعته أيضاً). وكلّما قلّت كميّة الطّاقة التي تنتجونها، ستكون عمليّة الأيض أبطأ في جسمكم.

لتعرفوا المزيد عن معدّل الأيض لديكم وعن كيفيّة إنتاج جسمكم للطّاقة، ينبغي أن تأخذوا بعين الاعتبار الخضوع لاختبار معدّل الأيض وقت الراحة (200$ دولار أمريكي؛ 735 درهم إماراتي/ريال سعودي، لكنّ الأسعار قد تتباين بالطّبع)، التي تقدّمها العيادات المتخصّصة مثل مركز Mount Sinai PhysioLab.

تعزيز عمليّة الأيض هو مصطلح يتمّ طرحه كثيراً بشكل عشوائيّ، غير أنّ معناه الفعليّ هو تحسين معدّل الأيض: أيّ كميّة الطاقة/السعرات الحراريّة التي تحرقونها في اليوم الواحد.

لكن بصرف النّظر عن معدّل الأيض لديكم، هنالك طرق معتمدة من قِبل الخبراء لتسريعها. حيث توجد ثلاث طرق فعّالة لتعزيز عمليّة الأيض لديكم والحصول على نتائج طويلة المدى؛ وهي تناول المزيد من الدّهون، والبروتينات الصحيّة، إضافة إلى ممارسة تدريبات القوّة. إذ أنّ تناول المزيد من الدّهون الصحيّة يصعّب على جسمكم عمليّة معالجتها، ونتيجة لذلك، سيصرف جسمكم المزيد من الطّاقة (السعرات الحراريّة) وهو يقوم بتحليلها. ومن خلال زيادة كميّة البروتين التي تتناولونها، سيكون على جسمكم أيضاً أن يعمل بجهد أكبر بغية هضمها، وتحليلها، وتخزينها.

تُعتبر تمارين رفع الأثقال إحدى أفضل الطرق لبناء العضلات، ونتيجة لذلك، يتحسّن معدّل الأيض لديكم. ونظراً إلى أنّ نشاط العضلات الأيضيّ أعلى من الدّهون، فإنّه كلّما زاد حجم عضلاتكم، كلّما ازدادت معه السعرات الحراريّة التي تحرقونها في اليوم الواحد. لكن هنالك نقطة عليكم الانتباه إليها، إذ أخبرنا الدكتور آراد خلال الحديث مع بوب شوغر قائلاً: "من الصّعب جدّاً عليكم زيادة كتلة عضلاتكم"، فلبناء العضلات، عليكم أن تتمرّنوا بجدّ للغاية. مضيفاً: "إنّ الزيادة في كميّة الطاقة التي يحرقها الجّسم نتيجة لكتلة عضلاتكم هامّة بالتأكيد، لكنّها صغيرة إلى حدٍّ ما. فلكلّ زيادة في الباوند الواحد من الكتلة العضليّة، هنالك زيادة بالحرق بحوالي سبع سعرات حراريّة في اليوم"، بحسب توضيح الدكتور آراد.

لا يمكننا أن ننكر أنّ لبناء العضلات أهميّته، لكنّ تمارين الكارديو تلعب دوراً هامّاً أيضاً عندما يتعلّق الأمر بمعدّل الأيض. حيث يقول الدكتور موضّحاً: "عندما تمارسون تمارين الكارديو، فأنتم تحرقون سعرات حراريّة بمعدّل 60، أو 100، أو 200 ، أو 500 سعرة في الجلسة الواحدة، حيث يعتمد الأمر على مقدار ما تتمرّنون. ويزيد هذا تلقائيّاً من معدّل الأيض بدرجة كبيرة". لا يعني ذلك أنّ الكارديو أفضل من رفع الأثقال أو العكس؛ بل يعتمد الأفضل بينهما على أهدافكم حقيقةً. لكن عند النّظر إليهما من ناحية تحسين معدّل الأيض فقط، فإنّ تمارين الكارديو تدفعكم لصرف المزيد من الطّاقة/السعرات الحراريّة في جلسة التدريب الواحدة مقارنةً برفع الأثقال.

نحن لا نقول لكم أن تتخلّوا عن أثقالكم وألّا تقوموا برفعها مرّة أُخرى مطلقاً. بل كما هو الحال مع معظم الأشياء أنتم بحاجة إلى إيجاد التوازن بين الاثنين. حيث ستساعدكم تدريبات القوّة في الحفاظ على العضلات الموجودة لديكم وبناء العضلات أكثر، وفقدان الوزن، وتحسين معدّل الأيض. بينما ستعمل تمارين الكارديو على تحسين قدرة التحمّل، وفقدان الوزن، وكذلك تسريع معدّل الأيض.

يوم واحد من تدريب القوّة أو ممارسة تمارين الكارديو لن يكون كافياً لتحسين عمليّة الأيض على المدى الطويل. يجب أن تقوموا بكليهما باستمرار إذا كنتم ترغبون في تحسين معدل الأيض لديكم، والذي يُشار إليه عادة على أنّه تعزيز عمليّة الأيض.