هل من الآمن التمرن في الأماكن المغلقة خلال جائحة كورونا؟
لهذا السبب يشكّل التمرّن في الأماكن المغلقة خطيراً على انتقال فيروس كورونا، وفقاً لإحدى الطبيبات
بدأت بعض صالات الألعاب الرياضية بإعادة فتح أبوابها من جديد، لكنّ الكثير منا ما يزال يعيش صراعاً داخليّاً لتحديد ما إذا كان الأمر يستحق منّا العودة إلى النوادي الرياضيّة حقّاً أم لا. ودروس التمرين على وجه التحديد ما تزال تسبّب الإرباك لنا في الحقيقة. فتدرّب مجموعات كبيرة من الأشخاص في صالات صغيرة سيئة التهوية فعليّاً يمثّل خطراً كبيراً لانتقال فيروس كورونا والإصابة به، نظراً لما يقوله الخبراء عن انتقال الفيروس عبر الهواء وإمكانية انتقال قطيرات الرذاذ التنفسيّة التي تخرج من رئتينا عندما نسعل، أو نعطس، أو حتى نخرج الهواء خلال عمليّة الزفير.
من جهتها، قالت آن ليو، طبيبة المناعة الأمراض المعدية في ستانفورد: "هنالك العديد من التقارير عن تفشي المرض نتيجة لدروس الرياضة وممارسة التمرينات داخل الصالات الرياضية". واستشهدت ليو بالبحث الذي أجري في مايو والذي يشير إلى أنّه يمكن إرجاع مجموعة من حالات فيروس كورونا في كوريا الجنوبية إلى دروس اللياقة والرقص. ففي المجموع، وجد الباحثون 112 حالة مرتبطة بتلك الفصول في 12 منشأة مختلفة. وقد افترض الباحثون أنّ الأعداد الكبيرة، والاستوديوهات الصغيرة، وكثافة التدريبات هي ما أدى إلى ارتفاع عدد الحالات. حيث كتبوا: "يمكن للجو الدافئ الرطب إلى جانب تدفق الهواء المضطرب الناتج عن التمارين البدنية المكثفة في منشأة رياضية ما أن يسبب انتقالاً أكثر كثافة للقطرات المعزولة". ومن المثير للاهتمام، أنّهم لاحظوا أنّ مدرباً مصاباً واصل إعطاء دروس البيلاتيس واليوغا لسبعة أو ثمانية طلاب، في حين لم يثبت إصابة أيّ منهم بفيروس كورونا فعليّاً. وتكهنوا بناءً على ذلك أنّ انخفاض كثافة الجهد في تمارين اليوجا والبيلاتس "حال دون التسبّب بنفس تأثيرات الانتقال الشبيهة بتلك الموجودة في دروس الرقص الرياضي الأكثر كثافة".
ورغم أنّ هذه الدراسة كانت حالة صغيرة، فمن المنطقي نظراً لما نعرفه عن فيروس كورونا: أنّه ينتشر بشكل فعال من قطيرات الرذاذ التنفسي أثناء الزفير، في الأماكن الداخليّة، مع وجود عدد كبير من الناس. منطقياً، كلّما تنفّستم بشكل أكبر في الأماكن المغلقة، كلّما زادت فرصتكم في نقل الفيروس أو التقاطه من أشخاص آخرين. قالت الدكتورة ليو: "الطريقة التي يتنفّس بها الناس في هذه الأماكن، حتى لو كانوا يرتدون الكمّامات – هو ما يهمّ فعليّاً". (لاحظ الأطباء أنّه رغم أنّ ممارسة الرياضة مع ارتداء الكمامة قد يكون أمراً غير مريح، فمن المستحسن القيام بذلك إذا كنتم تمارسون الرياضة في الأماكن المغلقة مع أشخاص آخرين).
في الوقت الحالي، توصيكم الدكتورة ليو بممارسة التمارين الرياضية في الهواء الطلق، خاصةً إذا كنتم تتمرّنون في مجموعة، ومن الأفضل أن تكونوا بعيدين عن بعضكم البعض بمسافة ستة أقدام للحفاظ على التباعد الاجتماعي. وأضافت: "آمل أن تحاول الصالات الرياضية استخدام المساحات الخارجية، إذا كان بإمكانهم الوصول إليها، لمواصلة التمرين". "ما يزال الناس يرغبون في الذهاب للتمرّن في الصالات الرياضيّة. وما زال الناس يريدون ممارسة الرياضة. لذا، كيف يمكننا الجمع بين طاقم صالة الألعاب الرياضية والناس معاً في بيئة أكثر أماناً، حتى لو لم يبدو الأمر بالنسبة لهم كما اعتادوا عليه في السابق؟".
التدريبات المنزلية هي أيضاً خيار آمن وفعّال بالطبع، ويمكنكم حاليّاً حتى المتابعة مع المدربين عبر منصات مثل البث المباشر على إنستغرام أو Active by POPSUGAR. ورغم أنّ الأمر قد يستغرق بعض الوقت قبل أن تعودوا إلى الصالات الرياضية مع مدربكم، لكن هنالك الكثير ممّا يمكنكم القيام به في المنزل (أو خارجه) لمواصلة الحركة والتمرّن.
تهدف بوب شوغر إلى تزويدكم بأدقّ وأحدث المعلومات حول فيروس كورونا، لكنّ التفاصيل والتوصيات حول هذا الوباء ربما تكون قد تغيّرت منذ تاريخ نشرها. للحصول على أحدث المعلومات حول كوفيد-19، يرجى التحقق من المصادر الرسميّة؛ منظمة الصحة العالميّة، ومراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، وأقسام الصحة العامة المحلية.