مدرّبة اللّياقة البدنيّة هذه تدعو الجميع إلى مواصلة التمرّن أثناء الصيام وتؤكّد على أهميّته

يمثّل كلّ من ممارسة تمارين اللّياقة البدنيّة وتناول الأطعمة الصحيّة تحدّياً للكثيرين خلال شهر رمضان. فقد يصعب عليكم ضبط ما تأكلونه بعد صيامكم طوال اليوم إذ لا تبدأ الوجبة الأولى قبل السّاعة الـ6 مساءً فعليّاً.

ومن هذا المنطلق، يرافق التمرّن قبل أو بعد الإفطار مجموعة من التحدّيات الخاصّة؛ حيث يكون مستوى طاقتكم منخفضاً قبل الإفطار، في حين تتخطّون الموضوع كليّاً بعد الإفطار عمليّاً.

لذا، ما الذي ينبغي علينا القيام به لمتابعة مسارنا من حيث الحفاظ على جسم مشدود وممشوق خلال هذا الشهر الفضيل؟

ترى ياسمين قبة، وهي مدرّبة لياقة شخصيّة ومدرّبة دوليّة مقيمة في الولايات المتحدة أطلقت "تحدّي رمضان"، أنّ الأمر برمّته يعتمد على إدارة وتنظيم الوقت.

إذ أخبرتنا خلال حديثها مع "بوب شوغر الشرق الأوسط قائلةً: "إنّني مؤمنةٌ جدّاً بكلا النظامين. فعندما نضع روتيناً رياضيّاً معيّناً، سيصبح من الأسهل علينا كثيراً التمسّك بأهدافنا. إذا ذهبنا إلى النادي مباشرةً بعد العمل مثلاً، فسنقوم بإلغاء خيارنا بالقرار فيما إذا كنّا سنذهب أم لا بعد عودتنا إلى أسرّتنا المريحة. إن كان هنالك عطلة نهاية الأسبوع وكنتُ متواجدةً في المنزل لكنني لا أشعر بالرغبة للتمرّن، فإنّني أرتدي الزي الرياضيّ المفضّل لدي، وأقوم بتشغيل أغنيتي المفضّلة، وأقنع نفسي بأيّ سبب للذهاب، بل حتّى أنّني أحتال على نفسي وأقول بأنّني سأقوم بـ"20 دقيقة فقط من الكارديو"، لكنّني أعلم أنّه بمجرد أن أضع قدمي في النادي، سيندفع الأدرينالين داخل جسمي وأنطلق بحماس عالٍ من جديد!".

تقول ياسمين أنّ الشيء ذاته ينطبق على شهر رمضان. فإن قرّرتم أن تتمرّنوا في الفترة التي تسبق الإفطار، فالتزموا بقراركم. وإذا أردتم أن تكون الرياضة بفترة ما بعد الإفطار، لتكن تلك إذاً قاعدتكم الدائمة.

وبينما لا تتفادى ياسمين تدريبات السيركت الرياضيّة في رمضان، إلا أنّها تقول في حال شعرتم بنقص السوائل داخل أجسامكم، ابتعدوا عن تدريبات السيركت والتدريبات المتواتر عالية الكثافة، وركّزوا بدلاً من ذلك على تمارين القوة والكارديو منخفضة أو متوسّطة الشدّة.

أمّا بالنسبة إلى الحصّة الغذائيّة المناسبة لكم، فهي تؤمن بفعاليّة الوجبات الصغيرة المتكرّرة بعد كسر الصيام. "أنا شخصيّاً أفطر على التمر والماء، ثمّ أنتظر بضع دقائق لأكون قد أدّيت صلاة المغرب، ثم أتناول الطعام الذي اعتدت تناوله على الغداء (وجبة متوسطة الحجم). لاحقاً، أتناول وجبة خفيفة، ثمّ أصلّي العشاء، وقبل أن أصلي التراويح، أختار وجبة عشاء تحتوي نسبة عالية من البروتين. عندما أستيقظ على السحور، أتناول وجبة فطور كبيرة، وقبيل الفجر مباشرة، أتناول فاكهة غنيّة بالماء؛ مثل البطيخ".

إذاً: تناولوا طعاماً بكميّة وجبة الغداء على الإفطار، ووجبة غنيّة بالبروتين على السحور (ووجبة ما قبل الفجر). ماذا أيضاً؟

يُعتبر شرب الماء واختيار المكوّنات المغذيّة ضمن وجباتكم أمراً حتميّاً أيضاً.

"طالما يمتلك جسمكم سوائل كافية، وأنّكم أكلتكم ما يكفي من الطعام في اللّيلة السابقة، وحصلتم على قسطٍ كافٍ من الرّاحة، فلا ينبغي أن يكون التمرّن خلال شهر رمضان مختلفاً جدّاً عن التمرّن في أيّ وقتٍ آخر من السنة. حيث يُعتبر شرب الماء والتغذية الجيّدة أمران في غاية الأهميّة، فأنا أشرب غالون ماء (أو أقرب ما يكون إلى ذلك)، وأحرص على استهلاك ما يكفي من البروتين والكربوهيدرات التي تعطيني الطاقة والقدرة على التعافي بالشّكل الصحيح".

تقول ياسمين بأنّها تحب التمرّن في رمضان لأنّها تشعر بخفّة أكبر على قدميها بعد يومٍ كاملٍ من الصيام. وهي تمارس الرياضة عادة قبل ساعاتٍ قليلة من الإفطار، وتواظب على شرب غالون ماء توزّعه على فترة اللّيل بكاملها، كما تحتسي الكثير من العصائر قبل أن يحين موعد الصيام.

"يمكن لأجسادنا أن تتحمّل الكثير، علينا فقط أن نتأكد من حصولنا على شرب الماء بالشّكل المناسب، وأن ننام بالقدر الكافي، وأن نتغذى بشكلٍ صحيح. مع ذلك، عليكم أن تصغوا لاحتياجات جسدكم دائماً!".

يمكنكم التّعرّف أكثر على ياسمين عبر زيارة حسابها على الإنستغرام yazfitpt@.