Skip Nav

مقالة شخصيّة عن عبارة جسم الصيف

المعنى الحقيقيّ لمصطلح "جسم الصّيف"، ولهذا السبب لا يجب عليكم ربط التمرين بموعدٍ محدّدٍ على الإطلاق

إن كنتم لم تسمعوا بذلك بعد فسأخبركم أنا بما يجري: لقد أصبحت الأجسام تتماشى مع المواسم في عصرنا الحاضر على ما يبدو. إليكم طريقة عمل هذا المفهوم: يبدأ كلّ عام بمجموعة مساعٍ وأهدافٍ مرتبطةٍ بإنقاص الوزن يجب تحقيقها في أوّل يوم تقريباً بعد بدء تغيّر الطّقس. ومن الضروريّ أن تتحقّق هذه الأهداف مع مجيء فصل الصّيف. إذا لم يحدث ذلك، فلا تحاولوا حتّى القيام بأيّ شيء لإصلاح الأمر. ما يحصل لاحقاً لا يهمّ أيضاً، لأنّه من المتوقّع منكم أن تجبروا أجسامكم على التمرّن من جديد مع بداية السنة التالية بطبيعة حال.

ولهذا فكّرت كثيراً بعبارة "جسم الصيف" في الآونة الأخيرة. فأنا مشتركة بنادٍ رياضيٍّ مع أنّ رسومه الشهريّ خارج حدود الميزانيّة المريحة بالنّسبة لي حقيقةً، لكنّني أدّخر المصاريف من نواحٍ أُخرى لأستثمرها في التمرّن – وهو أمر أستمتع به ويبدو أنّه عنصر جوهريّ لروتيني الحياتيّ في هذه المرحلة. ورغم أنّني فعلاً أحبّ النّادي الذي لم أكشف عن اسمه ذاك، إلا أنّ شيئاً هناك كان يزعجني دائماً؛ وهي عبارة معيّنة يستخدمها المدرّبون غالباً لتحفيزي وتحفيز الآخرين في صفوفهم الخاصّة باللّياقة البدنيّة خلال هذا الوقت من السنة، وهي: "أجسام الصيف تُنحت في الشتاء".

أتفهّم الغاية من ذاك الحافز بالطّبع. فعادة ما يستغرق إنقاص الوزن وقتاً طويلاً عند القيام بذلك بطريقة صحيّة، كما ينبغي للأهداف المرتبطة بإنقاص الوزن أصلاً أن تتحقّق تدريجيّاً. أستوعب ذلك. لكنّه من الممكن أيضاً أن يتحوّل بسهولة إلى أداة سلبيّة تستخدمونها ضدّ أنفسكم أو يستخدمها النّاس من حولكم.

أشاهد حاليّاً برنامج "رياليتي شو" اسمه Vanderpump Rules، وقد أصبحت العبارة في الواقع نقطة رئيسيّة لحبكة موسمه الخامس. فخلال الحلقة الأولى للموسم، وصل اثنان من المشاركين فيه –وهما لالا كينت وجيمس كينيدي– إلى حفلة ليواجهوا بقيّة طاقم العمل المتخاصمين معهم. بعد الأخذ والردّ، قالت لالا: "يمكنني أن أرى أن الجميع هنا لم يتمرنوا لنحت أجسادهم الصيفيّة!" تلا ذلك حالة من الفوضى، ليستمرّ موضوع الإيجابيّة بالنّظرة إلى الجسم ويصبح نقطة نقاش متكرّرة، وشيئاً غالباً ما يتمّ التعامل معه بشكل غير لبق. (وإن كان ذلك لا يستحقّ الذّكر كثيراً، لكن لا يوجد ولا شخص نحيل واحد في هذا البرنامج).

لذا ولأقول بوضوح ما يمكن أن يكون واضحاً بالفعل، تسبّب هذه العبارة إشكالاً حقيقيّاً لأنّها تفترض أنّ الجميع يسعون جاهدين للحصول على نسخة مثاليّة من الجّسم الذي يمتلكونه حاليّاً – وأنّ لهذا الجسم المثاليّ موعداً مقرّراً لتحقيقه. إلّا أنّ هذا النّوع من الضّغط المتزايد، والتّفكير المرتبط بجدول زمنيّ معيّن يعدّ سلوكاً سامّاً بشكل هائل للأشخاص الذين عانوا في الماضي من ناحية النّظرة السلبيّة للجسم والعادات غير الصحيّة.

هذا ورغم أنّني كنت شابّة رياضيّة على الدّوام، إلّا أنّ وزني انخفض وارتفع بشكل متواتر جدّاً في الماضي. فعندما انتقلت إلى الجّامعة، بدا كلّ شيء من حولي خارج السيطرة لدرجة أنّني أردت الشعور بأنّني أمسك بزمام الأمور عبر نظام غذائيّ صارم وممارسة التّمارين الرياضيّة القاسية – و بالمناسبة، كان كلاهما غير مستدام إلى حدّ كبير. ففي كلّ مرة كنتُ أذهب فيها إلى المنزل، كان الأصدقاء والعائلة يعلّقون على خسارتي لوزني، وكنتُ أتخيل ما قد يبدو عليه "جسمي الصيفيّ" القادم.

أحمد الله أنّني لم أواظب على ذلك. لقد توقّفت عن اتّباع نظام غذائيّ وممارسة التمارين كليّاً، واكتسبت الوزن، ولأكون صادقة تماماً، لم يكن الأمر رائعاً حينها نهائيّاً. لكنّني أصبحت أكثر سعادة مع ذلك. لذا اليوم، بعد سنوات، بات وزني يحافظ على وضعه إلى حدّ كبير، لكنّني أصبحت أحضر صفوف التمرين التي أستمتع بها فعلاً عدّة مرات في الأسبوع، كما أسير على ما يشار إليه كثيراً بـ"تناول طعام حسب الحدس". وعليه، تأتي الفصول الآن وتذهب، ويبقى جسمي على حاله تقريباً.

Image Source: Shutterstock
Latest لياقة