يوم المرأة المسلمة
القصّة المؤلمة وراء إطلاق يوم المرأة المسلمة ستعتصر قلوبكم حزناً لكنّها ستُلهمكم بالكثير أيضاً في الوقت ذاته

احتفل الكثيرون يوم الثلاثاء الفائت بمناسبة "يوم المرأة المسلمة"، لذا ترغب السيّدة التي أطلقت هذه المبادرة الآن بتوضيح سبب ضرورة الالتفات إلى تلك الحركة وإيلائها اهتماماً جدّياً بالفعل.
حيث نشأت الشابّة الأردنيّة أماني الخطاطبة البالغة من العمر 25 سنة في الولايات المتّحدة، وخلال فترة طفولتها، حرصت أماني على إخفاء دينها خشيةً من الحاقدين الراغبين بالثأر. فعلى أعقاب أحداث الـ11 من سبتمبر في أمريكا، أصبحت تُطلق الكثير من الأحكام السلبيّة على المسلمين المقيمين داخل البلاد، بل كان الوضع خطيراً على حياتهم في بعض المدن والأحياء فعليّاً.
خلال إقامتها في ولاية نيو جيرسي الأمريكيّة، لم تكشف أماني لأصدقائها عن دينها؛ وبالتالي كانت تخفي جزءاً أساسيّاً من هويّتها. وقد استمرّ ذلك إلى أن عادت عائلتها للعيش في الأردن بسبب العداء المتزايد تجاه المسلمين في أمريكا آنذاك. غير أنّ هذه الخطوة هي التي غيّرت نظرة أماني بكاملها للإسلام فعليّاً. إذ أصبحت الشابّة حرّة في ممارسة شعائر دينها والتعمّق فيه، فتصف الخطاطبة تلك المرحلة بأنّها نقطة تحوّل بالنسبة لها بينما كانت ما تزال في الـ17 من عمرها. إذ أُغرمت جدّاً بالدين الإسلامي المُتسامح الذي يختلف تماماً عن الإسلام الذي ظنّ البعض في الولايات المتّحدة أنّهم يعرفونه، ويخشونه.
بعد ذلك، بدأت أماني ترتدي الحجاب كنوعٍ من استرجاع هويتّها وكوسيلةٍ لتحدّي الإسلاموفوبيا. رافق ذلك قرارها بإطلاق مدوّنتها الشهيرة MuslimGirl.com.
عقب مرور ثمان سنوات على تأسيس تلك المنصّة، أصبحت المدوّنة تستقبل الآن حوالي 1.7 مليون زائر؛ نصفهم من غير المسلمين الذين يقصدون الموقع كمصدرٍ لاستقاء المعلومات عن الإسلام والنساء المسلمات، وفقاً لما ذكرته قناة الـ"CNN".
وفي الـ27 من مارس 2017، أطلقت أماني "يوم المرأة المسلمة" للمرّة الأولى. إذ تقوم فكرة هذه المناسبة –التي صادفت مؤخّراً عامها الثاني– على الاحتفاء بالنساء المسلمات وتغيير نظرة الغرب للمرأة في الإسلام. تفتتح أماني عادةً أحاديثها بالطلب من جمهورها البحث عن صور نساء مسلمات على مواقع الإنترنت. فغالباً ما تكون نتائج البحث عبارة عن مجموعة من الإناث المغطيات باللّون الأسود من أعلى رؤوسهنّ حتّى أخمص أقدامهنّ.
غير أنّ ذلك ليس تمثيلاً دقيقاً أو تصويراً صحيحاً أبداً للنساء المسلمات فعليّاً. فنحن متنوّعات كثيراً، ومختلفات في لون بشرتنا، وطريقة ملابسنا، ووظائفنا، وحتّى بطرق تفكيرنا. بعضنا محجّب، وبعضنا الآخر يرتدي النقاب (أي غطاء الجسم الأسود الذي لا يوجد فيه سوى فتحة للعيون)، فيما تختار أُخريات ارتداء قمصان الـ"كروب توب" القصيرة. لكنّنا متحّدون في إيماننا، وأيضاً بالطريقة التي يؤثّر بها ديننا بشكلٍ سلبيّ على نظرة الناس إلينا للأسف.
لكن تعتقد أماني أنّ العام الحاليّ هو عام تمكين المرأة، وأنّه العام الذي سيكون بإمكان النساء الوقوف فيه لدعم كلّ ما من شأنه نفع المجتمع. لقد حان الوقت فعلاً لإلقاء الضوء على النساء المسلمات، لذا نحتاج إلى نشر تلك الأفكار الإيجابيّة في يوم المرأة المسلمة؛ لكي نتمكن من تحطيم الصور النمطيّة الشائعة عن المرأة المسلمة.
نتمنّى حدوث ذلك بالفعل حقّاً.
يمكنكم تصفّح معرض الصور لإلقاء نظرة على رسائل بعض النساء المُلهمات حول العالم.