المصريّة هبة خميس تفوز بجائزة صور الصحافة العالميّة 2018
فوتوغرافيّة مصريّة تسلّط الضوء على تقليدٍ أنثويٍّ عنيفٍ في إفريقيا وتفوز بجائزة مرموقة خلال مسعاها الإنسانيّ ذاك
استطاعت مصوّرة فوتوغرافيّة مصرية تدعى هبة خميس أن تحطّم رقماً قياسيّاً عالميّاً الآن بعد أن أصبحت أوّل من يفوز من بلدها بمسابقة صور الصحافة العالميّة لعام 2018.
وقد حصلت الشابّة البالغة من العمر 29 عاماً على الجائزة عن صورتها التي حملت عنوان "الجمال الممنوع"، وهي واحدة من سلسلة صور فوتوغرافيّة كانت قد التقطتها لنساءٍ يقمن بعادة "كي الثدي" التي تعدّ تقليداً شائعاً في الكاميرون.
تقليدٌ مروّعٌ بالفعل، تماماً كما يوحي اسمه. إذ تقوم عمليّة كيّ الثدي، المعروفة أيضاً باسم "تسطيح الثدي"، على ضرب وتدليك ثدي الفتيات الموشكات على البلوغ باستخدام أدوات صلبة وساخنة في محاولةٍ منهم لإيقاف نموّ أثدائهنّ أو إخفائهن نهائيّاً. يستعملون لهذه المهمّة عادةً مدقّة خشبيّة قاسية، وتتعرّض لهذه الممارسات فتيات بسنّ صغيرة إذ لا تتجاوز أعمارهن الـ8 سنوات. كلّ ذلك بهدف تأخير مرحلة النضوج (كما لو كان الأمر ممكناً)، وحمايتهنّ من التحرّش الجنسيّ والاغتصاب.
هذا وتقول السيّدة هبة –الرسّامة والمصوّرة الصحفيّة السابقة لدى صحيفة "التحرير" المصريّة– إنّ قصة هؤلاء الفتيات تفطر القلب وتبرز شجاعتهنّ حقّاً في الوقت ذاته. حيث تظهر الفتيات في سلسلة الصور وهنّ واقفات أو جالسات أمام الكاميرا، ولا يبدو على وجوههنّ أيّ انفعال. ضمن واحدة من تلك الصور، تُطلّ فتاة صغيرة كاشفة عن صدرها وهي تنتظر أمّها التي تظهر في المقدّمة بينما تضرب المدّقة في شيء ساخن تحضيراً لذاك التقليد. كما ترتدي الفتيات في جميع الصور أوشحة ملتفة حول أثدائهنّ، ويعطيننا انطباعاً بأنهنّ يعزلن أنفسهن عن المشهد.
في حين يمثّل عزم هبة على الوقوف ومشاهدة ما يحدث أمامها، ناهيكم عن تصويره، أكبر دليل على رغبتها بتسليط الضوء على تلك الجريمة التي تُرتكب ضد الإناث.
يُذكر أنّ هبة خميس تفوّقت بصورتها الفائزة تلك على 73,044 صورة التقطها 4,548 مصور من 125 دولة مختلفة. ونأمل أن يساعد ذلك أيضاً في كسب تأييد صنّاع القرار في إفريقيا لإيقاف تلك العادة.
يمكنكم مشاهدة المزيد من الصور عبر موقعها الخاصّ على الإنترنت.