إيقاف مذيع راديو عن العمل بعد الاستخفاف بشكوى متصل على الهوا
متّصلٌ على قناة إذاعيّة يتعرّض للاستهزاء من شكواه على الهواء مباشرةً وحكّام الإمارات يتولّون معالجة الأمر بأنفسهم
خلافاً للاعتقاد السائد، لا يولد جميع الإماراتيّين وفي فمهم ملعقة من ذهب. أو على الأقل، هذا ما حاول إيصاله أبٌ لتسعة أبناء من رأس الخيمة لمذيع راديو عجمان قبل أن يقوم الأخير بانتقاده بشدّة معتبراً أنّه ناكرٌ للنعيم.
حيث كان الأب، ويدعى علي المزروعي، في السابق سائقاً لدى وزارة البيئة لكنّه اضطر للاستقالة بسبب مرض ارتفاع ضغط الدم والسكّري. عند خروجه من الوظيفة، بدأ في الحصول على معاش من الحكومة قدره 13,000 درهم إماراتيّ. لكن هذا المبلغ لم يستطع سدّ احتياجات الرجل البالغ من العمر 56 عاماً مع أولاده الذين تتراوح أعمارهم بين الـ10 و الـ35 سنة.
لذا قام المواطن بالاتصال على برنامج إذاعيّ مشهور في عجمان يدعى "الرابعة والناس"؛ إذ يهدف البرنامج إلى الاستماع لمشاكل النّاس والمساعدة في حلّها. لكن يبدو أنّ شكاويه من ارتفاع معدّلات التضخّم وغلاء تكاليف المعيشة استفزّت السيّد يعقوب العوضي أحد المقدّمين المشاركين.
حيث استمرّ العوضي بمقاطعة حديث المتّصل، وأخبره أنّ بعض الناس اعتادوا على العيش بأقلّ من 7,000 درهم إماراتيّ من الحكومة دون أيّ تذمّر، حتّى أنّه لمّح إلى أنّ المزروعي قد لا يعرف كيف يدير شؤونه الماليّة بشكلٍ جيّد، بحسب صحيفة The National الإماراتيّة.
من جهته، ردّ المزروعي بالقول أنّه مع وجود تسعة أبناء، يتوجّب عليه دفع رسوم التعليم وأن الأموال تتلاشى بسرعة مع أسرة كبيرة مثل عائلته. كما أشار أيضاً إلى أنّه لم يسافر خارج الإمارات نهائيّاً، وأنّه يصرف كامل راتبه التقاعديّ على احتياجاتهم الأساسيّة.
لكنّ المقدّم المُشارك أساء فهم نيّة الرجل، وقال للمزروعي بأنّه لن يسمح له بـ"الإساءة" لسمعة الإمارات عبر الادعاء أنّ جميع المقيمين يعانون من الأحوال المعيشيّة المتدنّية. ثمّ أخبره أن ينتبه إلى ما يتفوّه به.
انتهى الجدل الساخن هذا على الهواء أخيراً، لكنّ الحادثة انتشرت بشكلٍ فيروسيٍّ في الدولة. وبمجرّد أن سمع حكّام الإمارات بما حصل، تحرّكوا على الفور لمعالجة المشكلة.
حيث وجّه ولي العهد وحاكم إمارة عجمان سموّ الشيخ حميد بن راشد النعيمي بإيقاف المذيع عن العمل، في حين أمر حاكم دبي ونائب رئيس الدولة سموّ الشيخ محمد بن راشد السلطات بالنّظر في حالة المزروعي وتلبية جميع متطلّبات العيش الكريم له ولأسرته خلال الـ24 ساعة القادمة.
كما طلب سموّه من وزيرة تنمية المجتمع عرض تقرير مفصّل وعاجل أمام اجتماع مجلس الوزراء القادم بكافة احتياجات المواطنين الإماراتيّين من أصحاب الدخل المحدود وعرض رؤية واضحة لخطّة الوزارة بهذا الخصوص.
بعد ذلك، اعتذر المذيع للمواطن عمّا حدث، وقال السيد العوضي في حديثه مع صحيفة The National: "لم أكن أريد لكلماته أن تقلّل من شأن الجهود التي تبذلها الدولة وحكّامها في تأمين احتياجات الناس".
مُضيفاً: "شعرت بالانزعاج وتملّكني الغضب عندما قال أنّ نصف المواطنين الإماراتيّين، أي حوالي 500,000 شخص من السكان المحليّين، يعيشون في حالة من الفقر... هذه إهانة للدّولة".