أول إماراتيّة تنال منحة أكسفورد والشيخ محمد
شابّة إماراتيّة أصبحت للتوّ أوّل من يفوز بهذه الجائزة رفيعة المستوى
أصبحت شابّة إماراتيّة تبلغ من العمر 28 عاماً أول شخصٍ يحظى بهذه المنحة الدراسيّة الجديدة، ويبدو أنّ لديها الكثير من الأسباب الوجيهة حقّاً للاحتفال بذلك.
حيث حازت رنا المطوّع على أوّل منحة دراسيّة من برنامج الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وأكسفورد للدراسات العليا، المموّلة من مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة بالتعاون مع جامعة أكسفورد.
وتغطي المنحة الدراسيّة –التي تُقدّم لمواطنٍ واحدٍ من الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية سنويّاً– تكاليف التعليم والمعيشة لطالبٍ أنهى المرحلة الجامعيّة الأساسيّة.
لذا ستتوجّه رنا إلى أكسفورد خلال العام الدراسيّ للحصول على درجة الدكتوراه في دراسات الشرق الأوسط مع التركيز على الثقافة الإماراتيّة.
غير أنّ الفائزة بالمنحة تفاجأت جدّاً لدى سماعها بالخبر الرائع ذاك.
فخلال حديثها مع صحيفة The National الإماراتيّة، قالت رنا: "لقد فاجأني ذلك جدّاً. فهذه هي السنة الأولى التي يتم فيها إطلاق تلك المنحة الدراسيّة، لذا فلم أسمع عنها من قبل، لكن وصلتني رسالتهم عبر البريد الإلكترونيّ وسررت جدّاً بها لأنّني من دبي، وأنا معجبة فعلاً بسمو الشيخ محمد بن راشد؛ لذا فقد بثّ اسمه واسم جامعة أكسفورد على المنحة الدراسية –منحتي أنا– السعادة في قلبي حقّاً".
كانت رنا واحدة من 60 مرشّحاً تم تقديمهم لنيل المنحة، التي لا تمثّل إلا واحدة من المبادرات الهامّة العديدة للمؤسّسة.
حيث تهدف المؤسّسة التي تم إطلاقها عام 2007 إلى نشر وتعزيز المعرفة وتنمية خبرات الأفراد.
من جهتها، تحدّثت السيّدة أحلام الحوسني، رئيسة قسم رأس المال البشري في المؤسّسة، عن هذا البرنامج قائلةً: "نحاول تحسين مستوى التعليم والمعرفة والتنمية للبشريّة جمعاء"، مضيفةً: "تقوم بعض أنشطتنا على تمويل أو نشر التعليم الأساسيّ لآلاف الناس، فيما يتركّز بعضها الآخر حول نخبة طلبة العلم. إنّنا نترجم رؤية سموّ الشيخ محمد حول المعرفة والتنمية إلى أمورٍ عمليّة".
يُذكر أنّ لدى الحائزة على هذه المنحة سجلّ أكاديمي حافل بالإنجازات. حيث نالت رنا درجتي ماجستير: إحداهما في الشؤون الدوليّة من جامعة كولومبيا والثانية في السياسة العامّة من جامعة طوكيو. وهي حاصلة أيضاً على درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال من الجامعة الأمريكيّة في دبي.
أمّا أحدث وظيفة تسلّمتها فقد قامت من خلالها بتدريس مادّة الدراسات الإماراتيّة كأستاذة مساعدة في جامعة زايد بمدينة دبي، وهي المادّة ذاتها التي ستتعمّق بدرسها في جامعة أكسفورد.
إذ قالت: "رأينا الكثير من الدراسات حول المنطقة كان قد كتبها الغرباء، وقد كان الكثير منها مليئاً بالهفوات والانحياز. بينما يوجد هناك دراسات قليلة من أبناء المنطقة، لكنّها مُخيِّبة للآمال أيضاً لأنّها ليست تحليليّة أو منطقيّة بما فيه الكفاية".
ثمّ أضافت: "هناك الكثير من الأشياء التي لم يتمّ تغطيتها بالدراسات. إذ يعتقد الناس أنّ مواطني الخليج، على سبيل المثال، شعب أحاديّ التكوين؛ أي أنّ لدينا ثقافة واحدة ومتجانسة وما إلى ذلك، وهذا غير صحيح في الواقع. فلطالما كانت منطقة الخليج مكاناً متعدّد الأجناس بشكل دائم، وهو ليس بالأمر الحديث نهائيّاً. حيث كان لدى دول الخليج موانئ بحريّة منذ القديم وكانوا يمارسون التجارة مع الهند ومنطقة شرق أفريقيا، وغيرها من الدول، وقد أثّرت تلك الثقافات على ثقافتنا. هناك الكثير من الأبحاث المثيرة التي يُمكن إجراؤها في هذا المجال".
لذا، نودّ أن نقدّم أحرّ التهاني من جانبنا لهذه الطالبة المجتهدة والمتميّزة فعلاً!