هل ينبغي عليّ بناء العضلات بهدف خسارة الدهون؟
هل تخطّطون لبناء عضلاتكم بهدف خسارة الدهون؟ قد لا يمثّل ذلك الطريقة الأمثل لتحقيق هذا الهدف
اعتقد معظم النّاس لفترةٍ طويلةٍ من الزمن، أنّ تمارين الكارديو هي من أكثر الطرق فعاليّة لإنقاص الوزن. إلّا أنّه لحسن الحظ تمّ استبدال نصيحة الرشاقة القديمة هذه الآن؛ حيث بات المزيد من روّاد الأندية الرياضيّة يتحاشون ركوب الدرّاجة البيضاويّة وجهاز المشي ويقصدون صالة الأثقال بدلاً منهما (وهناك دافع وجيه وراء ذلك).
غير أنّه وبينما يمكن لرفع الأثقال أن يساعدكم على إنقاص الوزن بالتأكيد، لكن لا يجب أن يمثّل طريقتكم الوحيدة لحرق الدهون. إذ يوضّح لنا السبب السيّد داميان إم. كالاهان الحاصل على شهادة الدكتوراه والأستاذ المساعد في قسم الفيزيولوجيا البشريّة بجامعة أوريغون.
حيث أخبرنا الدكتور كالاهان في حديثه مع بوب شوغر قائلاً: "في فترة الراحة، تحرق العضلات سعرات حراريّة أكثر من الدهون". لذا فوجود المزيد من الكتلة العضليّة يعني أنّكم تحرقون مزيداً من السعرات الحراريّة عند الراحة أكثر ممّا لو كان لديكم نفس كمية الأنسجة من الأنسجة الدهنيّة. الأمر الذي سيعزّز عمليّة الاستقلاب لديكم، لكن ليس بالقدر الذي يخطر ببالكم --فالعضلات تحرق 13 سعرة حراريّة يوميّاً مقابل كلّ كيلوغرام من الأنسجة العضليّة، فيما تحرق الدهون 4.5 سعرات حراريّة فقط يوميّاً لكل كيلوغرام من الأنسجة الدهنيّة.
لكنّ التركيز على بناء العضلات لا يُعتبر المنهج الأفضل فيما يخصّ خطط إنقاص الوزن. "إن كنتم تريدون حقاً تغيير عمليّة الاستقلاب لديكم في وقت الراحة بطريقة تؤثر على وزن جسمكم، فيبدو بناء العضلات طريقة غير فعّالة لتحقيق هذه الغاية".
لا يعني ذلك أنّه لا ينبغي عليكم محاولة بناء عضلاتكم؛ فوجود المزيد من الكتلة العضليّة يعني إمكانيّة خوض التدريبات بشكلٍ أفضل وأكثر سلاسة وحرق المزيد من السعرات الحراريّة أثناء التمرّن. إلا أنّ كميّة العضلات التي تحتاجونها لإصلاح عمليّة الاستقلاب بأجسامكم ستكون "كبيرة للغاية"، وفقاً لما قاله الدكتور كالاهان.
كما أوضح قائلاً: "في الحقيقة، من الصعب جدّاً اكتساب العديد من الكيلوغرامات العضليّة التي ستحرق لكم 100، و200، و300 سعرة حراريّة إضافيّة في اليوم الواحد وأنتم جالسون في أماكنكم. مع هذا، إن كنتم تمارسون الكثير من التمارين ولديكم كتلة عضليّة أكبر، فسيكون ذلك عاملاً مساعداً حتماً. لكن كخطّة أساسيّة لفقدان الوزن، قد لا يكون ذلك الطريق الأمثل الذي عليكم اتّباعه".
بدلاً من ذلك، تُعتبر أفضل استراتيجيّة لإنقاص الوزن هي ضبط كميّة السعرات الحراريّة التي تدخل أجسامكم إلى جانب ممارسة الرياضة؛ الخيار المثاليّ هنا هو مزيج تمارين المقاومة وتمارين التحمّل – تعتمد النسبة التي يُنصح بها لكلّ منهما على كلّ شخص وعلى أهداف اللّياقة البدنيّة التي يسعها إليها. عموماً، ينصحكم الدكتور كالاهان بإجراء تغييرات يمكنكم الالتزام بها في نمط حياتكم.
إذ يقول: "أعتقد أنّ أهمّ شيء يمكنكم القيام به هو تبنّي تغييراً أكثر استدامة. ففي نهاية المطاف، يُعتبر التمرّن بما يكفي لحرق 500 سعرة حراريّة أصعب بكثير من عدم تناول قطعة حلوى فيها 500 سعرة حراريّة مثلاً. لذا فإنّ خطط فقدان الوزن الأكثر نجاحاً بشكل عام هي تلك التي تشمل النظام الغذائي وممارسة الرياضة معاً. حيث من الصعب جدّاً ممارسة الرياضة وحدها إلى حدٍّ يكفي لحرق كلّ هذه السعرات الحراريّة".