نصائح صحيّة لفتيات العشرين
نصائح صحيّة كنتُ أتمنّى لو كان بإمكاني توجيهها لنفسي عندما كنتُ في العشرين من عمري
لو التقيتُ بنفسي وأنا في الـ20 من عمري، فلن أستطيع التعرّف إلى تلك الشابّة حتماً. كنتُ أزن حينها أكثر بـ19كغ من الآن، وأنا متأكدة من أنّ ما لا يقل عن 5 كيلوغرامات منها كانت موزّعة بين وجهي وثديي. كنتُ متعبة طوال الوقت، وآكلُ أكياساً كاملةً من حلوى Swedish Fish، كما كان بطني منتفخاً وممتلئاً بالغازات على الدوام، وكنتُ أجد صعوبة في النوم، وكنتُ بائسةً جدّاً. كنتُ أعلم أنّه بإمكان حالتي النفسيّة وشكلي أن يكونا بحالٍ أفضل، لكنّني لم أكن أعرف ما عليّ فعله. لقد مرّ وقت طويل على ذلك، لذا الآن وبعد أن اكتشفت رياضة اليوغا، واتّبعتُ نظاماً غذائيّاً صحيّاً، وصرتُ أمارس الجري بانتظام، وتبنّيت نظرةً أكثر إيجابيّة بسنّ الـ38، لو كان السفر عبر الزمن خياراً واقعيّاً، هذه هي النصائح التي كنتُ سأودّ مشاركتها مع نفسي وأنا شابّة يافعة.
عزيزتي،
أعلم أنّكِ لستِ سعيدة. فأنتِ تتمنّين لو كانت الأحوال مختلفة عمّا هي عليه. لذا فمن فضلك لا تنتظري 10 سنوات لتحدثي تغييراً. ربّما سترمقينني بنظرة انزعاج عندما أقتبس قول أوبرا، لكن الوقت قد حان "لعيش أفضل حياة"، وإليك طريقة تحقيق ذلك:
- أحبّي نفسكِ. ليكن كلّ عمل تقومين به وكلّ فكرة تخطر ببالك حنونة وداعمة. فذاك الصوت الهش، الخافت بداخلك يصغي إليكِ بانتباه، ويتشكّل من خلال كلّ أحكامكِ فدعيه يشعر بالرضا عمّا يسمعه.
- توقّفي عن انتقاد جسمك. أنتِ تقضين الكثير من الوقت في التعييب على ما تكرهينه فيكِ وتقارنين نفسكِ بالآخرين –استثمري هذا الوقت في الاحتفاء بروعة ذاتكِ. مظهرك ليس بذلك القدر من الأهميّة كما تعتقدين؛ فحجم خصرك ليس مقياساً لحجم قلبك نهائيّاً.
- ثقي بحواسك. أنتِ تعرفين في قلبكِ ما هو النافع لكِ فعلاً (مثل التوقّف عن السهر للساعة 3 صباحاً، أو التشمّس على الشاطئ دون استخدام واقٍ شمسي). لا تخافي من تتبّع حدسك، حتى لو كان ذلك يتعارض مع ما يفعله الآخرون.
- توقفي عن الاكتراث بآراء الآخرين. اتركي التعليقات الجارحة والمسيئة تنزلق عن كاهلك دون أن تترك أثراً فيكِ. لست بحاجة إلى موافقة من أيّ شخص لمعرفة قيمة نفسكِ. اقضي بعض الوقت مع الأشخاص الذين يرفعون من معنوياتكِ. فالسلبيّة معديّة، وكذلك الإيجابيّة.
- افعلي الأشياء التي تجعلك تشعرين بأنّكِ جميلة. عندما تشعرين بأنّكِ قويّة، وواثقة من نفسك، ومفعمة بالحياة، فسيظهر ذلك كلّه عليكِ بالتأكيد.
- لا تدعي عدم الثقة بالنفس تحرمكِ من تجربة أنشطة جديدة أو القيام بما يُسعدكِ. فالحصول على جسدٍ مثاليّ ببذلة السباحة ليس شرطاً أساسيّاً لإتقان ركوب الأمواج. لذا مهما كان الشيء الذي تتوقين لاختباره – كالتسجيل في فعاليّة نصف الماراثون، أو أخذ دروس تدريبيّة في التزلج على الجليد، أو السفر لمدة ساعة كاملة من أجل تجربة اليوغا الهوائيّة– إذا لم تقومي به الآن، فقد لا يحدث أبداً.
- توقّفي عن تناول الكثير من الطعام غير الصحّي. من الممتع أن تعيشي بمفردك فلا يوجد من يُملي عليكِ كيف تأكلين. إذ يمكنك تناول الدونات على الفطور، والآيس كريم على مائدة العشاء! لكن إذا لم تبدئي من الآن باعتماد نظامٍ غذائيٍّ متوازنٍ، فسيستغرق الأمر سنواتٍ لتفقدي الوزن الذي اكتسبته.
- قومي بأنشطة حركيّة كلّ يوم، واجعلي ذلك من أوليّاتك. في بعض الأيّام، مارسي الجري على مسافة خمسة أميال، وفي أيّام أُخرى تمشّي قليلاً . فالحياة تبدو مختلفة من مقعد الدراجة أو من الوقوف على قمّة أحد الجبال، وستجرّبين أشياء وتلتقين بأشخاص لم تلتقي بهم من قِبل. إن بدأتِ من الآن، فستصبح عادةً لديكِ. احرصي على إضافة عنصر المتعة على تلك الأنشطة لكي تلتزمي بها.
- اعتمدي على اللّياقة البدنيّة كنوعٍ من العلاج. لهرمون الإندورفين تأثير قويّ جدّاً، وإفراز هذا الهرمون يمثّل طريقة صحيّة لتحسين مزاجكِ عندما تشعرين بالإحباط أو الانزعاج –أكثر منفعةً طبعاً من إنهاء عبوة كاملة من الآيس كريم. علاوةً على ذلك، ستتضاعف تلك الفوائد عند ممارسة الرياضة في أحضان الطبيعة.
- اعتني بنفسك كلّ يوم. مع كل لقمةٍ تأكلينها وكلّ دقيقة تعيشينها، اسألي نفسكِ: "هل ما أفعله يغذّي جسدي وروحي؟".
- التغيير ليس مخيفاً كما تظنّين. قد يبدو الأمر صعباً للغاية في البداية، لكنّه سيصبح سهلاً شيئاً فشيئاً. أعدكِ أنّ الأمر يستحقّ كلّ هذا العناء.
- اطلبي المساعدة. لستِ مضطرّةً لخوض الصعاب بمفردكِ. فالجوّ الداعم المتين يمكنه أن يساعدكِ على قطع مسافاتٍ أطول من التي ستقطعينها لوحدك.
- تسلّحي بالمعرفة. لا تكتفي بوضع الافتراضات حول الطرق التي تعتقدين أنّك بحاجة لاتّباعها بغية إنقاص وزنك؛ فأنتِ تهدرين الكثير من الوقت في ارتكاب الأخطاء، بل وحتى تبذلين مجهوداً زائداً في الشعور بالسوء حيال ذلك. استسفري من الخبراء لتبدئي برؤية تقدّم ملحوظ وتتوقّفي عن الشعور بالإحباط.
- لا تخمدي أبداً شعورك بأنّك في الـ20 من عمرك. لا تنشغلي بأن تصبحي "شابّة بالغة". حافظي على زخم طاقتكِ الإبداعيّة وروحك المرحة، لأنّ صحتك النفسيّة لا تقلّ أهميّة عن صحتك البدنيّة.
- ثمّني جسمك بتغيّراته وبكلّ ما هو قادر على القيام به. إذا كنت تظنّين أنّكِ غير راضية عن شكل جسمك الآن، فانتظري إذاً لتري الترهّلات والانتفاخات مع تقدّمك في العمر وخلال حمليكِ بطفلين (نعم، ستصبحين أمّاً. مبروك!). لن يكون جسمك مثاليّاً أبداً، لذا احتفي بتغيّراته، وتوقّفي عن إهدار وقتكِ وطاقتكِ أملاً بالوصول إلى ما لا يمكن بلوغه. أحبّي جسمك بما يجلبه من تغييراتٍ بحياتكِ.
ملاحظة: أنا أحبّكِ. على الرغم من أنّ الحال لا يوحي بذلك الآن؛ فقد استغرق الأمر منّي وقتاً طويلاً حتّى أدرك أنّني أحبّك. لكنّني أقدرّك لذاتكِ ولكلّ الأشياء التي سمحتِ لي باختبارها وتعلّمها. أشعرُ وكأنني الآن فقط، وأنا على وشكِ بلوغي الأربعين من عمري، بدأت آخذ زمام الأمور في حياتي، لذا أشكركِ على الانطلاقة الجميلة تلك.