Skip Nav

ما هي مستحضرات التجميل النظيفة?

عندما نقول مستحضرات تجميل "نظيفة"، فهذا ما يعنيه ذلك فعليّاً

قال الفلاسفة في السّابق أنّه لا يمكن للنّاس تغيير عاداتهم دون تغيير طريقة تفكيرهم أوّلاً (أو ربّما من قال ذلك هو مؤلّفة كتاب "The Life-Changing Magic of Tidying Up" [سحر الترتيب وأثره في تغيير الحياة]، ماري كوندو، أليس كذلك؟)، لكن لم يكن بإمكان أحد التنبّؤ بمدى صعوبة فهم ظاهرة الجمال "النظيف" حقيقةً في عام 2019. فقد عرّفت العلامات التجارية الأمر بأنّ المستهلكات يرغبن بمنتجات آمنة وخالية من السموم، غير أنّ فرز المنتجات لغويّاً —لا سيما عند إرفاق رفّ الجمال بمصطلحات مثل "طبيعيّة"، و"عضويّة"، و"خضراء" يمكن أن يُشعرنا بشيء أشبه بالعثور على الفردة المطابقة من الجوارب في ألة تجفيف الملابس.

لذا دعينا ننهي الأمر لكِ هنا. حيث سنقوم بإدراج وتنظيم كافّة المعلومات الخاطئة هناك لنمنحكِ فهماً أفضل للمصطلح، مرّة واحدة وإلى الأبد، وبذلك لن تضّطري إلى التساؤل حوله نهائيّاً مرّة أُخرى.

ماذا يعني مصطلح الجمال "النظيف"؟

رغم أنّ تعريفه يميل إلى التغيُّر بناءً على الشخص الذي تسألينه (وماهيّة المنتج الذي يتمّ التسويق له)، لكنّ معظم العلامات التجاريّة والخبراء يستخدمون هذه العبارة عندما لا يحتوي منتج ما على بعض المكوّنات المثيرة للجدل. فعلى سبيل المثال، يقوم متجر كريدو بيوتي –أحد متاجر التجزئة الرّائدة في مجال مستحضرات التجميل النّظيفة التي تتبنّى معاييراً صارمةً بخصوص مكوّنات منتجاتها، بتخزين –فقط– المنتجات الخالية من المواد الكيميائيّة التي قد تكون ضارّة؛ مثل الفثالات، والبارابين، والتريكلوسان، والأوكسي بنزون. كما أطلقت شركة سيفورا مبادرة مماثلة كذلك خلال العام الفائت، حيث صنّفت جميع منتجاتها الـ2000 المتوفّرة من مستحضرات التجميل "النّظيفة" على هذا الأساس كذلك في متاجرها الأساسيّة وضمن متجرها الإلكترونيّ أيضاً.

لكن لا يعني ذلك عدم وجود مواد حافظة بشكل دائم فعليّاً. إذ يُعدّ تركيب منتج عضويّ بالكامل موضوعاً منفصلاً تماماً. دعينا نشرح الأمر لكِ.

الفرق بين المنتجات "النّظيفة" و"الخضراء"

يجمع هذان المصطلحان قاسم مشترك في الحقيقة، حيث يتمّ تسويق كلّ منهما على أنّ تركيبته لا تحتوي أيّاً من المكوّنات "الضارّة" فعليّاً. لكن يبدو أنّ الأمر لا يُعامل بالطّريقة ذاتها على الدوام.

فكما قال الكيميائيّ الخبير في مجال التجميل جينجر كينغ: "أثبتت مستحضرات التجميل 'النّظيفة' التي تحتوي على مكوّنات غير سامّة وغير مثيرة للجدل أنّها منتجات آمنة وفعّالة، لكن لا يجب أن تكون تلك المنتجات 'خضراء' بنسبة 100%، لأنّها قد لا تكون فعّالة في الحقيقة. لقد تمّ تضليل المستهلِكات حول المنتجات الخضراء بشكل سيّء للغاية حقّاً لدرجة أنهنّ أصبحن يعتقدن أنّه طالما كان المنتج طبيعيّاً، فهو مفيد لهنّ حتماً. وهذا ليس صحيحاً دائماً بالضّرورة. إذ يمكن أن تكون المواد الاصطناعيّة جيّدة [في بعض المنتجات] طالما ثبت أنّها آمنة —بعد خضوعها لاختبارات مختلفة ولا تؤذي البشر، أو الحيوانات، أو البيئة".

المشكلة بتعليمات منتجات الجمال

باختصار شديد: تعليمات الاستخدام غير موجودة عمليّاً. حيث تحدّثت طبيبة الأمراض الجلديّة فرانشيسكا فوسكو حول ذلك قائلةً: "ليس هنالك تعريف رسميّ لمصطلح 'مستحضرات نظيفة' عندما يتعلّق الأمر بمنتجات العناية بالبشرة [ملاحظة المحرّرة: أو مستحضرات التجميل والعناية بالشّعر]، وقد تستخدمه الشركات المختلفة للإشارة إلى أشياء مختلفة. فعندما أطلب من الشركات أن تشرح لي معناه، أحصل على إجابات مثل أنّ المنتج نباتيّ، أو عضويّ، أو طبيعيّ، أو لا يحتوي على مواد كيميائيّة أو مواد حافظة مع الحدّ الأدنى من المواد الضارّة أو أنّ المكوّنات المدرجة على القائمة التحذيريّة لمجموعة العمل البيئيّ ستكون مغلّفة بعبوات زجاجيّة وليس بلاستيكيّة".

ما يمكنكِ القيام به لتكوني أكثر "نظافة"

ضعي الملصقات التصنيفيّة إلى جانب المنتجات، فالحقيقة هي أنّ العلامات التجاريّة تطلق الكثير من المنتجات التي تندرج تحت فئة "نظيفة" عليك أن تبحثي عنها بنفسكِ. تتمثّل الخطوة الأولى بمعرفة أيّ المنتجات تُعتبر "آمنة"، وأيّ منها هي نتيجة ثانوية لتكتيكات التهويل وإثارة المخاوف خلال التسويق، أو الكلام العابر، أو غير ذلك. يقول كينغ أنّ المواد الحافظة ليست هي العدو في الحقيقة، فعلى سبيل المثال: "تُعتبر المواد الحافظة المستخلصة من الجلايسين أو البنزوات آمنة عادةً. حيث سترينها ضمن قائمة المكوّنات بأسماء مثل كابريلويل جلايسين، والجلايسين، وبنزوات الصوديوم".

لا يجب أن تحتوي المنتجات التي تدّعي أنّه تمّ تركيبها بمكوّنات "نظيفة" على العطور، أو البارابين، أو الفثالات، أو كبريتات لوريل الصوديوم، أو لوريث كبريتات الصوديوم، أو الفورمالديهايد، أو الزيت المعدنيّ، أو الرّصاص. فما الذي يمكنكِ استخدامه إذاً؟ إنّه السيليكون يا عزيزتي. حيث قال كينغ: "بينما توجد العديد من فئات السيليكون، يُصنّف ثنائي الميثيكون في الواقع على أنّه واقٍ للبشرة. ما يُقلق النّاس عموماً هو عنصر السيكلوميثيكون أو السيكلوبنتاسيلاكسان. فقد تمّ ربط الجزء الأوّل "سيكلو" ببعض مشاكل التنفّس ويمكن أن يضرّ عمّال المصانع الذين يتعاملون مع هذا المكوّن فعليّاً. في حين يمثّل الدايميثيكون أو السيليكون أكبر الجزيئات التي يمكن أن تساعد في تغطية البشرة والشّعر بإعطائهما لمسة حريريّة، فهي تنتمي إلى عائلة السيليكون غير أنّ المستهلِكات والمسوّقين الذين لا يعرفون الكثير عن الكيمياء عموماً يضعونهم جميعاً في خانة واحدة".

ربّما تكون ماري كوندو ضدّ وضع اللّصقات، لكن في حالة تصنيف مستحضرات التجميل، قد تمثّل الملصقات الطريقة الوحيدة للبقاء آمنين، في بعض الأحيان.

Image Source: Shutterstock
Latest جمال