هنالك سبب نفسيّ وراء ضرورة وضع عطركِ المفضل كلّ يوم

هل هنالك رائحة معيّنة تجعلكِ سعيدة على الفور؟ ربما تعيدكِ تلك الرائحة إلى طفولتكِ، أو تذّكركِ بشخص تحبّينه، أو مجرد يوم مميّز حقاً حظيتِ به في السابق. غالباً ما لا يفكّر الناس كثيراً في الأمر، بمن فيهم أنا، لكنّ الرائحة هي أقوى شعور بشري بينهم جميعاً ولا ينبغي الاستهانة بها نهائيّاً.

مع استمرارنا في التكيّف مع الوضع الحالي لفيروس كورونا، قد تتمكّنين من العثور على بعض الراحة في الاعتماد على الرائحة من خلال وضع عطركِ المفضّل كلّ يوم — نعم، حتى بالنسبة لأولئك اللواتي يعملن من المنزل بمفردهن. النظرية الكامنة وراء ذلك في الحقيقة هي نفسها التي تقول بأنّ وضع المكياج أو ارتداء الملابس الأنيقة في الصباح، رغم عدم الذهاب إلى أيّ مكان، يمكن أن يساعد في تحسين مزاجكِ وحتى يجعلكِ تشعرين بمزيد من الإنتاجيّة فعليّاً.

قال داريل أبليتون، وهو أخصائيّ في الطب النفسي، لبوب شوغار: "يمكن أن تأتي الراحة والأمان بشكل خارجيّ من أشياء مثل الدعم أو العلاج النفسي، لكنّهما يأتيان أيضاً بشكل داخلي، من فهم ما نحتاجه". "إنّ فهم ما يساعدنا على الراحة والهدوء، أو يجعلنا نشعر بالقوة والقدرة، هو أمر فريد ومهمّ". يختلف الأمر من شخص لآخر، لكنّ النظر إلى الحواس الخمسة يمكن أن يساعدكِ في الوصول إلى شعور داخلي بالهدوء، أو السعادة، أو حتى الثقة.

قال الدكتور أبليتون: "الرائحة سلاحٌ سريّ في هذه الترسانة يمكن استخدامه لمساعدتنا على القيام بالمهمة أو بتحقيق السعادة في اللحظة الحاليّة. عندما نكون محاطين بأشياء تجعلنا نشعر بالسعادة — كالماكياج، والملابس، والأصوات، والروائح— فإنّنا، من الناحية الإحصائية، نميل إلى الأداء بشكل أفضل لأنّنا نشعر بالتحسن. لذا، فإنّ وضع عطركِ المفضل يمكن أن يعادل الشعور الذي ينتابكِ عند وضع أحمر الشفاه أو الماسكارا. كما أنّ امتلاك رائحة تجعلكِ تشعرين باليقظة، والاستعداد، والقوة، والهدوء، يمكن أن يعزّز أيضاً من ترسانتكِ النفسيّة 'لتعيشي يومكِ بسعادة'".

هنالك تفسير نفسيّ بسيط لكيفيّة عمل الرائحة على تحسين مزاجكِ. قال الدكتور أبليتون: "للروائح من خلال نظام الشم روابط قوية بالذاكرة والخوف المتمركز في الدماغ (لهذا السبب نحبّ رائحة الطفل حديث الولادة أو يمكننا تمييز رائحة الدخان أو الغاز كتحذير لخطر محدق بسرعة فائقة)". "الرائحة المميزة بالنسبة لنا هي أكثر من مجرد شيء نحبّه؛ حيث يمكننا ربطها بثقتنا بأنفسنا وبقدرتنا على تهدئة الذات عبر تذكيرنا من خلالها على الأوقات التي شعرنا بالقوة فيها".

ليس هنالك قالب واحد يناسب الجميع عندما يتعلّق الأمر بالعثور على رائحة تخاطبكِ شخصيّاً، لكن يمكنكِ المساعدة في تضييق نطاق البحث من خلال النظر في مكوّنات رائحة معيّنة. "ترتبط روائح الحمضيّات عادةً بالشعور 'باليقظة' أو' النظافة' ممّا قد يساعد في تحسين الحالة المزاجية. وقد لاحظ أشخاص آخرون إعجابهم بالروائح الترابيّة أو الخشبيّة التي تساعدهم على الشعور بالراحة. وللتنعّم بشيء من الهدوء، نرى روائح اللافندر والأوكالبتوس من الأشياء المفضلة لدى الجماهير".

لتجربة قوة عطركِ الذي يشعركِ بالراحة الكاملة، يوصيكِ الدكتور أبليتون بتجربة خيارات مختلفة وأن تختاري عطركِ بانتقائيّة شديدة.

للمزيد من المقالات، والمقابلات، ونصائح الجمال، انقري هنا.