Skip Nav

مقال حول حقيقة اجتماعات الأمهات ومعلّمات المدارس

لقد حان الوقت الآن لنتوقف جميعاً عن الحديث بشكل سيّء عن رابطة المعلّمات والأمّهات

عزيزاتي عضوات رابطة المعلّمات والأمهات،

أولاً، أريد أن أعتذر منكنّ حقّاً! لأنّني بعد اجتماع واحد فقط لرابطة الأمهات والمعلّمات، انسحبت من الاجتماع على الفور. إذ بينما جلست في غرفة مليئة بالنساء الأنيقات للغاية، فكّرت قائلةً لنفسي، "هذا المشهد ليس مناسباً لي". كان هنالك تبادل كبير للابتسامات في المكان. بينما جلستُ هناك أشاهد حماستكُنّ وأستمع إلى أفكاركنّ اللامتناهية، تخيلتُكّن جميعاً ذاهبات إلى المنزل بعد الاجتماع لإعداد وجبات طعام صحيّة لعائلاتكُنّ والتي يأكلها أطفالكُنّ بالفعل. لقد تخيّلتكُنّ هادئات ولطيفات —لا تصرخن أبداً، أو لا تتوعّدن لأطفالكُنّ أبداً لا سمح الله— سعيدات ومسيطرات على انفعالاتكُنّ تماماً طوال الوقت. كلّ هذه التصوّرات هي في الواقع عكس شخصيّتي وعكس حياتي أنا، لذا بعد حوالي 10 دقائق من الاجتماع الأول، عرفت أنّني لا أنتمي إلى هذا المكان.

لكنّني أيضاً فهمت شيئاً ما بشكل خاطئ جدّاً. إذ قبل أن تطأ قدماي حجرة هذا الاجتماع، تركت الصور النمطية لرابطة الأمهات والمعلّمات تشغل تفكيري. تعرفن جيّداً صور الميمز التي تنتشر في مواقع الإنترنت حول الاجتماعات الجنونيّة الغبية والرهيبة لرابطة الأمهات والمعلمات، أليس كذلك؟ رائع، إيّاكُن ومشاهدتها إذاً. لكنّها تسلّلت إلى عقلي وبقيت بداخله في الحقيقة. تحدّثت مع نفسي للاعتقاد بأنّني لن أتوافق أبداً مع حشود نساء الطبقة الراقية هذه. فأنا أُوبّخ أبنائي كثيراً، وأبدو غير مرتّبة نصف الوقت، وأنسى أن أتأكّد من تنظيف أطفالي لأسنانهم معظم الأيام. ما الذي يمكن أن يكون مشتركاً بيني وبينكنّ فعليّاً؟

مع مرور الوقت خلال العام، أرسلت ابني الذي كان في سن الحضانة إلى بعض الفعاليّات التي أطلقتها رابطة الأمهات والمعلمات: كنشاطات في المدرسة بعد الدوام، ونادي الكتاب، وحتى نزهات الأمهات وأبنائهنّ. لقد كنت أتطوّع في تلك الفعاليّات من وقت لآخر، لكنّني لم أقدّر أبداً من قبل العمل الذي تقوم به الرابطة. لقد أغفلت كلّ التفاصيل الدقيقة التي خطَّطت لها بعناية فائقة لأطفالنا. لكن أخيراً، في أحد الأيام الأخيرة من العام الدراسيّ، حظي ابني بيومه الميداني حقّاً. قدت سيارتي للتطوّع، وعند خروجي من سيارتي، وقفت مصدومةً. بدا العشب في المدرسة الابتدائية وكأنّه كرنفال حقيقي. كانت هنالك منازل مطاطيّة وحوالي 20 لعبة معدّة للأطفال الصغار مثبّتةً على الأرض. كانت صيحات الأطفال وضحكاتهم تملأ الأجواء. أمّا أروع جزء من ذلك اليوم؟ صادف أنّه كان عيد الميلاد السادس لإبني فعليّاً.

نعم، عضوات رابطة الأمهات والمعلّمات، اللواتي حكمت عليهنّ بسرعة كبيرة، أقمن عيد ميلاد لابني سيتذكره طيلة حياته. كان يتنقل بين الألعاب، ويضع في فمه بعض حلوى المصّاص اللذيذة، ويضحك طوال الصباح. خلال اليوم الميداني، تحدّثت مع العديد من عضوات الرابطة وأدركت أنّهنّ يشبهنني أكثر ممّا كنت أعتقد (ولم يُسئن فهمي حتى عندما وبّخت ابني). كان بإمكاني التحدّث إليهنّ ببساطة، وقد تحدّثنا حتّى عن أشياء أُخرى غير أطفالنا وأعمال الرابطة. لقد أعربت عن امتناني لهُنّ وأخبرتهُنّ عن مدى الروعة التي أضفينّها على عيد ميلاد ابني، لكنّ تقديم الشكر لهُنّ شيء كان يجب علي فعله منذ شهور في الحقيقة.

عضوات رابطة الأمهات والمعلّمات، أنتنّ أروع بكثير من تلك الصور النمطية القديمة التي لطالما أخطأت بوصفكنّ. أنتُنّ أمهات يبذلن قصارى جهدهنّ لجعل ذكريات أطفالنا المدرسية أكثر متعة. أنتُنّ تبذلن الساعات الطويلة في العمل من أجل سعادة أطفالنا. تعملن بلا كلل ولا ملل لجعل أفكار ورؤى أطفالنا تنبض بالحياة. ولا، لستُنّ مثاليّات طوال الوقت، وهو شيء أقدّره بشدة. شكراً لكونكُنّ رائعات إلى هذا الحدّ، والأهم من ذلك، شكراً على كلّ العمل الشاق الذي بذلتُنَّه لجعل العام الدراسي لأطفالنا ممتعاً حقّاً.

Latest الأم