Skip Nav

كيف يمكنكم تنسيق الممتلكات الشخصيّة

إليكم العنصر الوحيد الذي لم أستطع تنسيقه على طريقة كون ماري، لكنّني مضطرّة لذلك حتماً

أعشق شخصيّاً كلّ ما يخص منهج "كون ماري" للسيّدة ماري كوندو في الترتيب. فقد طبّقت كلّ تعليماته بحذافيرها، وتخلّصت من 90% من ممتلكاتي، كما نميّت لديّ عادات تنظيميّة بشكلٍ أفضل أكثر من أيّ وقتٍ مضى. ومع ذلك، هنالك شيء واحد لا يبدو لي أنّني قادرة على التخلّي عنه: وهو دفاتر مذكّراتي. إذ يتحدّث قسم من الكتاب –القسم الأخير– عن هذا الموضوع وعنوانه "Sentimentals" وهي أصعب ممتلكاتٍ شخصيّةٍ علينا إزالتها. لذا تنتظر ماري كوندو القرّاء حتى يتقنوا أسلوبها قبل أن تعالج تلك المسألة. فعلى عكس الكتب، أو قطع الأثاث، أو الملابس، لا يمكنكم استبدال أشياء مثل البطاقات المكتوبة باليد، أو الصور المطبوعة، أو كما في حالتي، دفاتر المذكّرات التي ما زلتُ أحتفظ بها منذ أن كنتُ في السادسة من عمري. فكيف يمكنني التخلّي عنها؟

توثّق مذكّراتي تلك صداقاتي، ولحظات انكسار قلبي، ورحلتي من تكساس إلى كاليفورنيا، وكيف تحقّقت أحلامي، والمصاعب التي تخطّيتها، وكيف نضج أسلوبي في الكتابة وتغيّر على مرّ السنين. إنّها تحكي قصّة حياتي، وأشعر أنّ هنالك رابطاً وثيقاً بيني وبينها. لديّ الآن حوالي ستة صناديق بلاستيكيّة مليئة بدفاتر المذكّرات التي تبدو وكأنّها تنظر إليّ وترجوني لتنسيقها على طريقة كون ماري. لكنّني مع ذلك أواصل تجنّبها (منذ أكثر من عامٍ بكامله)! مرّت عليّ أوقات شعرت فيها بأنّني مندفعة لأتخلّص منها جميعها. فأقوم بسحبها من أعلى الخزانة للبدء بعمليّة إزالتها، لكن ولأنني لا أستطيع تحمّل فكرة فقدان تلك الكلمات إلى الأبد بعد رميها في القمامة، سرعان ما أُعيدها إلى مكانها من جديد.

في أحدثِ كتابٍ لها اسمه The Life-Changing Manga of Tidying Up: A Magical Story، تتطرّق ماري كوندو إلى موضوع دفاتر المذكّرات. إذ تقول فيه بما معناه أنّ معظم الناس يعتقدون بأنّ تلك الدفاتر تحتوي الذكريات، غير أنّها في الحقيقة ليست سوى إناء نعالج فيه مشاعرنا المعقّدة ونُطلق من خلاله إحباطنا المكبوت على الورق. لكنّ الذكريات تبقى معنا في رؤوسنا وليس في المذكّرات. لذا فالاحتفاظ بدفاتر مذكّرات يحمل كمّاً من السلبية يمكن أن يُعطي الشخص والمنزل شعوراً بالثقل. لذلك فهي توصي فقط بإبقاء دفتر مذكّرات واحد لأسعد سنة من حياتكم –ولا شيء سواها– ثمّ التخلّص من البقيّة.

عندما تأمّلت كلامها، أدركتُ أنّ امتلاكي لدفاتر مذكّراتي لم يكن"يثير البهجة بنفسي"، ولم يجعلني أشعر بأنّني أعيش الحاضر مع إتاحة المجال للمستقبل. لذا فأنا بحاجة لتنسيقها أيضاً دون التعلّق كثيراً بها. لا أعرف متى سيكون لديّ الوقت لقراءة ستة صناديق من المذكّرات للعثور على تلك التي تثير البهجة منها، لكن في الوقت نفسه، ليس لديّ أيّ فكرة كيف تمكّنت من ترتيب جميع مُمتلكاتي على طريقة كون ماري. أعتقد أنّني سأخصّص القليل من كلّ يوم لكلّ دفتر. بعدها يمكنني القول بصدق أنّني قد عالجتُ كلّ شيء، ولم يعد ماضيّ يمنعني من الاستمتاع بحاضري.

Image Source: Shutterstock
Latest الأم