Skip Nav

وليّ العهد السعوديّ محمد بن سلمان في زيارة للولايات المتّحدة

زيارة وليّ العهد السعوديّ إلى الولايات المتّحدة تحمل مدلولات عميقة أكثر أهميّة ممّا قد تتخيّلونه بالفعل

في حال فاتتكم آخر الأخبار، فدعونا نخبركم إذاً أنّ ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يقوم بجولة في الولايات المتّحدة حاليّاً، وقد لقيت هذه الزيارة أصداءً واسعةً جدّاً منذ الإعلان عنها.

فرغم كون المملكة العربيّة السعوديّة البلد الأكثر تحفظّاً في العالم العربيّ، إلّا أنّه تربطها مع الولايات المتّحدة علاقة قويّة جدّاً في الحقيقة.

حيث بدأ التعاون بينهما فعليّاً عام 1930، أي قبل عام واحد من التدفّق التجاريّ للنفط وتحقيق العديد من الإنجازات التاريخيّة للدولة. في عام 1974، أسّس البلدان اللّجنة الاقتصاديّة السعوديّة الأمريكيّة المشتركة. وخلال عام 2010، أنشأ البلدان منتدى فرص الأعمال السعودي الأمريكي، بينما وقّعا اتفاقيّات تجاريّة بقيمة 280$ مليار دولار أمريكيّ عام 2017. لذا يُمكننا القول أنّه تجمعهما روابط متينةٌ للغاية بالفعل.

فلماذا كلّ تلك الجلبة حول زيارة وليّ العهد الأخيرة هذه إذاً؟

سنتحدّث عن ذلك خطوة بخطوة. أوّل نقطة هي أنّ أموال السعوديّة بدأت بالتّقلّص عمليّاً. قد يبدو الأمر غير منطقيّ، لكن مع الانخفاض الذي تشهده أسعار النفط، حذّر صندوق النّقد الدوليّ عام 2015 من تآكل الاحتياطي الماليّ للمملكة. حيث تشكّل عائدات النفط ما نسبته 90٪ من عائدات الحكومة المركزيّة، فيما تمثّل صادرات النفط ما مقداره 70٪ من إجمالي الناتج المحليّ للقطّاع غير النفطيّ، لذا سيكون هبوط أسعار النفط بمثابة مشكلة كبيرة لهذه الدولة الغنيّة. وإن نفد النفط حقّاً، ستتغيّر المملكة كليّاً عمّا نعرفه عنها اليوم بالتأكيد.

لذا يعتزم ولي العهد السعوديّ الآن تحويل الاقتصاد السعوديّ من اقتصاد معتمدٍ على النفط إلى اقتصاد قائمٍ على استثمارات القطاع الخاصّ. حيث أطلق سموّه خطة بعنوان "رؤية السعوديّة 2030". تتضمّن هذه الخطة إصلاحات اجتماعيّة مثل ترسيخ حقوق المرأة وتوفير وسائل الترفيه للعامّة؛ مثل الحفلات الموسيقيّة، ودور السينما التي تفتح أبوابها لكلا الجنسين، إضافة إلى الكثير من الأمور الأُخرى القادرة على تحويل المملكة إلى مركز استثماريّ جاذب للسيّاح. يعمل السعوديّون جاهدين الآن لتغيير الوضع الراهن في البلاد، لذا ذهب ولي العهد إلى الولايات المتّحدة للإعلان عن تلك الخطوات، وبالتالي حشد الاستثمارات للقطّاع الخاصّ.

يُشرف الأمير حاليّاً على توقيع مجموعة من الاتفاقيّات مع الجامعات الأمريكيّة في بوسطن. كما زار سموّه مختبرات معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) وشركة آي بي إم واتسون للصحّة التي تهدف إلى تمكين المؤثرين في مجال الرعاية الصحيّة. لذا لا شكّ أنّ العلم والرعاية الصحيّة يحتلّان مساحةً كبيرةً من جدول أعماله هناك.

إنّنا على يقين بأنّه سيكون هنالك المزيد من الصفقات التي يجري العمل عليها وتوقيعها في هذه الزيارة، بينما يواصل الأمير السعوديّ مسعاه لإيجاد مزيد من الطرق للتعاون بين المملكة والولايات المتّحدة.

وإن كانت الإصلاحات السعوديّة القادمة تلك ستمنح النساء والشباب الفرصة لإبراز إمكاناتهم الكاملة، فإنّنا نشجّع المملكة في توجّهها الجديد هذا دون شكّ.

"سموّ الأمير محمد بن سلمان يلتقي بمؤسسة آيفي ليج التعليميّة في جامعة هارفارد ويناقش أهميّة تطوير التعليم ودوره في تحقيق أهداف رؤية 2030".

"سموّ الأمير محمد بن سلمان ولي العهد يقوم بجولة في معرض الابتكار MIT الذي يستعرض نماذج من الابتكارات الصناعيّة الحديثة لعدد من الجامعات والشركات السعودية".

"سموّ الأمير محمد بن سلمان يزور شركة آي بي إم واتسون للصحة لاستكشاف مجالات التعاون بين السعوديّة والولايات المتّحدة في القطاع الطبي".

"سموّ الأمير محمد بن سلمان يجري مباحثات رسميّة مع الرئيس الأمريكيّ في البيت الأبيض؛ حيث أكّد الزعيمان على الشراكة التاريخيّة القائمة منذ فترة طويلة بين المملكة العربيّة السعوديّة والولايات المتحدة".

Image Source: Twitter user SaudiEmbassyUSA
Latest ‫مشاهير وترفيه