لقاء بوب شوغر الشرق الوسط مع أسماء جلال
نتمنّى حقّاً لو كانت أسماء جلال صديقتنا المقرّبة، وبعد اطلاعكِ على حوارنا الحصري معها، ستتمنين الشيء ذاته حتماً
عندما يتعلق الأمر بمواهب الشرق الأوسط، تبرز النجمة أسماء جلال دائماً كواحدة من ألمع الأسماء التي تتصدّر قائمتنا بالتأكيد. حيث صعدت جلال سلّم الشهرة بسرعة صاروخيّة عام 2017، بعد أن لعبت دور البطولة في مسلسل الأب الروحي، لتصبح الممثلة البالغة من العمر 25 عاماً هذه الآن واحدة من الممثلات الأكثر طلباً للأعمال الدراميّة فعليّاً. لذا، نظراً لرغبتنا في معرفة المزيد حول النجمة الشهيرة هذه، والتي تحظى بما يزيد عن مليوني متابع عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، تواصلنا مع أسماء للحديث معها عن البدايات المتواضعة، والشهرة، وشغفها في الحياة، والأدوار التي تحلم بتجسيدها.
خلال حوارنا الذي استمرّ لثلاث ساعات، باتت بعض الأشياء واضحة تماماً. أولاً، تتمتّع أسماء جلال بشخصيّة تؤهّلها للهيمنة على الساحة الفنيّة العالمية بالفعل. ثانياً، تحظى جلال بأسلوب رائع في الحديث بشكل يوازي موهبتها الفنيّة فعلاً. وثالثاً، تمتلك أسماء كلّ ما يجعل منها الصديقة المقرّبة التي لطالمنا أردناها بجانبنا.
نشكركِ على تخصيص بعض الوقت للحديث معنا، نعلم أنّك قد انتهيتِ للتو من تصوير مسلسل "لعبت النسيان" إلى جانب النجمة دينا الشربيني، حدّثينا كيف كانت هذه التجربة؟
لقد كانت تجربة لا تُصدّق. دينا رائعة للغاية، وهي إحدى الشخصيّات المفضلة لديّ على الدوام. كان التصوير في هذا الوقت يمثّل تحديّاً كبيراً في الحقيقة، لكنّنا تمكنّا من متابعة العمل وإنجاز مسلسل أنا فخورة به تماماً وفخورة بكوني جزءاً منه حقاً.
مع تصدّرك لأعمال مثل الأب الروحي، هل كنتِ تدركين دائماً أنّكِ تريدين أن تصبحي ممثلة؟
نعم بالتأكيد! عندما كنت في الرابعة من عمري، شاهدت مسلسلاً تلفزيونيّاً مصرياً يدعى يوميات ونيس. وعندها أردت أن أكون واحدة من الشخصيات التي تظهر على الشاشة... كنت أشاهده مع والدي، الذي كان دائم التشجيع لي ولحلمي في أن أصبح ممثّلة. لقد توفي مؤخراً، لكنّ دعمه وحبه ورعايته لي ما زالت تبقيني قويّة حتى اليوم.
سمعنا أنّ التمثيل، خاصّة بالنسبة للنساء في مصر، قد يكون من الأشياء التي يصعب إلى حدٍّ ما تقبّلها من قِبل العائلات، أخبرينا، كيف كان ردّ فعل أسرتكِ عندما علمت برغبتكِ هذه؟
لقد اكتشفوا ذلك، في الواقع، عن طريق الصدفة. كنت أدرس "الاتصال الجماهيري" في الجامعة، لكنّني في الحقيقة لم أكن أشعر بالانتماء لهذا المجال. لذا، قمت بحضور بعض ورشات العمل في مجال التمثيل إلى جانب دراستي، وبدأت لاحقاً في الذهاب لإجراء اختبارات الأداء. وفي إحدى المرّات، قمت باختبار الأداء لدور صغير في مسلسل الأب الروحي عام 2017، وحصلت عليه! كنت سعيدةً جدّاً لأنّه لم يسبق لي أن خضعت لهذا النوع من الاختبارات من قبل، لذا كنت أقوم بذلك أثناء ذهابي. وبمجرد إصدار العمل، جلب لي ذلك الكثير من المسؤولية، وبصراحة أكبر، واجهت بعض التحديات كذلك.
في الشرق الأوسط عموماً، ومصر على وجه التحديد، ما يزال التمثيل يعتبر مهنة مناسبة للرجال أكثر. لذا، عندما رأتني عائلتي على شاشة التلفاز للمرّة الأولى، لم يكونوا داعمين في البداية لأنّهم كانوا يعرفون حجم المسؤوليّات الإضافية والضغوط المجتمعية التي تجلبها هذه المهنة معها. لكنّهم أصبحوا أكثر قبولاً عندما أدّيت المزيد من الأدوار، وكانوا يرون مدى سعادتي بذلك. ما يزال التمثيل يواجه تحدّيات كبيرة في الحقيقة، يجب أن أثبت أنّه يمكنني القيام بأدوار مختلفة، وأحتاج إلى العمل بجد لإثبات نفسي، لكنّني مستعدة لذلك. فلطالما كنت مستعدّة لتحقيق ذاتي في السابق وسأبقى كذلك دائماً بالتأكيد.
نحن أكثر من مستعدات لمشاهدة المزيد من أعمالكِ على الشاشة! أخبرينا، كيف هو الحال مع معجبيكِ؟ هل يحاولون الاقتراب منكِ عموماً؟ إن كنتِ في الشارع أو في مراكز التسوق مثلاً؟ ممثّلة بنجوميّتكِ وجمالك، نتخيّل أن تكون طلبات المعجبين لأخذ صورة معها كثيرة جداً في الحقيقة.
في المرة الأولى التي جاءت فيها إحدى المعجبات وطلبت التقاط صورة معي وأخذ توقيعي، كنت مصدومةً للغاية بكل صارحة. ظللت أتلفّت حولي لبرهة من الوقت وسألتها إذا كانت متأكدة من أنّها تريد صورة معي أنا. لقد كان الارتباك واضحاً عليّ للغاية. مازلت إلى اليوم أضحك من ذلك الموقف. أمّا الآن، فقد أصبحت ردّت فعلي أفضل من حيث تصديق فكرة أنّ النّاس يريدون التقاط الصور معي.
نتخيل الأمر الآن، لكن ليس من الصعب علينا تصديق ذلك، نظراً لأنّك ألهمت العديد من الشبان والشابات للمضيّ خلف أحلامهنّ على مدى السنوات الثلاث الماضية. هل لديكِ أيّ ممثّلات يُشكلن مثلاً أعلى بالنسبة لكِ؟
أنا أعشق النجمة ماريون كوتيار. هنالك شيء يُذهلني فيها... الطريقة التي تتواصل بها مع كل شيء حولها أثناء التمثيل. لغة العيون التي تستخدمها. الطريقة التي تتحدّث بها. لغة جسدها. إنّها أنيقة بشكل لا يُصدّق وتُشعّ طاقة قوية بالفعل. أتعلّم الكثير من مشاهدة أفلامها دائماً.
أمّا بالنسبة لبعض أعمالها المفضلة بالنسبة لي، فيمكنني اختيار فيلمي Allied وThe Immigrant. إذا كان هناك فيلم عن حياتي، فأتمنّى أن تلعب هي دوري. سيكون عليها فقط أن تتعلم اللغة العربية، لكن نظراً لكونها تستطيع التحدث بالعديد من اللغات بالفعل، لا أعتقد أنّ ذلك سيكون مشكلة كبيرة بالنسبة لشخص موهوب مثلها.
إن حصل ذلك، سنشاهده مراراً وتكراراً حتماً! من هنّ الممثلات الأُخريات اللواتي يعجبنكِ أيضاً؟
إلى جانب ماريون، أنا من أشدّ المعجبات بجنيفر لورانس. فهي واحدة من أكثر الممثلات طرافةً وتواضعاً في هذه المهنة برأيي. أحبّ الطريقة التي تتصرّف بها، وحقيقة عدم مبالاتها وعفويّتها تجعلني أحبها أكثر. جينفر ليست ظريفة وحسب، لكنّها ممثّلة بارعة حقّاً. أحببتها في فيلم Mother!. كان مشهد الطفل، رغم عدم الراحة أثناء مشاهدته، قوياً جداً. لقد جعلني غاضبةً للغاية، وهو ما تتمحور حوله مهنة التمثيل، أي التأثير بالجمهور وجعلهم يشعرون بشيء ما.
كما أنّني من معجبات النجمة آن هاثاواي كذلك. فهي قادرة على تقمّص أيّ شخصيّة بشكل لا يُصدّق. فبدءاً من دورها في فيلم Devil Wears Prada ووصولاً إلى أدائها المذهل في فيلم Les Misérables، آن هاثاواي هي إحدى الممثلات اللواتي يجعلنني –أحياناً– أبكي وأضحك معاً في الوقت ذاته.
وشريهان ممثّلة أسطوريّة أُخرى بالنسبة لي. فهي ليست ممثلة مبدعة وحسب، بل يمكنها الغناء، وحتى الرقص بشكل احترافي كلاسيكيّ كذلك، لذا فهي تمثّل موهبة شاملة بالفعل. وأروع ما في أسلوبها هو أنّها تجعل الأمر يبدو سهلاً للغاية.
هذا ولن تكتمل قائمتي دون ذكر ناتالي بورتمان بالطبع. فأنا أحبها كثيراً. أول فيلم شاهدته على الإطلاق من بطولتها هو Léon: The Professional. كان أداؤها فيه مذهلاً للغاية. إنّها محترفة للغاية ومنذ سنّ مبكّر بالفعل. كان الفيلم مبدعاً بكافّة تفاصيله. بدءاً من السيناريو، ومروراً بالأداء والتمثيل، ووصولاً إلى أزياء الشخصيّات. فيلم جميل حقّاً. عمل كلاسيكي خالد. إضافة إلى ذلك، لا ننسى الحضور القوي للنجم جان رينو في هذا العمل – والذي جعل من The Pink Panther الفيلم المفضّل بالنسبة لي. أحب هذا الفيلم كثيراً! وحتى هذا اليوم، لا يمكنني طلب وجبة هامبرغر دون تقليد ستيف مارتن.
ما زلنا نلتفت إلى شخصية بورتمان، ماتيلدا، للاستلهام من أناقتها وإطلالات أزيائها. ولعب شخصيّتها في فيلم Léon: The Professional يمثّل دور أحلامنا، ما هو الدور الذي تحلمين به أنتِ؟
فيلم Black Swan. أرغب حقّاً بالتمثيل في فيلم قوي وملهم كهذا. سأقوم بذلك يوماً ما حتماً. آمل أن يتقبّل النّاس فكرة التغيير حقّاً وأن يتمّ تخفيف القواعد المتعلقة بعالم السينما في الشرق الأوسط قليلاً. ما يزال لدينا الكثير من القيود والصور النمطية التي يجب علينا كسرها. لدينا الكثير من الإمكانات، ولدى المنطقة الكثير من الرسائل التي يجب علينا إيصالها للآخرين. لذا، آمل أن يحدث ذلك عاجلاً بدلاً من تأخيره أكثر.
نحن على يقين من أنّ الأمور ستتغيّر قريباً. التغيير، كما يقولون، أمر حتميّ لا مفر منه. عندما يتعلق الأمر بالشغف، ما هي أكثر ثلاثة أمور تثير شغفكِ فعليّاً؟
التمثيل هو أكبر شغف بالنسبة لي. فهو العالم الذي أشعر بالسعادة فيه. عندما أكون منهمكة في أداء شخصيّة ما، لا يمكن لشيء أن يؤذيني أو يزعجني، حيث تتلاشى كلّ مخاوفي حينها. الأمر نفسه، يحدث عندما أشاهد الأفلام، فهي تريح لي ذهني. إنّها نوع من العلاج النفسي بالنسبة لي.
أنا أيضاً من محبّات الحيوانات. وحمايتهم تمثّل قضيّة أساسيّة بالنسبة لي. نشأت في بلد لا تزال فيه حقوق الحيوان جديدة كليّاً عليه، أحاول تثقيف وإعلام أكبر عدد ممكن من الناس حول كيفيّة التعامل معهم بلطف ومحبة. يعتقد البعض أنّني غريبة بعض الشيء في ذلك بالطبع، لكن ليس لديّ مشكلة في ذلك على الإطلاق. بغض النّظر عن مدى الوحشية أو الشراسة التي يمكن أن يكون عليها الحيوان، لكنّه ما يزال كائناً حيّاً وروح تستحق منّا الحب في الحقيقة، مثلنا أنا وأنت تماماً.
يأتي السفر في المركز الثالث. حيث أحب استكشاف بلدان جديدة. ليس فقط لأنني أحب تجربة أشياء جديدة، بل لأنّني أتعلم المزيد عن نفسي كذلك. حيث أتعرض خلال السفر للكثير من الأشياء المختلفة التي قد لا أراها في بلدي. أحبّ بالتأكيد مواصلة السفر قدر المستطاع.
لم يعد بوسعنا الانتظار أكثر للسفر مرّة أُخرى... ولسماع عبارة "هل يمكنني رؤية تذكرتكِ، من فضلكِ"، نحن نعدّ الأيام بالدقائق الآن للقيام بذلك حقّاً. مع حالة التوتّر والترقّب الحاليّة في العالم، كيف تحافظين على هدوء أعصابكِ ونظرتكِ الإيجابية؟
بصراحة، لم يكن الأمر سهلاً بالنسبة لي نهائيّاً. ما زلت مرتبكة قليلاً حتى الآن حول كلّ شيء. فمثل أيّ شخص آخر، أمرّ بأيّام جيدة أحياناً وأيّام سيئة في أحيان أُخرى. لقد حاولت ممارسة التأمل للمرّة الأولى مؤخراً. لقد منحني ذلك في الواقع شعوراً مريحاً جداً، وربّما للمرّة الأولى منذ مدّة طويلة، حيث اختبرت شعوراً رائعاً من الهدوء الجسدي والعقلي.
لا بد وأنّ التصوير في وقت كهذا كان صعباً... كيف وجدت هذه التجربة؟
تصيبني فكرة التقاط الفيروس ونقله إلى من أحبهم وأولئك الذين قد أقابلهم في طريقي إلى المنزل بالخوف كثيراً. لذا، أتّبع قواعد السلامة الخاصّة بكوفيد-19. أغسل يديّ جيّداً وبانتظام. أتجنّب التماس والتفاعل غير الضروري مع الآخرين. عندما أصل إلى المنزل، بعد يوم من التصوير، أغسل يديّ، وأغتسل بالكامل، وأبدّل ملابسي، ثم أذهب للسلام على عائلتي. أنا مدينة لهم بتحمل المسؤولية عن مسيرتي المهنية وعن كلّ ما يرافق ذلك. إنّه وقت صعب على الجميع بالطبع، لكنّني أعتقد أننا سنتجاوز ذلك معاً.
ماذا تقولين لأولئك الذين يتطلعون إلى الخروج والاحتكاك بالآخرين في وقت كهذا؟
تحمّلوا المسؤولية. أفهم جيّداً أن الحياة يجب أن تستمر، ولا يمكن للناس البقاء في المنزل إلى الأبد، لكنّكم ما زلتم مدينين لمن حولكم بأن يكونوا آمنين. خذوا احتياطات الأمان وإرشادات السلامة على محمل الجدّ – فقد تمّ وضعها لسبب وجيه بالتأكيد.
نصيحتي لأيّ فتاة، سواء كانت من الشابات اللواتي يتطلّعن إلى دخول عالم التمثيل أو أولئك اللواتي يبحثن عن نصائح في الحياة، هي احترمي ما تشعرين به. لدى جسمكِ طريقة خاصّة لإخباركِ بالأشياء، حتى قبل وقت طويل من قدرة عقلكِ على معالجة ما يحدث حولكِ. لذا فاستمعي لجسمكِ. شيء آخر هو أن تتذكّري دائماً أنّكِ لن تجدي الحياة السعيدة – بل عليكِ صنعها بنفسكِ. عليكِ أن تتحكّمي في الأشياء التي تريدينها. إذا كان هنالك ما يجعلكِ غير سعيدة، يمكنكِ تغييره بكل بساطة.
لقد كنت أفكر بالشيء نفسه. بالتأكيد أرغب في ذلك. على أمل اللقاء بكِ قريباً!
للمزيد من المقالات، والمقابلات، وأخبار المشاهير، انقري هنا.