كيف تقطعين علاقتك بالأصدقاء غير الصادقين
دليلكِ المثالي لكيفيّة تحديد الصديقات الحقيقيّات من حولكِ وطريقة قطع علاقتكِ بمدّعيات الصداقة فعليّاً
يمكنكِ تسمية المرحلة التي تحدث بعد انتهاء علاقة عاطفيّة استمرت لمدّة ثلاث سنوات بـ"الحرية الجديدة" حقّاً، لكنّ التفكير بكونكِ أصبحتِ وحيدة تماماً (الأمر ليس كذلك بالطبع) سيجعلكِ تدركين المعدن الحقيقي لصديقاتكِ فعلاً.
أعلم أنّ ذلك يبدو أشبه بكليشيهات مبتذلة –حيث تترك الفتاة شريك حياتها، وتفرغ جام غضبها بصديقاتها، ثمّ تتخلى عنهنّ، وتتذمّر من كونها فتاة وحيدة– لكن في حالتي، على الأقل، عندما وصلت أنا وشريك حياتي إلى طريق مسدود، عرفت فعلاً الأشخاص الذين كنت أحبّهم بشدة والذين يستحقون برأيي الآن أن يطلق عليهم كلمة "أصدقاء" حقّاً من أولئك الذين يدّعون ذلك. لا أكتب هذا للتجريح بأحد. على العكس تماماً، يتعلّق الأمر برمّته بمعرفة قيمتكِ، وإمكانياتكِ، ثم الابتعاد عن الأشخاص الذين لا يضيفون إليكِ شيئاً على الإطلاق.
كانت إزالة الشخصيات السلبية من حياتي سهلة إلى حدّ ما. نظرت إلى الوراء في الأشهر الستة الماضية (أصعب ستة أشهر مرّت عليّ في حياتي – حتى الآن) وحاولت التمييز بين أولئك الذين ساندوني باهتمام كبير في حياتي الشخصيّة أو المهنيّة، من أولئك الذين لم يكن لديهم شيء أفضل يفعلونه.
كانت قائمة الأشخاص الذين وقفوا إلى جانبي حقّاً محبطة للغاية. من بين الأشخاص الستة الذين صنفتهم سابقاً كصديقات، أثبتت اثنتان منهنّ فقط أنّهما تستحقان هذا المصطلح. بينما كان من الصعب قبول عذر الأخريات، لم يكن الأمر صعباً لدرجة البكاء على الهاتف للصديقة التي من المفترض أنّها المقرّبة إليكِ، لتخبركِ أنّه ليس لديها وقت وأنّ لديها موعد غداء بانتظارها. شكراً لك على كلّ تلك الذكريات. ملاحظة: أعلم أنّكِ لم تكوني مريضةً عندما تجاهلتي حضور حفلة عيد ميلادي هذا العام. في المستقبل، لا تقومي ببث مباشر لتجربة رحلات السفاري الصحراوية عندما تكونين مريضةً جداً لدرجة أنّه لا يمكنكِ مغادرة المنزل.
كيف كان رد فعلي على ذلك؟ بأكثر الطرق قسوة في الحقيقة. لقد وثّقت عمداً كلّ تفاعل اجتماعي كان لدي. كلّ طبق تناولناه معاً، كلّ لقاء جمعنا معاً، كلّ #لحظات الحياة الجميلة التي عشناها معاً، وبعد ذلك قمت بإلغاء متابعتهنّ جميعاً على مواقع التواصل الاجتماعي وتوقّفت عن الرد على رسائلهنّ. عندما أصبحتُ في حالة جيّدة وبِتُّ جاهزة للردّ، اتصلت بهنّ وأخبرتهنّ عن مدى خيبة أملي بهنّ. هل يبدو الأمر تافهاً؟ 100% لكن عندما تكون الفتاة التي من المفترض أنّها صديقتكِ المقرّبة بهذه الوضاعة وكل ما يمكنكِ القيام به هو طلب الخروج معها لتناول آخر وجبة تجمعكِ بها، فستقومين بذلك حتماً، وستُفرغين كلّ ما بجعبتكِ تجاهها بكلّ تأكيد يا عزيزتي.
بعد أن قطعت علاقتي بكلّ متطفّلة في حياتي (عذراً، كلّ ما في الأمر أنّني أتحدّث بشفافية كما تقول إحدى "صديقات" الماضي)، بدأت أستثمر وقتي في القيام بتجارب جديدة وأنشأت اختباراً لضمان صدق أصدقائي الجدد. قولي عنّي مريضة نفسيّة، لكنّني أفضّل التأكد أنّ الأشخاص الذين يستهلكون الأكسجين من حولي، ويشغلون وقتي، ويستنزفون صبري، يستحقون ذلك بالفعل.
الاختبار المذكور بسيط للغاية. تتحمور فكرته حول "العطاء والأخذ" بشكل أساسيّ – ولا يعني ذلك أنّني أعطي لكي آخذ نهائيّاً، أريد فقط أن أرى من سيكون مستعداً لمساندتي و"منحي" وقته، عندما أكون بحاجة إليه. يتكون الاختبار من الأسئلة التالية: هل تجلب هذه الصديقة الفرح إلى حياتي؟ هل تدفعني نحو الأمام؟ هل تطلب مني باستمرار القيام بتجارب جديدة؟ أسئلة بسيطة من هذا القبيل. أهم شيء هو "هل تجعلني سعيدة" – الوقت هو الشيء الوحيد الذي لا يمكنكِ استعادته أبداً، لذا فمن المهم جداً أن تستثمريه بحكمة بالغة. وتذكري سيدتي، لا بأس في استبعاد بعض الناس من حياتكِ – إنه أمر جيد تماماً في الواقع.