قناة بداية السعودية تعلن خبر وفاة والد أحد ضيوف برنامجها على
قناة تلفزيونيّة سعوديّة تُنبِئ أحد ضيوفها بوفاة والده على الهواء مباشرةً والمشاهدون يعبّرون عن غضبهم
ليس هنالك ما هو أسوء من استغلال النّاس بهدف تحقيق نسب مشاهدة عالية، لكن هذا ما حدث تماماً في أحد البرنامج التلفزيونيّة السعوديّة مؤخّراً.
ففي الفيديو الذي انتشر بشكل فيروسيّ عبر مواقع الإنترنت، يظهر مقدّم برامج على قناة "بداية" الفضائيّة مُمسكاً بيد الضيف ومتّجهاً بنظره إلى الكاميرا، ليُخبر الشاب بعدها بنبأ وفاة والده.
بدا الشاب إبراهيم العواد، الذي كان على الهواء أثناء مشاركته في برنامج ألعاب ترفيهيّ، متخوفاً بشكل ملحوظ عندما بدأ المقدّم بالحديث. لكن عندما قام الأخير بإخباره عن وفاة والده، فقد الشاب أعصابه ورمى قبعته وهو يسأل المذيع قائلاً: "ماذا تقول؟ هل أنت جاد فيما تقول؟!" ثم أخذ يجري داخل الاستوديو وهو في حالة انفعال وذهول كبيرين لينهار بعدها على الأرض.
يمثّل هذا التصرّف مستوى غير مقبول على الإطلاق كما يُظهر أسوء ما وصلت إليه شبكات التلفزيون، وقد كان هذا موقف غالبيّة من شاهد تلك اللّحظة. إذ حصل الفيديو على أكثر من 1.2 مليون مشاهدة، و19,000 تعليق، معظمها تُدين ما فعلته القناة.
حيث وصفها مُستخدم اسمه amer_6665961@ بالـ"قناة القذرة"، في حين قال آخر ويُدعى fahad51e428: "لا تعتبر القنوات الإعلاميّة، مثل هذه القناة الحمقاء، أنّ لهذا الشاب مشاعر، تتجرّد هذه الوسائل الإعلاميّة الفاشلة من كل ما يمسّ الإنسانيّة في سبيل سعيها للحصول على نسب مشاهدة عالية".
غير أنّ القناة بدأت تدفع ثمن تلك الفعلة عقب هجمة الانتقادات الواسعة التي تلت الحادثة. إذ ادعّت الشبكة في بيانٍ لها أنّها قامت بإيقاف جميع المتورّطين بما حصل. كما أشار البيان إلى أنّه لم يكن للإدارة أيّ اطلاع مباشر على الحالة أو لم يتمّ الرجوع إليها في طلب الإذن بإعلان نبأ الوفاة على الهواء مباشرةً. ويجري الآن التحقيق في الأمر بشكل أوسع.
من جانبه، وصف عبدالعزيز العريفي، رئيس مجلس إدارة قناة "بداية"، ما حدث بالتصرف الأحمق والغبي. كما ذكرت التقارير أنّ الإدارة لاحظت الموقف خلال البث، ثمّ قامت بالتدارك والخروج لفاصل إعلانيّ مباشرة"، وفقاً لصحيفة Khaleej Times.
فعند أيّ حدّ بالضبط تتفوّق القيم الأخلاقيّة على الرغبة بالحصول على نسب مشاهدة عالية؟ إذ رغم الخطٌّ العريض والواضح الذي يفصل بينهما، لا تتوانى بعض القنوات الإعلاميّة عن اجتيازه مرّاتٍ عديدة. لكن إن كانوا يظنّون أنّهم يستطيعون الإفلات بفعلتهم دون أيّ ضرر، نودّ أن نخبرهم أنّ بانتظارهم مفاجآت صادمة. فمع أنّ الأخبار التي تثير جلبة تحظى بمشاهدات كبيرة عادةً، إلّا أنّها تدمّر سمعة الشبكة وتجعلها تخسر مصداقيّتها أمام الجمهور فعليّاً.
لم تخطر هذه النقطة ببال منتجي ذاك البرنامج على ما يبدو، وما يزال غير واضح فيما إذا كانت الإدارة ضليعة بذلك أم لا. لكنّها كانت غلطة لا تغتفر من جانبهم بكافّة الأحوال، وهم يدفعون ثمنها الآن. بصراحة، لا نستطيع حتّى أن نتعاطف معهم.