قائمة الروّاد العرب دون سن الـ19
مجلّة فوربس تكشف عن قائمة المبدعين العرب دون سن الـ19، وإنجازات هؤلاء اليافعين تُشعرنا بالتقصير حقّاً أمام ما حقّقوه
كشفت مجلّة "فوربس" مؤخّراً عن قائمتها لأبرز 30 شخصيّة عربيّة دون سن الـ30، لتضمّ مجموعة من شباب المنطقة المبدعين ممّن يحدثون تغييرات جذريّة في مجالات العمل والتجارة بأفكارهم الثوريّة والتقدميّة.
أمّا الآن فقد كشفت لنا "فوربس الشرق الأوسط" عن قائمة جديدة باسم "روّاد عرب دون سن الـ19" ، لذا ففي حال أبهرتكم النتائج السابقة للشباب، فلا شكّ أنّ إنجازات هؤلاء اليافعين ستذهلكم بكلّ معنى الكلمة أيضاً.
تظهر القائمة بنسخة صغيرة للغاية ولا تتضمّن سوى أربعة أسماء فقط. حتّى أنّها قد تبدو لكم للوهلة الأولى وكأنّها ليست سوى مجموعة مُلحقة بقائمة رئيسيّة. لكن عندما تلقون نظرة معمّقة على مسيرة هؤلاء الصِغار، ستدركون على الفور أنّهم ليسوا بحاجة لأن يكونوا برفقة أشخاص آخرين بالفعل، إذ يستطيعون التميّز عن غيرهم بمفردهم. واللافت في الأمر أنّ ثلاثة من هؤلاء الأربعة هم من الإماراتيّين.
فقد تصدّر القائمة الإماراتيّ راشد بالحصا البالغ من العمر 16 عاماً (ابن الملياردير سيف أحمد بالحصا المقيم بدبي). إذ يعتبر نجم الـ"فلوقات" على شبكات التواصل الاجتماعي هذا أحد الفتية المهووسين بالأحذية الرياضيّة. حيث يمتلك بالحصا أكثر من 200 حذاء "سنيكر" يستعرضهم دوماً عبر قناته على اليوتيوب التي تحمل اسم MoneyKicks، ولديه اليوم أكثر من 1.4 مليون متابع. في حين كان من بين المشاهير الذين ظهروا على قناته أو زاروا منزله: جينيفر لوبيز، وويز خليفة، والدي جي خالد، وماريا كاري، وفلويد مايويذر، ولوغان بول، إضافة إلى العديد من لاعبي كرة القدم اللّامعين.
فيما يتابعه عبر حسابه على الإنستغرام ما يقارب 1.2 مليون شخص، وقد أطلق مؤخراً خطّاً لأزياء الشارع المعاصرة باسم "KA-1 Clothing".
يربّي راشد النمور كحيواناتٍ أليفة، ولديه مجموعة من أفخر السيّارات على الإطلاق. إذ كان أحد أكثر منشوراته شهرة على الإنستغرام (حصد أكثر من 92,00 إعجاب) عبارة عن صورة يتكئ فيها على سيّارته الفيراري من طراز F12 Berlinetta بمحرّك V12، والتي تمّ تغليفها بطبعة لتعاون العلامتين البارزتين لوي فيتون/سوبريم. وقد كتب معلّقاً على هذا المنشور: "نعيش حياتنا". ليس لدينا شكٌّ أنّ هذا الصبي يعيش حياته بطولها وعرضها بالفعل.
أمّا الشخص الثاني على القائمة فهو تامبي أسعد جيموك. فعندما هرب تامبي البالغ من العمر 15 عاماً من سوريا (نظراً للحرب الدائرة هناك) واستقرّ مع عائلته في تركيا، دخل متجراً للموسيقى مع والدته ولم يكن يدرك أنّه يستطيع العزف على البيانو. بعد ثلاث سنوات، ودون أن يتلقّى أيّ تدريب موسيقيّ رسميّ، أطلّ تامبي على مسرح Carnegie Hall بمدينة نيويورك وعزف مقطوعات لكبار المؤلفين مثل رخمانينوف، وشوبان، وموزارت، ليصفه الكثيرون حينها بالأعجوبة الموسيقيّة.
في حين جاء أديب البلوشي بالمركز الثالث. حيث يُعتبر هذا الصبيّ الإماراتيّ البالغ من العمر 14 عاماً أصغر مخترع في الإمارات العربيّة المتّحدة. كما أنّه عضو في الجمعيّة العربيّة للروبوت، ويحمل حتّى الآن أكثر من ستين شهادة توثّق إنجازاته، وفي عام 2013 حصل على جائزة التميّز من مركز الأمم المتحدة للإعلام، إلى جانب مجموعة كبيرة من الجوائز الأُخرى.
بدأت مسيرة أديب عندما قرّر اختراع جهاز ساق صناعيّة خفيفة الوزن ومضادة للماء من أجل والده الذي لم يكن يشعر بالرّاحة من الجهاز التعويضي الأصلي. ثم بعد أن رأى والدته تعمل دون كللٍ في المنزل، اخترع الصغير روبوت تنظيف لمساعدتها في هذه المهام. كما ابتكر خوذة واقية ضد الماء مع كاميرا مُدمجة ونظام صوت يتيح لرجال الإطفاء الرؤية وسماع الصوت بشكلٍ أفضل بين النيران. فيما تشمل اختراعاته الأُخرى أيضاً الكرسيّ المتحرّك الذكيّ، وحزام الأمان المزود بتقنية مراقبة نبضات القلب التي ترسل المعلومات إلى خدمات الطوارئ.
لاحظوا كيف أنّ الهدف من جميع اختراعاته هو تيسير حياة الآخرين. إذ قال أديب من قبل أنّه يريد إحداث تغييرٍ في العالم من خلال مساعدة كلّ الأشخاص الذين هم بأمسّ الحاجة إليه. إنّه صبيٌّ ذكيّ مُتفاني فعلاً لذا نأمل أن نرى اسم أديب في مزيدٍ من قوائم التميّز مستقبلاً.
أمّا الشخص الأخير على القائمة فهي الإماراتيّة دانة البلوشي؛ الأخت الصغرى لأديب والبالغة من العمر 12 عاماً. فعندما كانت ما تزال في التاسعة من عمرها، أصبحت دانة أصغر رائدة فضاء يتمّ تدريبها من قِبل وكالة ناسا؛ حيث عملت مهمّة لمدة شهر واحد مع شقيقها عام 2014 من خلال جولة عالميّة في سبعة من أكثر دول العالم تقدماً بمجال التكنولوجيا، تحت رعاية سموّ الشيخ حمدان ولي عهد دبي.
وكانت دانا قد قالت بأنّها عندما تكبر، تريد أن تكون أوّل وأصغر إماراتيّة تذهب إلى كوكب المريخ والقمر، وأن تختبر روعة انعدام الجاذبية هناك، وفقاً لما جاء في صحيفة Gulf News.
قد لا تشمل قائمة "الروّاد العرب دون سن الـ19" عدداً كبيراً من الأشخاص الذين استطاعوا تحقيق مرتبةٍ فيها (فنحن واثقون أنّ المبدعين في العالم العربي لا يقتصرون فقط على أربعة شبّان يافعين يدهشوننا بما يقدّمونه)، لكن ما من شكّ أنّ إنجازات هؤلاء الأربعة مثيرة للإعجاب إلى أبعد الحدود، حتّى أنّنا نتمنى لو كانوا أبناءنا بالفعل!