بتنا نشهد كلّ بضعة أسابيع الآن حدثاً رياضيّاً كبيراً في الإمارات العربية المتحدة على ما يبدو. فبدءاً بسباقات الطين الصعبة، ومروراً بسباقات الماراثون، وانتهاءً بحدث جائزة أبوظبي الكبرى، لم يعد من الغريب بالنسبة لنا أن نسمع بانطلاق رياضات جديدة قاسية بل وخطيرة أيضاً في هذه الدولة نهائيّاً.
وعلى الرغم من الجذور العميقة لسباقات الهجن في التقاليد الإماراتيّة، إلا أنّها ليست من أوائل الأنشطة التي تخطر ببال الناس عموماً عندما يتصوّرون أنواع الرياضات هناك، لكنّها يجب أن تكون كذلك على ما يبدو.
فللسنة الثالثة على التوالي، يعود سباق الهجن التراثيّ إلى مدينة دبي احتفالاً بالعيد الوطني الـ46 للدولة، وهو المارثون الأول من نوعه في العالم.
حيث يقوم أصحاب الإبل والمتسابقين من جميع أنحاء البلاد بتدريب جِمالهم طوال الأشهر التي تسبق هذا الحدث والذي يبلغ طول السباق فيه مسافة 25 كم.
يُذكر أنّ السباقات السائدة عادةً تمتد لمسافة 7 إلى 10 كم فقط، ولا يوجد فيها عنصر بشريّ نهائيّاً، إلا أنّ هذا الماراثون ورغم طول مسافته، يتميز بقدرة تحمل المطية والراكب فيه.
فالإبل التي تتنافس في الماراثون لا تعتمد على السرعة إنما على مهارة وحنكة المتسابقين القادرين على اجتياز المسافة بالكامل. إذ أنّ الهدف الأساسيّ منه هو عبور الجمل خط النهاية بينما لا يزال الراكب على ظهره.
هذا وتعقيباً منه على الحدث، قال السيّد حمد عبد الله بن دلموك مدير إدارة الدعم المؤسسي في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، خلال حديثٍ له مع صحيفة The National الإماراتيّة: "قد لا تستطيع بعض الجمال بلوغ خط النهاية بينما يتمكّن غيرها من اجتياز السباق بمفردها، لكن بدون متسابق على ظهرها".
مضيفاً: "مفتاح النجاح الرئيسيّ هنا هو التجربة. فعندما يبدأ السباق نرى الكثير من الجمال تسير بسرعة كبيرة، وهنا مكمن الخدعة. فعندما يسير الآخرون بسرعة، يحاول الجمل أيضاً الجري خلف البقيّة لأنّه يريد منافستهم، لكنّ المتسابقين المُحنّكين يكبحون جمالهم ويمنعونها من القيام بذلك".
كما أشار السيّد محمد عبدالله إلى أنّ العديد من راكبي الإبل يسقطون عن جِمالهم بعد دقائقٍ فقط من بداية السباق، إذ من الصعب على الجمال المشي بطريقة ثابتة ومتوازنة، مما يتسبّب بوقوع المتسابقين من على ظهرها.
أمّا بالنسبة للمتسابقين الذين ينجحون باجتياز خط النهاية أخيراً، فيكافؤون بجائزة قيّمة تستحقّ مشقّة خوض السباق فعلاً. حيث يحصل الفائز على مبلغ 70,000 درهم إماراتيّ، وسيارة نيسان باترول، وسيف الإمارات الذهبيّ.
تصفحّوا معرض الصور هنا لتتعرّفوا على هذه الرياضة الوطنيّة الجميلة التي تغيب عن ذهن المُقيمين في الإمارات معظم الأحيان!