هل من الممكن أن يسبب السكر نفخة البطن?
لم يكن لديّ أدنى فكرة بأنّ هذا النوع من الطعام يسبّب نفخة البطن المزعجة، وقد كنتُ أتناوله بشكلٍ يوميّ
عندما حاولت إلغاء السكريّات من حميتي الغذائيّة، وبدأ عقلي ينشغل دون توقّف بكيفيّة الحصول على حلوى لذيذة مغطّاة بالسكّر، أدركتُ حينها أنّ تلك الحالة لم تكن كما وصفتها بأنّها عشقٌ للحلويّات وحسب. فقد بدا الأمر وكأنّه إدمانٌ شديدٌ فعلاً، ممّا زاد أهميّة السيطرة عليه بالنسبة لي إلى هذه الدّرجة. لقد استغرق ذلك منّي حوالي ثلاثة أسابيع لأتمكّن من التخلّي عن السكّر، وبعدها لم أعد أشتهيه كثيراً بصراحة.
ذهبتُ إلى الطبيب وأنا مقتنعة أن لديّ نوع نادر من التسمّم الغذائي أو أنّ هنالك دودة طولها 12 قدماً تعيش داخل أمعائي. خضعت بعد ذلك لعدد كبير من تحاليل الدم، والبراز، واختبارات أُخرى أُفضّل عدم التحدّث عنها. لكنّهم لم يتمكّنوا من تحديد المشكلة. إلّا أنّني استغربتُ لأنّهم لم يسألوني عن نظامي الغذائيّ إطلاقاً، لذا قرّرت أن أتولّى المسألة بنفسي. ونظراً لكوني أتّبع حمية نباتيّة صرفة وأتناول طعاماً صحيّاً، رحتُ أفكّر بالمُسبّبات المحتملة. "قد يكون الغلوتين؟ أو ربما من الصويا؟" لذا استبعدتهما من حميتي، لكن لم يحدث شيء. حاولتُ حتى أخذ البروبايوتكس (من علامتين تجاريتين مختلفتين!)، وحتى بعد مُضي شهرين، لم يتغيّر وضعي.
لم أفهم ما يحدث إلّا عندما تحدّثت للسيدة ليزلي لانجيفين؛ وهي اختصاصيّة في أنظمة الحمية عموماً وأخصّائيّة تغذيّة حاصلة على شهادة ماجستير في العلوم تعمل لدى Whole Health Nutrition. حيث قالت لي حينها: "ماذا عن السكّر؟" موضحةً: "يضمّ الجهاز الهضميّ تريليونات البكتيريا التي عادةً ما تساعد في تعزيز الصحّة، لكنّ هذه البكتيريا تستهلك السكريّات الموجودة بالطعام ويُمكنها أن تزيد من الغازات والنفخة".
على الرغم من عدم وجود أدلّة قويّة تثبت ارتباط السكّر بنفخة البطن، لكنّها أخبرتني أنّ العديد من الناس يشعرون بالراحة عندما "يقلّلون السكريّات المُضافة والحبوب المكرّرة". لم يأخذ منّي الأمر سوى أسبوع، بعدها شعرت بتحسّن بنسبة 100% عند الابتعاد عن السكريّات المُضافة. فمن أجل زبديّة الشوفان المبرّدة قمت بإضافة حليب الصويا غير المُحلّى، والموز المهروس، والقليل من شراب القيقب، كما قطعتُ الشوكولاتة، وأكلتُ بدلاً منها حفنة من الزبيب، والفول السوداني، وصرتُ استخدم سكر جوز الهند عوضاً من السكّر الأبيض (كميّة قليلة منه). بصراحة، كنت سعيدة جدّاً من مدى التحسّن الكبير لدرجةٍ لم أشتق فيها إلى تناول السكريّات.
فهل من المُمكن أن يكون السكّر هو السبب بنفخة البطن التي تصيبكم؟ جرّبوا أن تقطعوا السكريّات المُضافة والحبوب المكرّرة من حميتكم، أو على الأقل التزموا بالكميّة التي تنصح منظّمة الصحّة العالميّة بتناولها من السكريّات المضافة وهي 25 غراماً. ولفهم هذا المقدار، تقول ليزلي: "إن أكلتم عبوة واحدة من لبن الزبادي المحلى وأضفتم ملعقة من السكّر في كوب قهوتكم، فيعني ذلك أنّكم قد تجاوزتم حدّ السكّر المُوصى به". نعم، هذا جنونيّ! لذا تقول ليزلي ينبغي عليكم التخلّي عن السكّر الأبيض والبني، والمحليّات الاصطناعيّة، وشراب الذرة المشبع بالفركتوز، والكربوهيدرات البيضاء المعالجة؛ مثل الخبز والمعكرونة، والكحوليات السكريّة؛ مثل الإكسيليتول، والسوربيتول. لا بأس من أكل السكريّات الطبيعيّة في الفاكهة، لكنّ بعضها يحتوي على مستويات عالية من الفركتوز، والبوليول (وهي مركبات سكريّة طبيعيّة)، لذلك إذا كنتم تعانون من الغازات، حاولوا أن تحدّوا من تناول التفاح، والإجاص، والفواكه المجفّفة، والمانجو.