هل من الصحي اتباع حمية الكيتو على المدى الطويل?
إليكم المخاطر الصحيّة التي تترافق مع اتّباع حمية الكيتو لفترة طويلة من الزمن
لنعطيكم لمحة أساسيّة عنها، تقوم حمية الكيتو على تقليل الكربوهيدرات واستبدالها بدهون وزيوت صحيّة. وما أن ينتقل جسمكم إلى الحالة الكيتونيّة، حتّى يبدأ بحرق الدهون (بدلاً من الكربوهيدرات) كمصدرٍ للوقود.
مع ذلك، هناك بعض المخاطر التي تترتّب على اتّباع نظام غذائيّ غنيّ بالدهون ولا يشجّع على استهلاك الفاكهة وتقليل الكميّة اليوميّة من الخضار. لهذا السبب بالذات فإنّ الجدول الزمنيّ الموصى به للالتزام بالكيتو هو شهران أو ثلاثة أشهر فقط. ففي حديثه مع بوب شوغر، قال لنا الدكتور جوش آكس، الحاصل على شهادة دكتوراه في المداواة الطبيعيّة، وأخصائيّ الجهاز العصبي المركزي، وخبير تقويم العمود الفقري (الكيروبراكتيك)، إضافةً لكونه مؤسّس موقع DrAxe.com والشريك المؤسّس لشركة Ancient Nutrition: "يستطيع بعض النّاس اتّباع حمية كيتو لفترة من الزمن، لكن تكون نتائج الغالبيّة أفضل إن اختبروا الحالة الكيتونيّة بشكل دوريّ"، ثم أضاف: "يمكن لأخذ استراحة من الحمية بعد عدة أشهر أن يساعد في الحفاظ على مرونة الأيض لديكم، كما يمنحكم ذلك فترة راحة ذهنيّة/نفسيّة". فإن لاحظتم أنّ نظام الكيتو يتوافق إلى حدٍّ كبيرٍ معكم بشكلٍ خاصّ، عندها بإمكانكم ربما تمديد الحمية لبضعة أشهر أُخرى مرّة واحدة، وفقاً للدكتور آكس.
لكن تُشير بعض الدّراسات إلى أنّ اتّباع نظام الكيتو الغذائيّ على المدى الطويل قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض الكبد أو القلب عند الأشخاص المعرّضين أساساً لهذه الحالات. إذ قد تلعب الوراثة والتاريخ الطبيّ دوراً في تحديد فيما إذا كانت الكيتو آمنة بالنسبة لكم. غير أنّه ونظراً لعدم وجود أبحاث كافية تظهر آثارالكيتو بعد مرور عام عليها، فإنّنا ما نزال غير واثقين ممّا إذا كان من الآمن اعتمادها كتغييرٍ دائم بنمط الحياة أم لا. حيث يقول الدكتور آكس: "من المستحسن ألّا يلتزم النّاس بهذه الحمية على نحوٍ صارمٍ لفترة أطول من ستة أشهر إلى 12 شهراً (على الأقل عند القيام بذلك دون التنسيق مع طبيب ودون مراقبة فعليّة)".
كما ينبغي أن يتمّ الامتناع تماماً عن تجربة حمية الكيتو من قِبل جميع الأشخاص الذين يعانون من مرض المرارة (أو الذين تمّ اسئصال مرارتهم أو لديهم سوابق بتشكل حصيّات المرارة)، أو أمراض الكبد، أو داء السكريّ، أو أمراض الكلى، أو الإنهاك الكظري، أو من وزنهم تحت الحدّ الطبيعيّ، أو لديهم نقصٌ بمستويات السكّر في الدم، أو الحوامل/المرضعات، أو الذين خضعوا لجراحة المجازة المَعِدِيّة مؤخراً. وحتى لو لم تكونوا تنتمون إلى أيّ من هذه الفئات، تمثّل العلامات التالية مؤشّراً على وجوب التوقّف عن اتّباعها فوراً:
- الإرهاق الذي لا يتحسّن حاله في غضون أسبوع إلى أسبوعين
- عدم القدرة على النّوم/الأرق المتواصل
- الشعور بالقلق الشديد، أو بالضيق، أو الاكتئاب، أو تقلّب المزاج (خاصّة إن كانت لديكم سوابق بالإصابة بأمراض نفسيّة)
- اضطرابات الجهاز الهضمي التي لا يتحسّن حالها، مثل الإمساك، أو الإسهال، أو آلام البطن
- فقدان الكثير من الوزن، أو خسارة الكتلة العضليّة
- الوهن، والأوجاع والآلام العضليّة التي تزداد سوءاً وعدم القدرة على التعافي من تشنّجات التمرينات الرياضيّة
- انقطاع الدورة الشهريّة عند المرأة
- تغيّرات الحالة الإدراكيّة؛ بما في ذلك الدوار، وتشوّش الذهن، والصداع النصفي، وضباب الدماغ الشديد، وغيرها.
- تغيّرات ضغط الدّم، خاصّة إن كنتم تتناولون الأدوية لمعالجة هذه الحالة
يُفضّل دائماً استشارة الطبيب لتعرفوا فيما إذا كان هذا النظام الغذائيّ مناسباً لكم أم لا. وحتى إذا كنتم لا تتّبعون حمية الكيتو الصارمة، ما يزال بإمكانكم تطبيق قواعدها الأساسيّة؛ كالحدّ من السكّر، والحبوب المكرّرة، وتناول الكثير من الدهون الصحيّة.