إن لم تكونوا ممّن يقومون برشّ الملح على جميع وجبات طعامهم أو فوق طبق الرامن سريع الإعداد بشكلٍ يوميّ، فعلى الأغلب أنّكم لا تشغلون بالكم بكميّة الصوديوم التي تتناولونها. لكن في الواقع يُمكن أن يكون الملح كامناً في الأطعمة المعلّبة غير المتوقّعة إطلاقاً، وبما أنّ النظام الغذائيّ الاعتياديّ الحديث يعتمد بشكلٍ كبيرٍ على الأغذية المعالجة وعلى طلبات المطاعم، فمن المحتمل أنّكم تتناولون كمّاً كبيراً من الصوديوم أكثر ممّا تدركون.
لذا تحدّثنا اليوم إلى اثنين من أخصائيّي التغذية ليوضّحا لكم كميّة الصوديوم التي ينبغي عليكم تناولها في اليوم الواحد، ويخبراننا عمّا يحدث إذا استهلكتم الكثير منه، وكيف يمكنكم تناول الكميّة المناسبة منه بغية فقدان الوزن. تابعوا القراءة لتعرفوا فيما إذا كان الملح هو المُلام الخفي في نظامكم الغذائيّ.
يحظى الصوديوم عموماً بصيتٍ سيّء وكثيراً ما نسمع عن الحاجة الكبيرة للتّخفيف منه. لكنّ الصوديوم حقيقةً من المغذّيات الدقيقة الأساسيّة التي يحتاجها جسمنا لمعالجة توازن السوائل، والحفاظ على ضغط الدم، ودعم وظيفة الأعصاب، وفقاً لما أوضحته لنا اختصاصيّة حميات التغذية المُعتمدة جيليان كوبالا. مع ذلك، عندما نتحدّث عن التحكّم بكميّة الصوديوم أو الملح، فنقصد بذلك محتواها الموجود في معظم الأغذية المصنّعة وكعنصرٍ مضاف مثل ملح الطعام.
تقول جيليان: " تنصّ أحدث التوجيهات الغذائيّة على أنّه يجب على النّاس استهلاك أقلّ من 2.3غ (2300 ملغ) من الملح يوميّاً"، مُضيفةً: "لكنّ الشخص العاديّ يستهلك أكثر من ذلك بكثير، أي حوالي 3,400 ملغ في اليوم".
ورغم أنّ تخطّي كميّة الـ3,000 ملغ من الصوديوم قد يبدو كثيراً بحدّ ذاته، إلا أنّ الشّخص قد يتجاوزه بسهولة إذا كان نظامه الغذائيّ يحتوي على أغذية معلّبة وسريعة. إذ يضمّ كوبا شوربة New England Clam Chowder من علامة Progresso مثلاً 1,780 ملغ من الصوديوم — أي أكثر بنسبة 75% من الجرعة اليوميّة الموصى بها.
كما تتابع جيليان قائلةً: "إذا كان نظامكم الغذائيّ يتضمّن الكثير من الوجبات السريعة والأطعمة المصنّعة، فمن المحتمل أنّكم تستهلكون كمّاً كبيراً جدّاً من الملح"، لذا فتنصحكم قائلة: "للحدّ من تناول الملح، ركّزوا على تناول الأغذية الكاملة وطهي المزيد من الوجبات في المنزل".
1 / 3
ماذا يحدث لكم إن تناولتم الكثير من الصوديوم
Image Source: POPSUGAR Photography / THEM TOO
إلى جانب الشعور بنفخة البطن وتنفيخ الجسم، يُمكن أن يكون لتناول الكثير من الصوديوم عواقب وخيمة على صحّتكم بشكلٍ عام.
إذ يُخبرنا أخصّائيّ التغذية المعتمد، وخرّيج الكليّة الأمريكيّة للطّب الرياضيّ ومالك نادي Jim White Fitness and Nutrition Studios، جيم وايت قائلاً: "مع احتباس جسمكم لمزيد من الماء، سيرفع ذلك من ضغط الدم لديكم؛ مّما يزيد الجهد المبذول من قبل القلب والكليتين". يؤدّي ارتفاع ضغط الدم إلى الإصابة بأمراض القلب، كما توصي "جمعية القلب الأمريكيّة" الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم بتناول ما لا يزيد عن 1,500 ملغ فقط من الصوديوم في اليوم.
سيعود تخفيف الصوديوم بالفائدة على صحّتكم عموماً، وخاصّة بالنّسبة للقلب والكلى. لكنّه يمكن أن يساعد في تقليص محيط الخصر أيضاً.
حيث شرحت لنا السيّدة جيليان أنّه "يمكن لتناول الكثير من الملح أن يجعل الجسم يحتفظ بالسوائل الزائدة؛ ممّا قد يمنحكم مظهراً منتفخاً"، وأضافت: "عدا عن ذلك، يمكن أن يؤدّي الاستهلاك المنتظم للأطعمة المليئة بالملح؛ مثل رقائق البطاطس، والوجبات السريعة، وأطباق العشاء المجمّدة، إلى زيادة الوزن في كثير من الأحيان لمجرّد احتواء هذه الأطعمة على نسب عالية من السّعرات الحراريّة والدّهون غير الصحيّة".
ينتج عن تقليص كميّة الملح المُستهلكة وتناول طعام صحيّ أكثر عادةً فقدان للوزن بشكل عامّ، لذا توصي جيليان النّاس بالتّركيز على تناول الأغذية الطبيعيّة الكاملة، وتجنّب الطعام المُصنّع. ولعلّ الأفضل من ذلك كلّه هو الحرص على الأكل في المنزل وطهي الوجبات منزليّاً قدر الإمكان لكي تعرفوا المواد الغذائيّة التي تدخل جسمكم.