مقابلة مع مات بريستون من ماستر شيف أستراليا
تحتضن دبي عدداً هائلاً من المطاعم، وحتّى مات بريستون نفسه يحتاج إلى البحث عنهم عبر غوغل
عندما يتعلّق الأمر بالأسماء المعروفة جدّاً في مجال معيّن، فيُعتبر مات بريستون مثله مثل جاستين بيبر، وجاستين تيمبرلك تماماً. لكن وبينما يشتهر الاثنان آنفي الذّكر بأغانيهما المفعمة بالحبّ والعواطف، يبرز بريستون بمعرفته الواسعة في مجال الطّعام، وحبّه للأزياء الغريبة؛ التي غالباً ما تتجلّى بارتدائه لبذلات زاهية أحاديّة اللّون، مع وشاح يتماشى معها. إنّه مقدّم برامج، وأيقونة في الموضة، ورجل لطيف للغاية – هذه هي الصفات الثلاث التي نميل لاستخدامها كي نصف حكم ومضيق برنامج ماستر شيف أستراليا MasterChef Australia، الذي زار دبي من أجل التّرويج لأحدث وجهة طعام جديدة فيها؛ وهي MasterChef, the TV experience -- التي ستكون محطّة لفنّ الطهي تعد بتقديم مواهب ووصفات ماستر شيف لضيوفها، وذلك عندما تفتتح أبوابها في منتجع Millennium Marina Place خلال شهر أبريل المقبل.
لكننا قرّرنا في مقابلتنا معه التّركيز على كافّة الأشياء التي لطالما تساءلنا عنها حول بريستون. كسؤاله عن الشّيء الذي أثار اهتمامه بعالم الطّعام بدايةً، وما هو طبقه المفضّل من منطقة الشرق الأوسط، وما هو رأيه بصيحات الطعام. من حسن حظنا أنّه كان لدى برستون الكثير ليقوله لنا.
[يجيبني ضاحكاً]، أشكركِ، وقبل أن نبدأ، أخبريني إلى أين تنتمي لكنتكِ؟ لقد سافرت إلى العديد من البلدان، لكن يبدو أنّني غير قادر على تحديدها...
جنوب أفريقيا، هل زرتها؟
عدّة مرّات. أحبّ الطعام والثّقافة فيها، وشعبها رائعٌ للغاية.
شكراً لك، لقد نشأت وأنا أشاهدك على التلفاز. لذا، أستطيع أن أقول أنّهم من أشدّ معجبيك أيضاً. وبالحديث عن الطّعام، أخبرنا كيف بدأ حبّك لفنون الطّهي؟
كانت جدتي معتادة على زراعة خضراواتها بنفسها، وعندما كنت في الثّالثة أو الرّابعة من عمري، كنت أقضي معظم وقتي معها في قطعة الأرض الكبيرة التي يمتلكها جدّي، وكان فيها بيوت زجاجيّة ومساحات مربّعة من المرزوعات. عندما كبرت، صرتُ أساعد جدّتي الأُخرى، لكنّها كانت طاهية سيّئة حقّاً – إذ كانت لا تجيد الطبخ إطلاقاً، وتحضّر وجبات كرة القدم الخفيفة المعتادة، ومن هناك بدأ كلّ شيء.
هل معنى ذلك أنّ أمّك لا تطبخ أبداً؟
[يجيبني ضاحكاً]، تتقن تشكيلة من حوالي تسعة أطباق، لكنّني أحبّها كثيراً، بصرف النّظر عن ذلك.
إذاً، ذلك هو المكان الذي بدأ فيه حبّك للطّعام، كيف حوّلت هذا الشغف إلى مهنة؟
كان لديّ صديقة مقرّبة تدعى كارولين روسلر، وقد اتصلت بي ذات مرّة قبل حوالي 20 عاماً، وسألتني فيما إذا كنت أرغب بكتابة عمود عن المطاعم لمجلّتها التي تحمل اسم "New Weekly". قفزت لاقتناص الفرصة بكلّ معنى الكلمة. بدأت أسافر أكثر وأُجري بحثاً معمّقاً حول أصول أطباق معيّنة، وتوسّع حبّي ومعرفتي بهذا الفنّ. كنت أشعر كثيراً مثلما يشعر المتسابقون لدينا في ماستر شيف. وصرت كالإسفنجة تماماً؛ استقي أكبر قدر ممكن من المعرفة، في أقلّ وقت ممكن.
حول موضوع برنامج ماستر شيف، هل لديك حكاية مفضّلة ترغب بمشاركتها؟
سؤال صعب في الحقيقة. لقد قسّمت كلّ ذكرياتي إلى فئتين. الأولى هي أطباق المتسابقين، والثّانية هي اللّحظات المميّزة. أنا أعمل مع اثنين من أعزّ أصدقائي [غاري ميهيغان، وجورج كالومباريس]، لذا فإنّ هذا المجلّد –يمكنكِ أن تحزري ذلك– ممتلئ تماماً. بعضها يشمل تسلّلنا بعيداً لتناول معجّنات الدامبلنغ في المنافذ المحليّة، والأُخرى تتضمّن إظهار الجزء المشاغب والمعتاد منّي، وقفل باب المطاعم ليبقى غاري خارجاً تحت الأمطار الغزيرة... أنا أضايقه كثيراً، لكنّ تلك الأشياء تحدث عن محبّة له بالطّبع.
من الحبّ الأخويّ، أليس كذلك؟
نعم، يبدو أنّك تعرفيه جيّداً.
ماذا عن متسابقي ماستر شيف؟ هل لديك شخص مفضّل؟
نقوم حاليّاً بتصوير الموسم الـ11 من ماستر شيف أستراليا، وهناك شابّ صعد إلى القمّة بشكلٍ مفاجئ – تعرفين تلك اللّحظة التي يبدأ فيها كلّ شيء بالسّير على النحو الصحيح، وفجأة بعد أسابيع من الأداء بشكل مريع، تبدئين العمل ببراعة مطلقة؟ هذا ما يحدث معه. إنّه يذكّرني كثيراً بالفائز بالموسم الثاني (آدم لياو)، وأندي ألين؛ الفائز بالموسم الرّابع من ماستر شيف أستراليا. لذا، في الوقت الحاليّ، أقول بأنّ هذا الشّخص هو المفضّل لديّ.
أنت متواجد في دبي من أجل الترويج لمطعم MasterChef, the TV experience -- أخبرني، هل لديك مطعم مفضّل في دبي؟
بصراحة، لا يوجد لديّ مطعم مفضّل. لقد قمنا بتصوير الموسم الـ5 من السلسلة هنا، وقد تغيّر كل شيء كثيراً. فأنا غير قادر على التعرّف على أيّ شيء. المدينة تنمو بوتيرة سريعة حقّاً. لكن لا، ليس لديّ مطعم مفضّل. ولأنّ جميع معلوماتي عن خيارات تناول الطعام في المدينة تأتي من بحثي على الإنترنت، فأنا أودّ أن أجرّب بعضاً منها، ربّما في المرّة القادمة. ورغم أنّني لم أذهب إلى العديد من مطاعم المدينة، يمكنني أن أؤكّد لكِ أنّ لدى دبي عشق كبير لصيحات الطّعام. إذ يبدو أنّها تتفاعل بسرعة كبيرة معها. سيكون من المثير للاهتمام أن نرى ما هو الشيء الجديد التّالي.
حسناً إذاً، ما هي الصّيحة التي رصدتها خلال إقامتك؟
الطعام البيروفيّ، لقد قرأت عن العديد من المطاعم البيروفيّة في دبي، والنباتيّة منها. يبدو أنّ المدينة تركّز على ذلك في الوقت الحاليّ.
فيما يتعلّق بصيحات الطعام، أيّاً منها هي الأقلّ تفضيلاً بالنّسبة لك؟
الشرب من جِرار المربّى. إنّه أمر مثير للسّخرية حقّاً، ويبدو أحمقاً أيضاً. فكلّ شيء يُعطي للأسلوب قيمة أكبر من الجوهر هو شيء لا يهمني، على الإطلاق.
بالعودة إلى الطعام، هل لديك طبق مفضّل من منطقة الشرق الأوسط؟
هذا سؤال سهل. الفول (حبوب الفول المطبوخة، التي تُقدّم مع الزيت النباتيّ، والكمّون، والبقدونس المفروم، والثّوم، والبصل، وعصير اللّيمون، والفلفل حار). بسيط جدّاً، ولذيذ جدّاً. أنا أيضاً من أشدّ عشّاق مندي البرياني. اكتشفتها خلال زيارة إلى الإمارات العربيّة المتّحدة قبل بضعة سنوات، ووقعت في حبّها على الفور. لقد أحببتها كثيراً لدرجة أنّني قمت بتضمين وصفة لكيفيّة تحضيرها في كتابي الأخير للطبخ Yummy, Easy, Quick.
إذا فاتتكم مشاركة بريستون في مهرجان "مذاق دبي"، يمكنكم مشاهدته إلى جانب ميهيغان، وكالومباريس على الشّاشة الصغيرة عندما يبدأ عرض الموسم الـ11 من برنامج ماستر شيف أستراليا في وقتٍ لاحقٍ من هذا العام.