مجموعة مطاعم جميرا تحظر البلاستيك
مجموعة إدارة المطاعم الضخمة هذه تُصبح للتوّ أحدث شركة تحظر استخدام البلاستيك في المنشآت التابعة لها
تخيّلوا معنا هذا السيناريو: بحلول عام 2050، ستحتوي محيطاتنا على مخلّفات بلاستيكيّة أكثر من احتوائها على الأسماك ذاتها. ففي الوقت الحاليّ، تستهلك الأسماك في البحار النفايات البلاستيكيّة التي نلقيها نحنا هناك، ممّا يعني أنّنا سنتناول يوماً ما البلاستيك الذي نرميه الآن. يبدو الأمر مثيراً للسخرية، أليس كذلك؟
لكنّها في الواقع مسألة خطيرة تتّسم بتصرّفات غير مسؤولة على الإطلاق.
لذا بدأت الحرب على بلاستيك المحيطات تشهد توسّعاً كبيراً الآن؛ وذلك بسبب التنبؤّات المُروّعة التي تحدّث عنها علماء البيئة وأخصائيّو الإيكولوجيا حول العالم، حيث تحظر العديد من الشركات اليوم استخدام البلاستيك بالكامل كجزءٍ من مبادئها الأساسيّة.
هذا وقد لمسنا تطبيقاً أوليّاً لذلك في الإمارات العربيّة المتّحدة وتحديداً في المطاعم العضوية والنباتيّة هناك، إضافة إلى برامج وجبات التوصيل إلى المنازل. أتحدّث هنا عن العُلب وأدوات الطعام المصنوعة من الورق البني المقوّى التي تجدون وجباتكم فيها، إذ تُوصف تلك الأدوات بالتجهيزات القابلة للتحلّل، فيما يتمّ تصنيع عُلب التعبئة من مواد مستدامة؛ أو ما يشار إليه أحياناً باسم التغلفة "الأخلاقيّة" (وهي مصنوعة من مواد قابلة لإعادة التدوير بنسبة 100%).
لكن يبدو أنّ حظر البلاستيك لم يعد مقتصراً على منافذ الطعام العضويّة أو النباتيّة في المنطقة، بل يمتد ليصبح توجّهاً سائداً بالفعل.
حيث انضمّت اليوم واحدة من أكبر الشركات إلى مشروع محاربة التلوّث البيئي ألا وهي مجموعة مطاعم جميرا. وباعتبارها شركة إدارة مطاعم عالميّة تقوم بإنشاء، وترخيص، والإشراف على قائمة تضمّ أكثر من 60 علامة طعام بارزة، يمثّل تخليّها عن استخدام البلاستيك خطوة جبّارة حقّاً.
وكان الحظر قد بدأ يوم الأحد الماضي الذي يصادف يوم "الشركات العالميّة المهتمّة بالبيئة"، على أن يتمّ تطبيقه على جميع منافذ الطعام التابعة للمجموعة بحيث يشمل مصاصات الشراب، وعيدان الكوكتيل والتحريك، وعيدان الأسنان التي تُستخدم لمرّة واحدة فقط.
يُذكر أنّ 10 من مطاعم المجموعة لا تستخدم حاليّاً أدوات المائدة أو العيدان البلاستيكيّة ضمن مواقعها نهائيّاً، في حين تستغني عنها عند خدمة التوصيل للمنازل قدر الإمكان. أمّا الوجهات التالية: "ذا نودل هاوس"، ومطعم "فلو"، و"بييرشيك"، و"النافورة"، و"باد تاي"، و"بيري آند بلاكولدرز"، و"تراتوريا توسكانا"، و"360°"، و"سيغريتو"، و"ذا إيجنسي" فقد بدأت بهذه الخطوة منذ وقتٍ سابق فعليّاً.
كما تشمل قائمة المطاعم الأُخرى التي تُولي اهتماماً بالبيئة في دبي: "فريدوم بيتزا"، و"أورث باي نلبز & جي"، و"وايلدز آند ذا مون".
فهل ستتحسّن الأمور مستقبلاً على الصعيد البيئي إذاً؟ نأمل أن يأتي يومٌ يختفي فيه البلاستيك حقّاً وألّا تعرف الأجيال القادمة ما هو أصلاً.