ماذا يحدث عندما تقلعون عن الكافيين?
أقلعت عن تناول الكافيين منذ 18 شهراً، وهكذا غيّرت هذه الخطوة حياتي بالكامل
قد لا تعرفون مدى تأثير الشيء على حياتكم أحياناً حتى تتخلّصوا منه نهائيّاً. فعلى سبيل المثال، لم أكن أدرك كم كانت منتجات الألبان والسكّر تضرّ بصحّة جهازي الهضميّ وبمستويات الطاقة لديّ إلى أن قمتُ بإزالتها من نظامي الغذائيّ. وهذا ينطبق على الكافيين تماماً في الحقيقة.
عندما أقلعت عن شرب القهوة كليّاً، أصابني صداع شديد لمدّة ثمانية أياّم متواصلة. ولم أشعر بأيّ تأثير لعدد حبوب الأيبوبروفين التي أخذتها أو دقائق التأمل التي قمت بها، فقد امتدّ الألم بقوّة حتّى عظام رأس ركبتيّ. لكن بعد أن تخطّيت أعراض الإقلاع عن الكافيين ومنحت جسدي الوقت الكافي للتأقلم، بدأتُ ألاحظ تغييرات هامّة بالفعل.
بدايةً، أصبحت أتّخذ خيارات أفضل فيما يخصّ نظامي الغذائيّ. فبدلاً من الاعتماد على القهوة في اليقظة، كان جسدي ينتج طاقته بنفسه في الصباح؛ ممّا حثّني على إعداد وجبة إفطار متكاملة ومغذّية قبل أن أذهب إلى العمل. في المقابل، لم يكن علي أن أتناول أيّ نقرشات خفيفة قبل الغداء. إضافة إلى ذلك، لم أعد أُعاني من الإرهاق الذي كان يصيبني أواخر فترة ما بعد الظهيرة، لذا لم أكن مضطرّةً إلى مقاومة الرغبة في الحصول على حلوى سكريّة تمدّني بالطّاقة في الساعة الـ4 مساءً. إنّما شعرت بالنشاط الكافي للذهاب إلى التمرين أو للخروج والمشي قليلاً ضمن الحيّ.
كما خفّف عدم استهلاك الكافيين يوميّاً من القلق الداخليّ إلى حدّ كبير. فالقهوة في نهاية المطاف مشروب منبّه، ولها تأثير واضح جدّاً على مدى شعوركم بالتوتّر أو الإجهاد. لذا، ولأنّني لم أكن مضطرة إلى التصارع مع مشاعر القلق، فقد تمكّنت من ممارسة الرياضة بشكل أكثر، وأنجزت المزيد من العمل، وبتُ أشعر عموماً بمزيد من الهدوء والسكينة في حياتي.
لا شكّ أنّ كلّ تلك الأمور كانت وصفة ناجحةً بالنّسبة لي كي تكون حياتي صحيّة أكثر من كافّة النواحي. أعطاني الإقلاع عن القهوة فرصة البدء من جديد، لدرجة أنّني انضممت إلى نادٍ رياضيٍّ جديدٍ وصرت أقوم برفع الأثقال. تمكّنت في نهاية المطاف من خسارة بعض الوزن، واكتسبت كتلة عضليّة، وشعرت بثقة أكبر بمظهري. أحسست أنّ جسدي بات أقوى من أيّ وقتٍ مضى – والأروع من ذلك هو أنني لم أعد بحاجة إلى الاعتماد على اللاتيه حتّى يساعدني في النهوض من السرير كلّ صباح.