Skip Nav

تعلمي طرائق الطبخ

إليكم أروع شيء علّمتني إيّاه والدتي في مجال الطبخ

لقد كنت محظوظةً بما فيه الكفاية لكي أنشأ بمنزل كانت فيه أمي تطبخ لعائلتنا المكوّنة من ستة أفراد كلّ ليلة تقريباً. والدتي إيطالية لكنّها ترعرعت مع شقيقين من الذّكور وسبع شقيقاتٍ إناثٍ في نيويورك، لذا فمن المحتمل أنّ براعتها في الطّهي وحبّها للطعام ينبعان من الجّلوس على وجبات الطّعام المطبوخة منزليّاً مع أسرة مؤلّفة من 12 شخصاً بشكل منتظم. لذا تستطيعين القول أنّها تعرف بعض الأشياء (أيّ آلاف الأمور) عن الطّهي.

الآن بعد أن أصبحت سيّدة بالغة وأحبّ الطبخ بقدر ما تحبّه هي تماماً (حتّى أنّني أتقاضى أجراً مقابل الكتابة عن الطعام!)، فإنّي أحاول دائماً إتقان فنّ الطّهي بميزانيّة محدودة بصفتي شابّة عشرينيّة. إنّني أعتمد على المعرفة التي أستقيتها من والدتي أكثر ممّا كنتُ أتخيّل، لكن ورغم أنّها علّمتني الكثير من الوصفات (فأنا مدينة لها بكلّ ما أعرفه عن المعكرونة)، ورغم إجاباتها على عدد كبير من الأسئلة المحرجة التي أطرحها عليها عبر الهاتف وأنا مذعورة ممّا عليّ فعله بمنتصف فقرة الطّبخ، إلّا أنّ هناك نصيحة واحدة مضمونة من الطّهي ما زلتُ أتمسّك بها أكثر من أيّ شيء آخر:

وهي: يمكنكِ تحضير شيءٍ مذهلٍ من لا شيء.

كما هو الحال في عبارة؛ أنتِ لا تحتاجين إلى وصفة لطهي وجبة ما، وليس من الضروريّ أن يكون لديكِ خزانة وثلّاجة مليئة بالمؤن لوضع العشاء على الطاولة. أمّي ماهرة بجمع بقايا الطّعام من الثلّاجة والفريزر وتحويلها بشكل سحريّ إلى وجبة متماسكة تؤكّد روعة مذاقها الأسرة بكاملها. لو أنّها ربحت دولاراً واحداً مقابل كلّ مرّة سألها فيها أحد أطفالها، "ما هو عشاؤنا؟" فمن المؤكّد أنّها ستصبح مليونيرة، وما لم أكن أعرفه بصغري هو أنّها في كثير من الأحيان لم تكن تعرف حتّى ما هو العشاء عندما كانت تبدأ في إعداده. والمفاجأة هي أنّها تحضّره دون أيّ مشكلة. كانت عادة تسعى إلى الجّمع بين صنف من البروتينات، مع النّشويات، والخضراوات، حتى لو كان ذلك يعني إلقاء كلّ المحتويات في طبق واحد وخبزها في الفرن. لذا أطلق والدي اسماً طريفاً نابعاً من المحبة على هذه الإبداعات وهو: "المَخبوز". إذ كان يقول: "أوه، ماذا لدينا هنا، مَخبوز الدّجاج بالجّبن؟"، وذلك عندما كان ينظر إلى الفرن ويرى طبق كسرولة مليء بالعديد من المكوّنات التي لا تتّضح ماهيّتها. إلّا أنّها كانت دائماً وجبات لذيذة، لعلمكِ.

لذا وبفضل قدرة والدتي على الارتجال، نادراً ما كانت عائلتي تلجأ إلى تناول الطّعام الجّاهز، وكنّا نتناول بدلاً من ذلك وجبات العشاء الصحيّة أكثر والملائمة للميزانيّة، وأعتقد أنّه يمكن للجّميع الاستفادة من هذا الشّعار. ففي بعض الأحيان، قد لا يكون لديكِ شيء قابل لتحضير وجبة إطلاقاً، لكن هناك مواد أساسيّة يجب أن تكون دائماً في متناول يدكِ؛ ممّا يجعل طريقة الطّهي "بدون وصفة" أسهل بكثير، وهي: البيض (يمكنكِ وضع أيّ شيء في عجّة الأومليت)، والدّجاج (احفظيه في الفريزر وذوّبي الجليد عنه في اليوم الذي تخطّطين لاستخدامه)، والمعكرونة (أروع مكوّن ليكون أساساً لأيّ وجبة)، والخضراوات المجمّدة (لا داعي لشرائها طازجة دائماً وتعريضها لإمكانيّة التعفّن). إضافةً لذلك كلّه، احتفظي بأيّ زوائد طعام (فربع البصلة التي بقيت مثلاً ستكون نافعة في المرّة التّالية التي تقلّين فيها الثّوم أو تريدين إضافة البصل المكرمل إلى طبقٍ ما).

لذا فكلّما فتحت ثلّاجتي الآن ورأيت بضعة جرار طعام عشوائيّة مع بعض السبانخ الذّابل بشكلٍ جزئيٍ، وبقايا الدّجاج، لا أفكّر بيني وبين نفسي قائلةً: "لقد حان وقت الخروج للتبضّع". بل أقول، ما الذي كانت ستحضّره والدتي لو كانت مكاني؟

Image Source: Shutterstock
Latest Recipes, Menus, Food & Wine