Skip Nav

هل ينبغي للجدات مشاركة صور الصغار على وسائل التواصل الاجتماع

أنا لا أُشارك صور طفلي الرضيع على مواقع التواصل الاجتماعيّ نهائيّاً، لكنّ والدتي تفعل

بعد لحظاتٍ من ولادتي لابني، نظرت لي أمّي في غرفة الولادة بالمستشفى وسألتني: "هل تمانعين إن نشرت صورة له على الفيسبوك؟" الفكرة هي أنّها قد سألتني على الأقل! لم يمضِ وقت طويل بعد ذلك حتّى باتت أمّي تقوم بنشر صور لأطفالي الأكبر سناً على مواقع التواصل الاجتماعيّ دون طلب الإذن مني أوّلاً. لكنّني لم أعد أحتمل الأمر أكثر من ذلك.

الشيء الطريف بالنسبة لي هو أنّ أمي أصبحت مدمنة على نشر صور أحفادها عبر الإنترنت. مع أنّها قبل بضع سنوات، لم تكن تعرف كيف تفتح جهاز الآيباد، ناهيكم عن فتح حساب على مواقع التواصل الاجتماعي. لكن بمجرد أن تعلّمت استخدام الفيسبوك، أصبحت مهووسة به، كحال معظم الكبار في السن.

كنتُ في السابق مثلها، متلهّفة دائماً لتوثيق لحظات حياتي على الفيسبوك كأمٍّ لثلاثة أطفال، لكنّني سئمت من شبكات التواصل الاجتماعي بعد بضع سنوات. السبب الأساسيّ وراء ذلك هو أنّ المنشورات المُبتهجة أكثر من اللّازم التي كانت تشاركها الصديقات عن حياتهنّ العائليّة كانت تبدو زائفة ومصطنعة. شعرتُ أنّ الأمهات لم يكنّ يشاركن إلّا صوراً مُختارة بعناية للحظاتهنّ المثاليّة، وقرّرت عندها أنّني لا أريد المشاركة بثقافة الحياة السعيدة التي خلقتها منصّات التواصل الاجتماعي بعد الآن. لذا توقّفت عن نشر صور لأطفالي، وصرتُ أتفقّد الفيسبوك في فتراتٍ متباعدةٍ كذلك. كان الأمر بمثابة ثقلٍ أزيح عن كاهلي ولم أعد أشعر بالإحباط لأنّ حياة الأمهات الأُخريات أفضل أو أسهل من حياتي ظاهريّاً.

في هذه الأيام، لا أشارك سوى لقطاتٍ لعائلتي وأطفالي عبر الرسائل الهاتفيّة ومع الأصدقاء المقرّبين وأفراد العائلة فقط. لقد استمتعت بإبقاء حلقتي الاجتماعيّة أصغر من قبل، وهذا بالضبط هو النّهج الذي اتّخذته عندما أعلنت عن ولادة ابني مؤخراً. لم أعد أنشر أبداً أيّ صورٍ على الفيسبوك... لكنّكم ستحزرون غالباً من قام بذلك! لم يكن بإمكان أمّي الانتظار لتخبر العالم عن حفيدها الجديد، ومن يستطيع لومها؟ فهو طفلٌ رائعٌ جدّاً، وأنا سعيدة لأنّ جدّته فخورة ومتحمّسة من أجله. عندما سألتني إذا ما كان بإمكاني مشاركة صورة له، أجبتها بنعم. كان في مخيّلتي بدايةً أنّ أيّ شخص يريد أن يعرف بولادتي سيكتشف مني بطريقة أكثر خصوصيّة. ولكن هذا ما حصل!

لا تكمن المشكلة حقاً في أنّني لا أريد أن تُشارك أمّي صور أحفادها على مواقع التواصل الاجتماعي لديها، لكنّها دائماً وبدون استثناء تعود لتبلغني بما يقوله الجميع عن منشوراتها. في هذه الحالة مثلاً، كانت إحدى صديقاتها تستفسر عن اسم الطفل الذي اخترناه، ووجدت أمي نفسها مجبرةً على مشاركة تعليقها معي. حينها جُرحِت مشاعري، كما أنّني لم أكن بحاجة أبداً إلى معرفة رأي تلك السيّدة.

لست متأكدّة من سبب رغبة والدتي في أن يعطي الآخرون رأيهم بحياتها الشخصيّة (أو في هذه الحالة، حياتي أنا!). أعتقد أنّ مواقع التواصل الاجتماعي لم تستهلك طاقتها بعد كما حدث معي ومع زوجي. ربّما لأنّها تأخذ التعليقات بجديّة أقل منّا، أو قد يكون ذلك لأنّنا نمرّ بمرحلة أكثر خصوصيّة بعد خسارة الحمل المؤلمة التي حصلت معنا خلال العام الفائت. لذا صرنا نركّز على ما يهمّ حقّاً في الحياة؛ كأن نعيش اللّحظة ونقدّر عائلتنا، بدلاً من التوقف لالتقاط صورة ما أو إيجاد تعليق مضحك أو مُلفت يرافقها.

في الوقت نفسه، أعرف أنّ أمي تستمتع بالتفاخر بأحفادها على المنصّات الافتراضيّة، ففكّرت بنفسي لِمَ أحرمها من ذلك؟ كلّ ما أطلبه من أمّي فقط هو الحصول على موافقتي قبل نشر صور أطفالي عندها، وأعتقد أنّني عادلة بذلك. أريد أن أعرف ما هي الصور التي تضعها هناك أو أن تُتاح لي الفرصة لأقول بأنّني أفضل ألّا تشارك شيئاً ما. لحسن الحظ، لقد احترمت تماماً هذه القاعدة وهي تحرص دائماً على طلب الإذن منّي، لذا لم نواجه أيّ مشاكل.

لو كانت لا تسألني قبل فعل ذلك، عندها سأكون غاضبة من فقدان السيطرة على الأمور. يتمحور الموضوع كلّه حول الناس الذين أتيح لهم الدخول بحياة عائلتي، لذا من حقّي وضع القواعد، ولا يهمني ما يظنّه الأشخاص الآخرون! حتى في عصر المشاركة الاجتماعيّة ونشر كلّ شيء على المنصّات، وخلافاً للاعتقاد الشائع، لا توجد هناك قاعدة تقول أنّ عليكم الانضمام لهذا التوجّه. حاولوا فقط إيصال هذه النّقطة للجدّات عاشقات الفيسبوك!

Latest Career & Money