هل يمكنكم التمرن وأنتم مصابون بالزكام؟
لهذا السبب لا ينبغي عليكم التمرّن والتصبّب عرقاً في النّادي الرياضّي بهدف مقاومة الزّكام
ربّما تكونوا قد سمعتم بأنّ التعرّق للتخلّص من الزكام سيُخفّف أعراضه المزعجة وسيساعدكم على الشعور بالتحسّن. أو ربما كنتم متحمّسين جدّاً لصفّ اللّياقة البدنيّة الجماعيّ لدرجة أنّه لا يمكنكم إلغاؤه حتى لو لم تكونوا على ما يرام فعليّاً.
لكن إن كنتم تتأمّلون فكرة الذهاب إلى صف التمارين الرياضيّة وأنتم تلتقطون أنفاسكم بصعوبة، وتعطسون، وتعانون من الصداع، فينبغي عليكم إعادة النّظر بالأمر – إذ تحدّثنا إلى بعض الخبراء لمعرفة فيما إذا كان من المستحسن التوّجه إلى درس اللّياقة البدنيّة في النّادي إن لم يكن جسمكم متوازناً.
هل ستكونون سبباً في نقل العدوى للآخرين عندما تكونوا مصابين بالزّكام؟
قد تختلف أعراض الزّكام من شخص لآخر، لكنّ الأعراض الأكثر شيوعاً تشمل سيلان الأنف، والعطاس، واحتقان الأنف، والصداع. لذا فمع كلّ ذلك البلغم والمواد المخاطيّة التي يفرزها جسمكم، ستتسبّبون بنقل جراثيمكم المُعدية لأشخاص آخرين لا محالة.
تقول الدكتورة أريل ليفيتان، أخصّائيّة الطبّ الباطنيّ، في حديثها مع بوب شوغر: "أكثر وقتٍ يُحتمل فيه أن تسبّبوا العدوى للآخرين هي خلال الأيّام القليلة الأولى من الأعراض، وحتى اليوم السابق لها، لكن ليس بوسعكم القيام بالكثير من الأمور للحيلولة دون ذلك". وأوضحت أنّ جراثيم الزّكام تكون معدية أكثر عبر لمس الإفرازات المصابة مثل المخاط واللّعاب، لكن ليس كثيراً من خلال الدموع والعرق. ينتشر الزّكام إلى حدّ ما عبر الجراثيم التي تتبعثر في الهواء أيضاً؛ كما يحدث عند العطاس والسعال.
وقد أكّد على ذلك الدكتور إدو باز، وهو طبيب من طاقم التطبيق المجاني K Health المتخصّص بالرعاية الصحيّة الأوّلية، مشيراً إلى أنّ الزّكام والإنفلونزا التي تسبّبها الفيروسات معدية للغاية. كما قال: "يجب أن تتجنّبوا الاقتراب من الآخرين عندما تصابون بالزّكام، وإن كنتم مضطّرين إلى التواجد بجوار الآخرين، فاحرصوا على احتواء جراثيمكم عن طريق السعال بالمرفقين، وغسل أيديكم بشكلٍ متكرّرٍ، والتّخلص من مناديلكم المستعملة".
هل يمكنكم التمرّن عندما تشعرون بالمرض؟
حتى إن كنتم تشعرون أنّ جسمكم ليس بأحسن حال، فقد ترون أنّكم أصحّاء بما يكفي للتمرّن. إذ يقول الدكتور كينتون فيبل المتخصّص بطبّ الأسرة في مركز Cedars-Sinai Kerlan-Jobe Institute في لوس أنجلوس، تمثّل قاعدة "فوق العنق/أسفل العنق" طريقة نافعة تدلّكم عمّا إذا كان ينبغي عليكم ممارسة الرّياضة أثناء الزّكام أم لا.
"لا بأس من التمرّن مع أعراض فوق العنق؛ كالتهاب الحلق، أو سيلان الأنف، أو الاحتقان، لكن يجب أن تكون أعراض تحت العنق مثل صفير النفَس، أو ضيق التنفّس، أو آلام العضلات، علامة على أنّه يجب عليكم أخذ فترة راحة ونقاهة. إذا أُصبتم بالحمّى، ينبغي عليكم أيضاً تجنّب ممارسة التمارين الرياضيّة التي تتطلّب جهداً كبيراً".
لذا، ورغم أنّه يمكنكم التمرّن في حال كنتم تعانون من أعراض فوق العنق، لكن لا يجب عليكم إرهاق أنفسكم كثيراً؛ حيث يقول الدكتور فيبل: "إن كنتم تمارسون تمارين قاسية أثناء المرض، فيمكن أن يُصعِّب ذلك على جسمكم محاربة العدوى وسيستغرق الأمر معكم فترة أطول حتى تتحسّنوا".
إذاً، هل ينبغي عليكم الذهاب إلى صف اللّياقة البدنيّة الجماعيّ وأنتم مصابون بالزّكام؟
تقول الدكتورة ليفيتان: "بصفتي دكتورة في الطّب الباطنيّ، يمكنني القول أنّكم تستطيعون التمرّن إذا شعرتم بالقدرة على ذلك". كما يشير الدكتور فيبل أيضاً إلى أنّ التمارين عموماً تعمل على تحسين نظام المناعة لديكم. لكن لمجرد أنّه يمكنكم ممارسة التمارين الرياضيّة، لا يعني أبداً أنّه ينبغي عليكم الذهاب إلى النّادي أو إلى صف اللّياقة البدنيّة مع احتمال نقل العدوى للآخرين.
من جهته، يخبرنا آلان ميسنر، وهو مدرّب شخصيّ معتمد من الأكاديمية الوطنيّة للطبّ الرياضيّ، في حديثه مع بوب شوغر: "كل موسم زكام وإنفلونزا، أرى النّاس يأتون إلى النّادي الرياضيّ"، مضيفاً: "من المؤسف مشاهدتهم يعانون، ويسعلون، ويعطسون أثناء استخدامهم أجهزة الجري والآلة البيضاويّة، والأجهزة الأُخرى". هذا عدا عن صفوف اللّياقة البدنيّة الجماعيّة التي يتم فيها استخدام معدّات مشتركة وفي مساحة صغيرة مع العشرات من الأشخاص الآخرين. لذا، بدلاً من ذلك، يحثّكم آلان على التمرّن في المنزل إن كنتم مصابين بالزّكام، إمّا بممارسة تمارين ثقل الجسم أو بمعدّات الكارديو المنزليّة.
في الواقع، تنصحكم طبيبة الأسرة والطوارئ "جانيت نيشيوات" بعدم التمرّن إطلاقاً عندما تشعرون بأنّكم مرضى. حيث قالت لبوب شوغر: "اتركوا جسمكم يتعافى".
ثمّ أوضحت الدكتورة نيشيوات: "يمكنكم بذلك أن تزيدوا من مرضكم؛ حيث يمكن أن يتحوّل الزّكام إلى التهاب رئويّ، ومن المحتمل التقاط المزيد من الجراثيم عندما تكونون مرضى"، وتابعت: "إن كنتم تمارسون الرّياضة في مكان جماعيّ، فمن الممكن أن تنقلوا العدوى لمعدّات النّادي، ولزملائكم في النّادي الرياضيّ". وتوصيكم بالبقاء في المنزل ليستعيد جسمكم صحته، وشرب الكثير من السوائل؛ بما في ذلك الشاي الساخن، إضافة إلى تناول أقراص الزنك، وأخذ قسطٍ وافرٍ من الرّاحة.
يبدو أنّه من الأفضل لكم الانتظار حتى تشعروا بالشفاء التام كي تعودوا إلى النّادي الرّياضي. ففي نهاية المطاف، من منّا لا يسعد بوجود عذر قويّ للبقاء في المنزل ومشاهدة عروض نتفليكس الرائعة؟