هل مكمّلات الكولاجين فعّالة؟
هل تعمل مكمّلات الكولاجين بفعاليّة كبيرة حقّاً؟ إليكِ 3 طرق يُمكنها أن تؤثّر من خلالها إيجاباً على صحّتكِ
طوال العام الماضي أو ما يُقارب ذلك، رأيت العديد من منتجات بودرة الكولاجين ذات العلامات التجاريّة المختلفة تهيمن على منشورات الإنستغرام. ويبدو أنّ الجميع قد قرّروا المشاركة بهذا التوجّه نحو استخدام مكمّلات الكولاجين، بدءاً من زميلاتي بالعمل وحتّى صديقاتي المقرّبات اللّواتي غالباً ما كنت أسألهنّ عمّا يعجبهنّ فيه. وقد سمعت مجموعة متنوّعة من الإجابات، كالمساعدة في نموّ شعرهنّ، وتحسين بشرتهنّ، بل حتّى أنّ إحداهنّ شعرت بتحسّن في مفاصلها بفضله (فقد تمزّقت أربطة ركبتيها: الرباط الصليبي الأماميّ والرباط الجانبيّ الأنسي). لذا تبدو النتائج واعدة فعلاً، لكن قبل أن أنفق مبلغاً يتجاوز الخمسة دولارات على منتجٍ ما، أقوم دائماً بإجراء بحث عمّا إذا كان الأمر يستحق ذلك أم لا. وإليكِ ما اكتشفته.
الكولاجين بروتين متوفّر في أجسادنا ويشكّل جزءاً من تكوينة بشرتنا، وشعرنا، وأظافرنا. تأتي مكمّلات الكولاجين التي نشتريها من مشتقّات حيوانيّة تحتوي على أحماض أمينيّة؛ مثل البرولين والجليسين، الموجودة في النسيج الضام، والغضاريف، والعظام، والجلد. لكنّ الدكتورة نيكول أوسينجا، وهي أخصائيّة تغذية معتمدة، قالت في مُقابلة لها أنّ أجسادنا تحتاج إلى الكولاجين وتنتجها بشكلٍ طبيعيّ، لذا فإضافة مكملات الكولاجين ليست ضروريّة. وأوضحت أنّه عند أخذ الكولاجين، لا يتم امتصاصه بالكامل داخل أجسامنا. بل يتمّ عوضاً عن ذلك تحليله في جهاز الهضم، ويتحوّل إلى أحماض أمينيّة يستعملها الجسم في المكان الذي يحتاجه فيها. يعني هذا أنّه قد لا ينتج عن تناوله علاقة مباشرة ترتبط بتعزيز نموّ العظام، وصحّة الشعر، ومنحكِ بشرة أفضل. مع ذلك، من المُمكن أن يكون هناك بعض الفوائد لتناول الكولاجين بانتظام. إليكِ ثلاث طرق أثبت العلم أنّه يمكنه التأثير من خلالها على صحّتك بشكلٍ إيجابيّ.
يمكن للكولاجين أن يقاوم شيخوخة البشرة
أوجدت دراسة أُجريت عام 2015 أنّ المكمّلات الفمويّة لببتيدات الكولاجين زادت من ترطيب البشرة بعد أخذها على مدى ثمانية أسابيع. إذ اكتشف القائمون عليها أنّ كثافة الكولاجين في أدمة الجلد زادت بشكلٍ ملحوظٍ مع استمرار النتائج بعد عتبة الـ12 أسبوع. كما وجدت دراسة أُخرى أنّ طراوة الجلد أظهرت تحسّناً كبيراً بعد تجرّع ببتيدات الكولاجين لمدّة أربعة أسابيع. وأشارت نفس الدراسة إلى وجود تأثير إيجابيّ للكولاجين المحلمأ، لكن لم تصل تلك البيانات التي تم جمعها إلى مستوى الدلالة الإحصائيّة.
قد يساعد بتحسين صحّة المفاصل
قد يزيد الكولاجين المحلمأ من الكثافة المعدنيّة للعظام، "من خلال مدّها بتأثير وقائيّ على الغضروف المفصلي"، لكنّ الأهمّ من ذلك أنّه يساعد بتخفيف الألم. ففي دراسة امتدت إلى 24 أسبوعاً وكانت تركّز على آلام المفاصل المرتبطة بأنشطة الرياضيّين، تبيّن أنّ الذين تمّ إعطاؤهم مكمّل الكولاجين أظهروا تراجعاً بألم المفاصل. لكن أشار المؤلّفون أيضاً إلى أنّ هذه النتائج تحتاج لدراسات مستقبليّة كي تدعمها. من ناحية ثانية، وجدت دراسة أجريت عام 2015 أنّ ببتيدات الكولاجين هي عناصر علاجيّة محتملة تسيطر على التهاب المفصل التنكسيّ وتحافظ على صحّة المفاصل بشكل عام.
قد يحفّز على نموّ الشعر
أظهرت الأبحاث أنّ الكولاجين قد يساعد ببناء بروتينات الشعر، والتي بدورها يمكن أن تمنع تساقط الشعر وتعزّز نموّه. هنالك حاجة إلى إجراء المزيد من الأبحاث بهذا الخصوص، لكن ما من ضررٍ في استهلاكه إن كنتِ تحاولين تعزيز صحّة ونموّ شعرك.
ما يزال منتج الكولاجين جديد الطرح إلى حدٍ ما، لكن يبدو أن نتائجه واعدة جدّاً، على الرغم من الحاجة إلى توفير أبحاث أكثر حول الفوائد، والتأثيرات الكاملة للكولاجين. يجدر بالذكر هنا أنّه حتّى تاريخ 22 فبراير من العام 2018، لم تقم إدارة الغذاء والدواء الأمريكيّة بتنظيم منتجات مكمّلات الكولاجين. كما نودّ تذكيركِ أيضاً أنّه يفضّل دائماً استشارة طبيبك عند إجراء أيّ تغييرات على مكمّلاتكِ ونظامكِ الغذائيّ.