Skip Nav

نصيحة للحدّ من فترة الجلوس أمام الشاشات

وضعتُ لنفسي قاعدة تمنعني من استخدام أكثر من شاشة رقميّة واحدة في الوقت ذاته، وقد غيّر ذلك حياتي بالكامل

Photographer: Paul KabataRestrictions: For editorial and internal use only. No advertising or print.Product Credits: Tibi Top, Amrapali Ringلا أستطيع الآن أن أحدّد الفترة التي بدأت فيها بمشاهدة التلفاز أثناء تصفّح هاتفي النقّال، لكنّني أتذكّر اليوم الذي أدركت فيه أنّ عادتي بالالتفات بشكلٍ مزدوجٍ إلى شاشتين اثنتين قد خرجت قليلاً عن السيطرة. فعندما كنت أجلس على الأريكة لمتابعة حلقة من مسلسل This Is Us الأمريكيّ على الـDVR (مسجل الفيديو الرقميّ)، وجدت نفسي أعيد المشهد ذاته ليس مرّة واحدة، ولا مرّتين، بل خمس مرّات؛ لأنّني كنت أتفقّد البريد الإلكترونيّ وتويتر بدلاً من الانتباه إليه.

في البداية، فكّرت في نفسي: ما المشكلة الكبيرة بذلك؟ من الممتع تصفّح التغريدات المضحكة عن برنامج The Bachelor أثناء مشاهدة العرض، وباعتباري أمّاً، فلديّ وقت محدود لنفسي، لماذا لا أقوم بمهمّة مزدوجة كالتنقّل عبر فيديوهات الـDVR وصندوق الرسائل الواردة في ذات الوقت؟ أحاول هنا أن أكون أكثر كفاءة بالوقت! لكن، إليكم حقيقة الأمر: عندما أدركت عادتي باستخدام شاشتين معاً، لم يسعني إلا أنا ألاحظ الآثار السلبيّة لها. فعند تشتيت انتباهي بين مهام متعدّدة في وقت واحد، لم أكن أعطي أيّ شيء اهتمامي الكامل. إذ كنت أبتعد عن جلسة مشاهدة التلفاز/ وإرسال الرّسائل النصيّة/ وتفقّد البريد الإلكترونيّ/ وتصفّح تويتر وأنا أشعر بالإرهاق والحيرة. فأسأل نفسي مثلاً: هل قمت بكتابة ذاك البريد الإلكترونيّ بشكل صحيح؟ أو هل أجبت على تلك الرسالة؟ لحظة، ماذا يجري مع بيث وراندال؟!

لذا، ولأنّني صمّمتُ على أن أكون أكثر إدراكاً لوقتي، قمت مؤخّراً بوضع قاعدة لنفسي: وهي أنّه يمكنني النّظر إلى شاشة واحدة فقط في الوقت الواحد، ويجب أن يكون هنالك سبب لذلك. أي إذا كنت أشاهد التلفاز أو أستخدم هاتفي، كان ينبغي أن يكون لذلك هدف ما – حتى لو كان هذا الهدف هو أنّني أحبّ مسلسل Friends وراغبة بتدليل نفسي. بعبارة أُخرى، لا مزيد من تصفّح الإنستغرام أثناء مشاهدة فيلم ما مع زوجي، ولا مزيد من مواكبة رسائل البريد الإلكترونيّ الخاصّة بالعمل *دون أن يكون هناك حاجة* عندما يستلقي ابني على الأريكة صباح يوم السبت لمتابعة برنامج Sesame Street. أمّا بالنّسبة إلى التصفّح عبر الإنترنت وأنا شاردة الذّهن، فأقضي هذه الدقائق (وحتى السّاعات) وأنا أتفقّد التطبيقات لأنّني أشعر بالملل؟ حسناً، تلك الأشياء غير مرضية أبداً.

لكنّ التمسّك بهذا التوجيه كان أكثر تحدّياً ممّا توقّعت. فأنا أجلس أمام التلفاز عادةً لمدّة ساعة كلّ ليلة ولمدة ساعتين في عطلة نهاية الأسبوع، وفترة التلفاز تكون متّسقة. أحياناً أقوم بتشغيله لأمور خاصّة بالعمل، وفي الكثير من الأحيان أشاهد التلفاز من أجل المتعة، إلّا أنّني في كلتا الحالتين لم أكن أدرك كم من فترة التلفاز تلك أيضاً كنت أقضيها وهاتفي في يدي. الآن بعد أن أصبحت مدركةً لها، صرت ألاحظ عدد المرّات التي أشعر بها بالرّغبة في إمساك هاتفي، والسبب وراء ذلك.

إليكم ما أدركته: في بعض الأحيان كنت أشعر بالملل قليلاً من عرض أو فيلم، وحالة الركود في الأحداث المشوّقة هي التي كانت تجعلني أفكّر أنّ الوقت قد حان لاستخدام الإنستغرام. أحياناً أُخرى، كان يتبادر إلى ذهني مهمّة عشوائيّة لاحقة، لذا كنت أريد أن أتفقّد تقويمي أو أعدّل قائمة مهامّي اللّاحقة. في أكثر الأحيان، كان هوسي بثقافة البوب هو ما يدفعني دائماً للإمساك بهاتفي. فأفكّر: كيف كانت ردّة فعل النّاس على تويتر على هذا التطوّر بالقصّة؟ لحظة، أين ظهر هذا الممثّل سابقاً؟ هل ما زال نجوم طاقم العمل يتواعدون؟ لا بدّ لي أن أعرف فيما إذا كانت صديقتي تشاهد ذلك.

لقد تبيّن أنّ حدسي كان في مكانه – فوقت الرّاحة ذاك بدا فعلاً كوقت للرّاحة عندما أتحت لنفسي مشاهدة العرض والاستمتاع به. أي بدلاً من الجلوس إلى جانب بعضنا والتحديق في هواتفنا، صرنا أنا وزوجي نتحدّث عن الأفلام التي كنّا نشاهدها وشعرنا أنّنا في موعد غراميّ مصغّر. وأصبحتُ أستلقي بجانب ابني لمشاهدة ميكي ماوس، وألعب بشعره بدلاً من تفقّد بريدي الإلكترونيّ. بدأت أبقي دفتر الملاحظات على منضدة القهوة كي أتمكّن من تدوين أيّ عناصر مهمّة تخطر ببالي، وأدركت أنّه إذا شعرت بالحاجة إلى إمساك هاتفي مليون مرّة أثناء مشاهدة شيء ما، فقد حان الوقت لأن أغلق التلفاز، إذ من الواضح أنّه لم يكن يسلّيني.

مرّة بعد أُخرى، صرت أدرك أنّه عندما أقوم بإيقاف تشغيل التلفاز، كنت أشعر بأن الثقل قد أُزيح عن كاهلي قليلاً، وبأنّني أصبحت أكثر استعداداً للتّعامل مع كلّ تلك المهام التي كنت أقوم بها دون أن أكرّس نفسي لها بالكامل إذا كان التلفاز قيد التشغيل. وعندما كنت أجلس لإنجازها، كان ذلك يترافق بتركيز أعلى وأهداف أكثر وضوحاً. شعرت بالاسترخاء والإنتاجيّة، والأفضل من ذلك هو أنّه لم يكن لديّ أي وقت إضافيّ للتصفّح غير الواعي.

خلال الأشهر القليلة الماضية، اتّبعتُ قاعدتي تلك دون مواجهة الكثير من العوائق، ومع بعض الاستثناءات المحدودة. فإذا كنت أعلم أنّني بحاجة إلى أن أكون متوفّرة بشكل أكبر من أجل العمل، كنت أتفقّد بريدي الإلكترونيّ بشكل أكثر اتّساقاً، وإذا كنت أتابع برنامج The Bachelor، فستصدّقونني عندما أقول لكم أنّني سمحت لنفسي بتصفّح تويتر، لأنّ النقاشات التي تدور عن الـThe Bachelorهي أروع ما فيه، لنكن صريحين هنا.

Image Source: POPSUGAR Photography / Paul Kabata
كيف يمكنكم تنسيق الممتلكات الشخصيّة
مغادرة مجموعات الأمهات على الفيسبوك
Latest Career & Money