نصائح التغذية الضارّة
إليكم أسوأ النصائح التي يريد منكم أخصّائيّو الحميّات الغذائيّة التوقّف عن اتّباعها على الفور
يبدو أن نصائح التغذية تتغيّر بشكلٍ مستمرّ. ففي البداية كانوا يعتبرون الدهون غير صحيّة، ثمّ تمّ تصنيفها بأنّها نافعة من جديد. كما كان صفار البيض مثلاً يعدّ ضارّاً للقلب، لكن بات بإمكاننا تناوله اليوم مرّة أُخرى. يتّبع بعض النّاس حمية باليو الصارمة، بينما يتخلّى آخرون عن المنتجات الحيوانيّة ويأكلون أغذية تعتمد بالكامل على النباتات. من جهة أُخرى، فإنّ الحبوب، والغلوتين، والسكّر، صارت سيّئة السمعة في السنوات الأخيرة بعد أن كانت سابقاً مواداً غذائيّةً أساسيّةً في النّظام الغذائيّ الأمريكيّ.
لكن بينما تُعتبر أساليب التغذية معقّدة، حيث لا يوجد نظام غذائيّ واحد يناسب الجميع، ما يزال هناك بعض الخرافات الغذائيّة الكبرى التي يريد أخصائيّو التغذية دحضها. فمع تطور الأبحاث، أصبحت بعض معتقدات التغذية، التي كانت سائدة قديماً، بالية جدّاً. لذا تحدّثنا إلى العديد من خبراء التغذية المعتمدين ليضعوا الأمور في نصابها من غير رجعة.
"تناول الدهون يجعلكم بدناء"
ذاع صيت سيّء للدهون وتمّ اعتبارها المُسبّب وراء السمنة الجماعيّة التي يشهدها العالم، ممّا أدّى إلى صيحة خفض الدهون التي هيمنت على حقبتي الثمانينيّات والتسعينيّات. لكن اتّضح أن ذلك قد يضرّ أكثر ممّا ينفع.
ففي حديثها مع بوب شوغر، قالت جوي باور وهي أخصّائيّة تغذية معتمدة حاصلة على رخصة مسجّلة في التغذية: "يعتقد اثنان من كلّ ثلاثة أشخاص تقريباً أنّ الدهون الغذائيّة ضارّة جدّاً لهم. لكنّ الحقيقة هي أنّ بعض أنواع الدّهون يمكن أن تساعد في فقدان الوزن"، ثمّ تتابع قائلة: "في الواقع، ينبغي عليكم أن تحاولوا أكل كميّاتٍ معتدلةٍ من الأغذية الجيّدة منها؛ مثل الدهون الأحاديّة غير المشبعة، والدهون غير المشبعة المتعدّدة الموجودة في المكسّرات، والبذور، والأفوكادو، والأسماك الدهنيّة، والزيوت النباتيّة". إذ تشير إلى أنّ هذه الدهون يمكن أن تساعدكم بتخفيف وزنكم، والتقليل من خطر الإصابة بأمراض القلب. تناولوا أحماض أوميغا 3 الدهنيّة؛ كتلك الموجودة في السلمون، والجوز، وبذور الكتان، وبذور شيا، والزيوت المستخرجة من المكسّرات.
"حمية العصير ستساعدكم على إنقاص الوزن"
تقدّم الكثير من محلّات العصير اليوم خلطات العصير المطهّرة للأمعاء، والتي تعدكم "بتخليص أجسامكم من السموم" والمساعدة على تحقيق أهدافكم المتعلّقة بإنقاص الوزن. ما المشكلة بذلك إذاً؟ المشكلة هي أنّكم تتناولون في نهاية المطاف كميّات من السكّر تفوق كلّ المُغذّيات القيّمة الأُخرى.
فقد قالت برووك زيغلير، وهي أخصّائيّة تغذية معتمدّة ومرخّصة، لموقع بوب شوغر: "تحظى حمية العصير بشعبيّة كبيرة جدّاً اليوم، لكنّكم بشربكم لعصير الفاكهة تفوّتون أحد أفضل أجزائها، وهي الألياف! فعندما تستخرجون العصير من الفاكهة، تقومون بترك لبّها، وهو المكان الذي تتواجد فيه الألياف"، ثمّ تابعت: "تعمل الألياف على إبطاء عمليّة الهضم، فتمدّكم بمستوى ثابت من الغلوكوز في الدم والطاقة طويلة الأمد في الجسم. كما أنّها تساعد أيضاً في جعل حركة أمعائكم أكثر انتظاماً، وتقلّل بالتالي من الإمساك. تُعتبر الألياف جزءاً مهمّاً من نظامنا الغذائيّ، وهي أيضاً وسيلة رائعة من أجل خسارة الوزن".
يمثّل إضافة القليل من أنواع العصير النباتيّة إلى نظامكم الغذائيّ كلّ أسبوع طريقة ممتازة للحصول على الفيتامينات، والمواد النباتيّة الثانويّة. أمّا استبدالها بوجبات كاملة أو شرب العصير وحده على مدى بضعة أيّام فليست بالفكرة الجيّدة. لكنّ الأفضل من ذلك كلّه هو تناول الفواكه والخضراوات التي كنتم تودّون عصرها بالكامل؛ وبذلك يتوفّر لديكم خيار أكثر غنى بالألياف ويشعركم بالشبع.
"الفاكهة تحتوي على كميّة كبيرة من السكّر ويجب تجنبها"
عندما يزيل الناس عنصر السكّر من حمياتهم الغذائيّة، فإنهم في كثير من الأحيان يتخلّون عن الفاكهة التي تعدّ مصدراً للسكريّات الطبيعية. لكنّ الابتعاد عن تلك السكريّات يعني أيضاً حرمان أنفسكم من الألياف القيّمة، وغيرها من العناصر الغذائيّة الأُخرى.
فالسيّدة دينا غارسيا، وهي أخصّائيّة تغذية معتمدّة ومرخّصة، قالت لموقع بوب شوغر: "عندما نقارن بين المجموعات الغذائيّة، سنجد أنّ الفواكه الكاملة فيها مستوى من مضادّات الأكسدة يفوق أيّ مجموعة غذائيّة أّخرى، "ثمّ تابعت قائلة: "يمكنكم الحدّ من ارتفاع السكّر في الدم عن طريق الجمع بين الفاكهة والأطعمة التي تحتوي على البروتين و/أو الدّهون".
"الوجبات الخفيفة الخالية من الغلوتين صحيّة أكثر"
لقد أصبحت أنظمة الحمية الخالية من الغلوتين شائعة جدّاً على مدار السنوات القليلة الماضية؛ والتي يتمّ فيها استبدال الخبز، والكعك، والكيك، والوجبات الخفيفة المعتادة بأنواع منها خالية من الغلوتين. لكنّ المشكلة هنا هي أنّ هذه الخيارات ليست صحيّة أكثر من غيرها بالضّرورة.
فخلال حديثها مع بوب شوغر، قالت لنا السيّدة أليسا روتشيلد، وهي أخصّائيّة تغذية معتمدة حاصلة على رخصة مسجّلة في التغذية: "بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من مرض حساسيّة القمح، فهذه الأطعمة مهمّة لهم إذا كانوا يرغبون بتناول الحلويات بين الحين والآخر، لكنّها غير ضروريّة أبداً لبقيّة النّاس بل يمكن أن تكون أكثر ضرراً عليهم من الأنواع التي تحتوي على الغلوتين"، مضيفةً: "مأكولاتٍ مثل الكعك والكيك الخالي من الغلوتين لا تختلف عن الكعك والكيك العادي. كما يكون فيها عادةً نسبة أعلى من السكّر، والدهون، وغيرها من المكوّنات من أجل تحسين مذاقها".
إن كنتم تريدون أكل حلويّات خالية من الغلوتين، فتذكّروا أنّها حلويات مثلها مثل غيرها ولا ينبغي أن تُعامل على أنّها بديل صحيّ لأيٍّ من أصناف الكعك أو الكيك.
"ملح البحر وملح الهيمالايا صحيّان أكثر من ملح الطعام العادي"
يبدو أنّ الناس باتوا الآن يرشّون كلّ طبق طعام صحّي رائج بملح البحر أو ملح الهيمالايا الورديّ، لكنّه في الواقع لا يختلف كثيراً عن ملح الطعام العادي التقليديّ.
حيث تقول غارسيا: "في حين أنّ ملح البحر والهيمالايا فيهما نسبة معادن أعلى من ملح الطعام، لكن بحسب كميّة الملح التي نستخدمها بشكل عام، فإن الفرق بينهما ليس على درجة كبيرة من الأهميّة"، وتضيف: "علاوةً على ذلك، يحصل معظم النّاس على غالبيّة جرعتهم من اليود من ملح الطعام المعالج باليود، وهو عنصر تفتقده معظم أملاح البحر وأملاح الهيمالايا".
"أنتم بحاجة إلى الامتناع عن الكربوهيدرات لإنقاص وزنكم"
يُقبل النّاس اليوم على الوجبات الغذائيّة الغنيّة بالبروتين، ومنخفضة الكربوهيدرات، ويفترض الكثير منهم أنّهم يحتاجون للتخلّي كليّاً عن هذا الصنف الهامّ من المغذّيات كبيرة المقدار ليجدوا نتائجاً ملحوظةً على ميزان قياس الوزن.
لكن تشير غارسيا بالقول: "من الأهم النّظر إلى جودة الأطعمة التي تتناولونها"، وتضيف: "أودّ أيضاً أن أركّز على أهمية تناول الكربوهيدرات عالية الألياف. فالألياف تساهم باستقرار مستويات السكّر في الدم وتوفر الطعام للبكتيريا المفيدة في المسالك الهضميّة".