Skip Nav

نساء مسلمات يرفعن دعوى قضائية على شرطة نيويورك بسبب إجبارهن

سيدتان مسلمتان ترفعان دعوى قضائيّة على شرطة نيويورك في الولايات المتّحدة لإجبارهما على خلع الحجاب


رفعت سيدتان مسلمتان في نيويورك دعوى مدنيّة على عناصر شرطة نيويورك لمخالفتهم التعديلات الدستوريّة الأولى للدولة من خلال إرغامهما على خلع حجابهما لالتقاط صورة بطاقة هويّة قضائيّة لهما.

حيث ألقت الشرطة القبض على كلّ من جميلة كلارك من نيوجيرسي وأروى عزيز من بروكلين، في حادثتين منفصلتين عام 2017، وطلبت منهما نزع غطاء رأسيهما بالقوّة.

ووفقاً للدعوى المرفوعة من قبل السيّدتين إلى جانب مجموعة "Turning Point for Women and Families" المُناصرة لمثل هذه القضايا، تعرّضت كلارك للسخرية من دينها من قبل الضبّاط بينما كانت تقف باكية وحجابها منسدل على كتفيها. كما تقول الدعوى أيضاً أنّ ضبّاط الشرطة هدّدوا باضطهادها إن لم تخلع الحجاب، بحسب صحيفة Haaretz.

من جهتها، أصدرت شرطة نيويورك تصريحاً قالت فيه أنّها ستنظر في الحادثة، لكنّها أكّدت بأنّها تحترم أعراف كافّة الأديان وأنّه كان لدى كلارك الخيار بخلع وشاحها في مكان منعزل وخاصّ بالتأكيد.

يُذكر أنّها ليست المرة الأولى التي تُتّهم فيها الشرطة الأمريكيّة بإجبار النساء المسلمات على نزع حجابهنّ لالتقاط صورة بطاقة هوية قضائيّة لهنّ. ففي مدينة ديربورن بولاية ميشيغان، وخلال شهر يونيو من عام 2017، رفعت شابّة مسلمة تُدعى مها الظليمي دعوى قضائيّة ضد الشرطة لإجبارها على خلع حجابها بعد اعتقالها بسبب مخالفة الوقوف غير مدفوع الأجر.

"فتح حساب بنكيّ بالنسبة للمسلمة: امرأة محجّبة تُجبَر على خلع حجابها وتُطرد من بنك أوماها".

دعونا نوضّح نقطة هامّة هنا: أن تطلب من امرأة ما خلع حجابها في الأماكن العامة هو بالنّسبة لها أشبه بطلبك منها خلع ملابسها أمام الجميع. وهذا ما يقوله نصّ الدعوى القضائيّة التي رفعتها السيّدتان. لنكن أكثر صراحة أيضاً، الحجاب بالنسبة للملايين من النساء المسلمات ليس مجرد "عُرف"، بل هو حُكم دينيّ مقدّس لا يجب التنازل عنه.

فرغم أنّني لستُ محجّبة وليست لديّ نيّة بارتدائه، لكن لا يعني هذا أبداً ألّا أحترم حقوق النساء المحجّبات في كلّ مكان، أو أن أقوم بالتّقليل من قدرهنّ كونهنّ "ملتزمات جدّاً" كما يصفهنّ البعض أحياناً. فمن يرتدي الحجاب أشبه بمن يضع نظّارة، أو يعاني من البدانة، أو من يكون من أصحاب الهمم. معنى ذلك أنّه يُصبح جزءاً من هويّة الإنسان، لكنّه لا ينبغي أن يحدّد كيانه ويعرّف شخصه.

إلّا أنّنا نستطيع القول بأنّ الأمور تشهد تحسّناً كبيراً من هذه النّاحية حاليّاً.

فخلال الشهر الفائت مثلاً، حصلت ثلاث نساء مسلمات على ما مجموعه 180,000$ دولار أمريكيّ (60,000$ دولار أمريكي لكلّ واحدة منهنّ) من قسم شرطة نيويورك بعد إسقاطهنّ دعوى قضائيّة ضدّ الشرطة لإجبار النّساء على خلع حجابهنّ بحضور ضبّاط ذكور، وفقاً لما أفادت به صحيفة New York Daily News.

لكن يبدو أنّ بعض أفراد شرطة نيويورك لم يطّلعوا على المذكّرة الأخيرة تلك؛ إذ تمّ رفع دعوى على قسم الشّرطة في المدينة من جديد بسبب حادثة مُماثلة تماماً.

لذا لن يكون من المفاجئ لنا أبداً إن ربحت السيّدتان هذه الدعوى أيضاً. حيث نمرّ الآن بمرحلة انتقاليّة كبيرة في العالمين الغربي والعربي على حدٍّ سواء. فقد شهدت الولايات المتّحدة إطلاق مجموعة كبيرة من الهاشتاغات التي حرّكت الدولة بأكملها؛ مثل MeToo#، وTimesUp#، وEnough#، وBlackGirlMagic#.

بينما برزت في العالم العربي حركات مثل ArabGirlMagic#، إلى جانب المظاهرات النسائيّة في لبنان وتونس، فضلاً عن الإصلاحات الثوريّة داخل المملكة العربيّة السعوديّة التي تعتبر أكثر بلد مُحافظ وثيوقراطي في المنطقة؛ والتي بدأت بمنح النّساء المزيد من الحقوق وإعطاء الشباب مساحة أكبر من الحريّة.

صحيحٌ أنّنا لم نبلغ هدفنا المنشود بعد. لكنّ الخبر السار هو أنّ السيّدات لا يتعرّضن للإسكات والتجاهل بسبب المطالبة بحقوقهنّ فعليّاً.

وبالنسبة لقضيّة كلارك، لم يكن هذا النوع من الدعاوي القضائيّة يثير اهتمام المحاكم قبل بضع سنوات في الولايات المتّحدة، أمّا اليوم فنراهن بأنّها ستضع الشرطة في مأزقٍ كبيرٍ حقّاً.

Image Source: POPSUGAR Photography / Mark Popovich
Latest Career & Money