ما هو الاضطراب الثنائي القطب من النوع الثاني
هذا بالضّبط ما يعاني منه المصابون بالنّوع الثاني من اضطّراب المزاج ثنائيّ القطب
اضطراب المزاج ثنائي القطب هو أحد الأمراض النفسيّة التي يُساء فهمها على نطاقٍ واسع. في الواقع، يُعتبر الاضطراب ثنائي القطب مصطلحاً أكثر شموليّة يمكن أن يشار به إلى عددٍ من الاضطرابات المعيّنة وهي: الاضطراب ثنائيّ القطب من النّوع الأول، والاضطراب الثنائيّ القطب من النّوع الثاني، واضطراب دورويّة المزاج، وغيرهم من الاضطرابات ثنائيّة القطب المحدّدة وغير المحدّدة. لكنّ الاضطراب ثنائيّ القطب من النّوع الثاني وهو نوع شائع بين الاضطرابات ثنائيّة القطب شُخصّت به النّجمة ماريا كاري، له مجموعة معايير خاصّة به منفصلة عن النّوع الأوّل.
بالنّسبة للاضطراب ثنائيّ القطب من النّوع الأوّل؛ وهو ما يتبادر إلى ذهن كثير من النّاس عندما يفكّرون باضطراب المزاج ثنائيّ القطب، فهو يتّسم بحدوث نوبات اكتئاب عُظمى ونوبات متقطّعة من الهوس. يقول الدكتور بيير عزام، الأستاذ المساعد بقسم الطب النفسيّ في المركز الطبّي لجامعة بيتسبرغ، تستمرّ نوبات الهوس لمدّة أسبوع على الأقل يرافقها ارتفاع حادّ بالمزاج أو التوتّر. يؤثّر الهوس أيضاً على السلوك، والنوم، والتفكير، وقد يضعف قدرتكم على العمل. كما قد يشمل الهوس: تشتّت الذهن، والأفكار غير الواقعيّة، وتسارع الأفكار، وممارسة الأنشطة الخطرة، وقلّة الحاجة إلى النوم، والتحدّث بشكلٍ سريع. تستمر نوبة الهوس فترة سبعة أيام أو أكثر، أو من المُمكن أن تكون حادّة لدرجة تتطلّب الدخول إلى المستشفى.
من جهة أُخرى، يُعتبر الاضطراب ثنائي القطب من النّوع الثاني أخفّ شدّة من النّوع الأوّل. فرغم أنّ الأشخاص الذين يعانون من النّوع الثاني يواجهون هم أيضاً حالات مزاجيّة اكتئابيّة عُظمى، إلا أنّهم يصابون بحالة مزاجيّة متقطّعة من الهوس الخفيف؛ وهو أقل شدّة من الهوس الموجود لدى مرضى النوع الأوّل. حيث يوضّح الدكتور عزام قائلاً أنّ نوبات الهوس الخفيف تستمرّ لمدّة 4 أيّام أو أكثر وأعراضها لا تمثّل عائقاً للشخص بدرجة تتطلّب دخول المستشفى.
إذ قال في حديثه مع بوب شوغر: "نوبة الهوس الخفيف ليست شديدة بما يكفي لتشلّ قدرة الشخص بشكلٍ واضحٍ عن العمل في المنزل والمكتب"، مُضيفاً: "قد يبدو أولئك الذين يعانون من الهوس الخفيف أنّهم أفراد مُنتجين بإفراط، وطائشين، وينامون فترات أقلّ، وسريعي الغضب، وما إلى ذلك، إلّا أنّهم يواصلون العمل بوظائفهم، أو مدارسهم، ويستمرّون بعلاقاتهم مع الآخرين".
لكن رغم أنّ النّوعين الأول والثاني من اضطراب المزاج ثنائيّ القطب يختلفان في أعراضهما وتشخيصهما، إلّا أنهما يُعالجان بشكلٍ أساسيٍّ بنفس الطريقة. وبدلاً من مضادّات الاكتئاب، يتم معالجة الاضطراب ثنائي القطب بمثبتات المزاج. وهي مجموعة كبيرة من الأدوية التابعة لفئات مختلفة؛ بما في ذلك مضادّات الذهان من الجيل الثاني، وبعض مضادات الاختلاج، والليثيوم. مع ذلك، ونظراً لأن النّوع الأوّل يسبّب إعاقة أكبر من النّوع الثاني، فقد يكون نظام العلاج مختلفاً.
فيوضح الدكتور عزام بالقول: "إن الحديث عن المقارنة بين المخاطر والمنافع المرتبطة باستخدام الدواء يمكن أن يتباين جداً بين الشخص الذي يعاني من حالة إلى الشخص الذي يعاني من الحالة الأُخرى"، متابعاً: "على سبيل المثال، قد يكون الشخص مصاباً بالنّوع الثاني من الاضطراب ثنائيّ القطب ويواجه نوبات قليلة من الهوس الخفيف أقلّ ميلاً إلى تناول أدوية ذات آثار جانبيّة خطيرة أو ملحّة مقارنةً بشخص لديه النّوع الأوّل للاضطراب ثنائي القطب ويعاني من إعاقة شديدة بسبب المرض، ويختبر نوبات هوس متكرّرة جدّاً، أو يعاني من الأعراض الذهانيّة المتعلقة بالهوس".
يشمل العلاج في كثير من الأحيان جلساتٍ علاجيّة؛ مثل جلسات العلاج النفسي أو العلاج السلوكي المعرفي، وتغييراً بنمط الحياة؛ مثل ممارسة الرياضة، والحصول على قسطٍ أكبر من النوم، وتناول وجبات غنيّة بالأغذية الكاملة.