Skip Nav

ما الذي يفعله خلّ التفاح لجسمكم?

خل التفّاح هو الشراب السحريّ القادر على علاجكم من أمراض كثيرة تفوق ما يمكنكم تخيّله حقّاً

يُستخدم خلّ التفاح عادةً كدواءٍ منزليٍّ لكلّ شيء، بما في ذلك فقدان الوزن، والحازوقة، وحتّى التهاب الحلق. وبعد سماعكم موجزاً قصيراً عن فوائده، قد يبدو لكم أنّه لا يوجد سوى حالات قليلة لا يمكن لخلّ التفاح علاجها. لكن قبل أن تبدؤوا بتجرّع كميّات كبيرة منه، تذكّروا أنّه من الأفضل استخدامه باعتدال، وأنّه ليس حلّاً لكلّ مشكلة صحيّة قد تعانون منها.

إذا كنتم تخطّطون لدمج خلّ التفاح في نظامكم الغذائيّ، فأوّل شيء ينبغي عليكم معرفته هو كيفيّة استهلاكه بطريقة صحيّة. (دعونا نقول من الآن: لا تشربوه كجرعة مركّزة).

حيث يخبرنا الدكتور روبرت براون، مؤلّف كتاب Toxic Home/Conscious Home في حديث له مع بوب شوغر قائلاً: "قبل أن تتجرّعوا خلّ التفّاح، من الضروريّ أن تقوموا بتخفيفه بالماء. فالخلّ وحده، كغيره من الأحماض الأُخرى، يمُكن أن يتلف بطانة المريء، وقد يؤدّي إلى التقرّحات، وإلى حالة التهاب المريء"، ثمّ يضيف قائلاً: "لكن لا تقلقوا حيال ذلك، إذ يمكنكم الحصول على الفوائد الصحيّة له عبر تمييع ملعقة أو ملعقتين كبيرتين من الخلّ في كوبٍ من الماء".

لكن ما الذي يفعله خلّ التفّاح بجسمكم تماماً ليكون علاجاً منزليّاً مثاليّاً؟ لقد تحدّثنا إلى عددٍ من الخبراء لمعرفة المنافع الأساسيّة التي يمنحها خلّ التفاح للجسم.

يساعد على علاج عسر الهضم وحرقة المعدة

خلال حديثها مع بوب شوغر، أخبرتنا طبيبة المداوة الطبيعيّة ميشيل وينشل أنّه في حين قد يبدو ذلك مُنافٍ للحدس، لكنّ تناول شراب التفّاح الطبيعيّ عندما تعانون من حرقة المعدة أو عسر الهضم يمكن أن يؤدّي إلى شعوركم بالراحة الفوريّة. كما أوضحت أنّ معظم حالات حرقة المعدة تنتج عن انخفاض حموضة المعدة، وليس ارتفاعها.

وقالت وينشل: "إنّنا نعيش في مجتمعٍ أناسه كثيرو المشاغل، ما يعني أنّنا نختبر بشكل مزمنٍ أعراض الجهاز العصبيّ الودي –التي قد تعرفونها باسم 'استجابة القتال، أو الهروب، أو التجمّد'. عندما يكون جسمنا في هذه الحالة، فلا يفرز ما يكفي من أحماض المعدة، وأنزيمات البنكرياس، والعصارات الأُخرى في الجهاز الهضمي. ثمّ تتابع: "لذا بدلاً من تحليل الطعام وامتصاصه، ينتهي المطاف به قابعاً ومتخمّراً في بطوننا، ممّا يؤدّي بالتالي إلى الشعور بالحرقة".

كما تقترح وينشل أيضاً خلط ملعقة أو ملعقتين من خلّ التفاح مع الماء وأخذها قبل 15 دقيقة من تناول الوجبة ليساعد على الهضم. وأوضحت أنّ "ذلك قد يساهم في تهيئة المجرى الهضميّ عبر تحفيزه على إفراز حمض المعدة، وإنزيم البنكرياس".

يساعد في الحفاظ على مستوياتٍ صحيّةٍ من السكّر داخل الدم

في حال لم يتم علاجه، قد يؤدّي ارتفاع مستويات السكّر في الدم إلى مشاكل صحيّة خطيرة تؤثّر على كلّ واحدٍ من أعضاء الجسم. لذا فقد تحدّثت بوب شوغر مع الممرضة المعتمدة "ريبيكا لي" وهي مؤسّسة موقع الموارد الصحيّة الطبيعيّة RemediesForMe.com، قائلةً: "يمكن للجميع الاستفادة من الحفاظ على مستويات طبيعيّة من السكّر لديهم"، مضيفةً: "يزيد خلّ التفّاح من كفاءة الأنسولين في تكسير السكريّات عند أكل وجبة غنيّة بالكربوهيدرات".

من جهته أيضاً، قال الدكتور براون: "أثبتت الدراسات أنّ خلّ التفاح قادر على خفض نسبة السكّر في الدم أثناء وبعد الوجبات". وأشار أنّه "بإمكانه أيضاً خفض نسبة السكّر في الدم عند شربه قبل النوم"، مضيفاً بأنّه يفيد في خفض مستويات السكّر في الدم لدى الأشخاص المصابين بداء السكريّ من النمط الثاني بشكلٍ خاصّ.

يخفض مستويات الكولسترول

أوضحت لنا الممرّضة ريبيكا أنّ البكتين؛ وهو عبارة عن كربوهيدرات معقّدة وألياف قابلة للذوبان موجودة في التفّاح وخلّه؛ مسؤولٌ عن خفض نسبة الكوليسترول. وقالت لبوب شوغر: "لدى البكتين العديد من الفوائد الصحيّة النافعة. والطريقة التي يتفاعل بها مع الكولسترول هي أنّ الكولسترول الضار يربط نفسه بالبكتين ثم يخرج من الجسم مع الفضلات".

ووفقاً للدكتور براون، أظهرت الدراسات أنّ حمض الخلّ يخفض مستوى الكوليسترول والدهون الثلاثيّة في الدم عند فئران التجارب. ثمّ قال: "لم يتبيّن بعد كيف يحدث ذلك، لكنّني أظن أنّ حمض الأسيتيك يجعل الدهون أكثر توافراً من النّاحية الحيويّة عن طريق تحويل كريّات الدّهون إلى جسيمات دقيقة للغاية". وبالمثل، قد يساعد الخلّ على إذابة الشرائط والصفائح الدهنيّة من جدران الشرايين؛ ممّا يقلّل بدرجة أكبر خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدمويّة، والنوبات القلبيّة، والسكتات الدماغيّة.

يمكن أن يساعد في مكافحة نزلات البرد المزعجة

أخبرتنا وينشل أن كوب خلّ التفاح المتبّل هو الخيار الذي تلجأ إليه دائماً عندما تشعر بوعكة صحيّة. وبينما تتوفّر اختلافات متعدّدة لتلك الوصفة، إلّا أنّها تقترح عليكم خلط ملعقة أو ملعقتين كبيرتين من خل التفّاح الطبيعيّ، وفص ثوم مسحوق طازجاً، مع إنش ونصف من الزنجبيل الطازج، إلى جانب القليل من الكركم الطازج. إذا لم يكن لديكم مشكلة بالمذاق الحارّ، تنصحكم وينشل بإضافة رشة من الفليفلة الحمراء الحريفة إليه بغية "رفع حرارة المشروب وزيادة خواصّه المضادة للميكروبات".

ثمّ تضيف قائلةً: "إنّه مزيج حادّ الطعم، لذا فإنّ إضافة بعض العسل الخام إليه لا يساعد على جعله مستساغاً أكثر وحسب، بل يتمتّع العسل الخام هو أيضاً بخصائصه الشافية والمناسبة جدّاً لعلاج الحلق المتخدّش".

قد لا يكون الخلّ هو العلاج المعجزة بالمعنى الحرفيّ للكلمة، لكنّكم ستجنون فوائد إضافته إلى نظامكم الغذائيّ حتماً.

Latest Career & Money