ماذا يحصل عند شرب عصير عشبة القمح كلّ يوم?
جرّبتُ شرب عصير عشبة القمح يوميّاً على مدى أسبوعٍ كامل، وإليكم النتيجة
يُشيد الكثيرون بعشبة القمح معتبرينها واحدة من الأغذية الخارقة، ويتمّ جمع هذه العشبة من براعم نبات القمح المُورقة حديثاً. كما سبق لي وأن رأيت لافتات تروّج لمزاياها التي لا تعدّ ولا تحصى في متاجر العصير المنتشرة عبر أنحاء البلاد – فهي تخلّص الجسم من السموم، وتقوّي النظام المناعيّ، وتُعزّز إشراقة البشرة، وتمنح الشعر لمعاناً، والكثير غير ذلك.
كنت أشرب العصير الأخضر المركّز المستخرج من تلك العشبة بشكلٍ متقطّعٍ طيلة سنوات، وغالباً ما يكون ذلك بعد شرب الكثير من المارغريتا في اللّيلة السابقة أو عند تناول الكثير من الأطعمة الدهنيّة. أعلم أن خبراء الصحّة يدّعون أنّنا نحتاج إلى جرعة يوميّة منه لتحقيق الفائدة القصوى، لكنّني سأكون صريحة معكم – طعم هذا العصير غير مستساغٍ أبداً. فمذاق عشبة القمح، كما يوحي اسمها، مثل العشب تماماً. لذا وبما أنّه يصعب عليّ بلعه، أقوم بتركه عادة إلى الفترات التي أشعر فيها بأنّني مشوّشة أو مرهقة.
لكن وبعد أشهر من قراءتي عن هذا المنشط المعدّ من الأوراق وكيف يُمكن أن يكون علاجاً معجزة في كوبٍ زجاجيٍّ صغيرٍ (فشرب أونصة واحدة منه يعادل أكل كيلو ونصف من الخضروات)، قرّرت أن أجرّبه بشكلٍ مكثّفٍ وأن آخذ كوباً واحداً صغيراً كلّ صباح لمدة سبعة أيام. كنتُ أشربه في مكان تحضيره عقب إعداده فوراً، كما نصحني رجل في متجر العصير بأن أتجرّع هذا الإكسير على معدة خاوية لأتجنّب الغثيان، وأتمضمض به قبل بلعه. لم أتحمّس إطلاقاً لفكرة اختبار طعمه فترةً أطول من التي أحتاجها، لكنّي فعلت كما قال.
كيف كانت النتيجة؟
ساعدني في الهضم. كنت دائماً أحسد الناس الذين يذهبون لقضاء الحاجة في نفس الوقت كلّ صباح بدقّة الساعة. فبالنّسبة لي، كان الأمر معتمداً على التخمين عموماً، كما كانت الضغوط التي يتعرّض لها جسمي مثل السفر أو بعض الأطعمة المعيّنة تخلّ بتوازني أكثر. لكنّني اكتشفت من اليوم الثاني أنّ عشبة القمح ساعدتني باضطّراباتي الهضميّة. فلم أكن أعاني من أيّ نفخة (حتى بعد تناول طبق كامل من الجبن على العشاء في إحدى الأمسيات)، وكنتُ أذهب إلى دورات المياه بانتظام كلّ يوم (وأخيراً!).
شعرتُ بحاجة أقل للكافيين. عندما يتعلّق الأمر بالقهوة، فأنا من الفتيات اللّواتي يشربن كوبين في اليوم – وأحياناً ثلاثة أكواب إذا أطلت السهر حتى وقتٍ متأخّرٍ من اللّيل. لكنّ هذا العصير الصباحي مدّني بسيلٍ متواصلٍ من الطاقة طوال اليوم، ووجدت نفسي أستهلك كميّة أقل من الكافيين مع مرور الأسبوع. بحلول اليوم السابع، أصبح روتين الصباح مكوّناً من عشبة القمح والشاي الأخضر بدلاً من الإفطار المعتاد الذي يحتوي على 24 أونصة من تلك الحبوب الداكنة المحمّصة.
شعرت بامتلاء لثّتي أكثر. كان هذا أثراً جانبيّاً إيجابيّاً لم أكن أتوقّعه، لكنّني لاحظت أنّ لثّتي أصبحت ممتلئة وصحيّة أكثر بحلول نهاية الأسبوع. ربّما كان هذا الرجل يعرف شيئاً عن ذلك عندما أوصاني بالمضمضة بالعصير في فمي أوّلاً. (فقد كنت مقتنعةً إلى حدٍّ ما بأنّه كان يقوم بمقلبٍ مزعج).
على الرغم من أنّني استمتعت بما أحسست به بدنيّاً، إلا أنّني لم أستسغ مذاقه أبداً. فبينما تُخفّف ماركات العصائر المعلّبة من حدّة المشروب بنكهة اللّيمون أو الزنجبيل أحياناً، إلّا أنّه ليس هنالك ما يقلّل من مرارته عندما يكون طازجاً من العصّارة. كنتُ أُلحقه بشربة أناناس كلّ يوم، لكنّ ذلك لم يؤثّر على ترقّبي لطعمه العشبيّ.
هل سأواصل شربه؟
بالطّبع سأفعل. فإن كان جسدي قد اختبر هذه النتائج الرائعة بعد أسبوعٍ واحدٍ فقط من استهلاكه، يُمكنني أن أتخيّل إذاً تأثيره عليّ بعد ستة أشهر من الآن. قد تكون المتابعة على شرب كوبٍ واحدٍ كلّ يوم أمراً صعباً، لكن يمكنني بالتأكيد الالتزام بثلاث أو أربع مرات أسبوعيّاً. علاوةً على ذلك، أحببت فكرة قطع الكافيين والحصول على الطاقة من مصدر غذائيّ صحّي أكثر ولا يسبّب الإدمان. وبالرغم من أنّه لن يغنني عن اتّباع نظام غذائيّ صحّي، إلا أنّني سأشعر براحةٍ نفسيّةٍ عندما أعرف أنّني أحصل على جرعة مركّزة من الفيتامينات، والمعادن، ومضادّات الأكسدة في بلعة واحد.
آمل فقط أن أعتاد على طعمه في نهاية المطاف.