Skip Nav

ماذا يحدث لجسمكم عند التوقف عن أكل الجبن؟

أقلعت عن عشقي الشديد للأجبان وما زالت معدتي تشكرني على ذلك حتّى الآن

Photographer: Lauren PerlsteinNo Restrictions: Internal and Editorial use approved. OK for Native and co-branded use.
Source: POPSUGAR Photography / Lauren Perlstein

لم أكن أعتمد على الجبن وحسب في طعامي، بل كان الشيء الوحيد الذي لا يمكنني الاستغناء عنه حقيقةً. فدائماً ما أتذكّر كيف كان الجبن العنصر الرئيسيّ في كلّ واحدة من وجباتي. حيث كنت أتناول الجبنة السائلة، والجبنة السويسريّة، وجبن مونستر، وجبنة الموتزاريلا، ولم يكن هناك حدود لشهيّتي على الجبن... إلى أن ثار عليّ بطني أخيراً. فقد رافق إدماني طويل المدى على الجبن الكثير من اضطرابات المعدة. لكن بعد أن أُصبت بألمٍ امتدّ لأيّام، أحسستُ أنّ الوقت قد حان لمواجهة نفسي بالسؤال الذي كنت أتجنّبه لفترة طويلة جدّاً: هل أنا بحاجة للإقلاع عن أكل الجبن؟

يُمكنكم القول أنّني قد وصلت إلى حدود غير معقولة في إكثاري من الجبن، إن كان ذلك ممكناً أصلاً. ومنذ حوالي الخمس سنوات تقريباً، أوصاني طبيب الجهاز الهضميّ بأن أقطع منتجات الألبان الحيوانيّة، لكن باعتبار أنّي كنتُ حينها فتاة جامعية تعشق تناول شطائر "تاكو بِل" في وقت متأخر من اللّيل، اعتبرت تعليماته اقتراحاً غير ملحّ نهائيّاً، ورفضتها بأدب. أمّا الآن، وفي سعيي المتكرّر لعيش حياةٍ أكثر مسؤوليّة، قرّرت بأنّ الوقت قد حان لاتّخاذ تلك الخطوة فوراً.

لذا اتّجهت للحليب غير الحيواني قبل بضعة أشهر، وقطعتُ لبن الزبادي الحيوانيّ في الوقت ذاته، مع ذلك كان الجبن هو نقطة ضعفي. ولن أكذب عليكم، لم تُرضي الأجبان الخالية من المشتقّات الحيوانيّة شهيّتي. لكن بعد أن قضيت أيّاماً كثيرةً وأنا أعاني من الألم المضاعف في العمل خلال فترة ما بعد الظهيرة، عدا عن الهرولة بسرعة أحياناً من أجل الوصول إلى شقتي ودخول بيت الخلاء، إلى جانب انتفاخ معدتي بشكلٍ كبيرٍ وعدم قدرتي على إغلاق أزرار بنطالي، قرّرت أنّ أفضل طريقة للانطلاق هي ليست في الامتناع عن منتجات الألبان الحيوانيّة، بل بأخذ أقراص اللَّكتاز على نحوٍ مستمرٍّ لتجنّب الأعراض النّاتجة عن عدم القدرة على تحمّل اللّاكتوز.

كان هذا هو الحلّ المثاليّ بالنّسبة لي؛ إذ لم أكن مضطرّة للتخلّي عن حبي للجبن، بل كان عليّ فقط تناول حبة دواء بيضاء صغيرة مع اللّقمة الأولى من الوجبة أملاً بأن تجنّبني آلام المعدة. كانت فعّالة إلى حدٍّ ما، لكن لاختبار تلك الحمية الخالية من الألبان الحيوانيّة بشكلٍ كليّ، كان عليّ قطع الجبن تماماً (بكلّ معنى الكلمة)، وهذا ما قمتُ به. لذا فقد امتنعت عن الجبن لمدّة أسبوع كامل ولأوّل مرّة في حياتي طلبتُ وجبات غداء دون أن يرافقها أيّ من أنواع الجبنة. وإليكم التغييرات الفوريّة التي لاحظتها:

نفخة البطن

سابقاً، كانت معدتي تنتفخ كالبالون بمجرّد أن أتناول لقمة واحدة من الوجبات الغارقة بالجبن. لم يكن ذاك شعوراً مريحاً أبداً، وكان مؤلماً للغاية، إضافة إلى العامل الأكثر وضوحاً: وهو أنّ مظهره لم يكن جميلاً! لذا كنت آمل من خلال التخلّي عن الجبن أن تتفرّغ معدتي من الغازات كما لو أنّني وخزتُ ذاك البالون بدبّوس، وهذا فعلاً ما حصل معي. فعندما توقّفت عن استهلاك الجبن بتلك الكميّات الكبيرة، لم تنتفخ معدتي أبداً إلى مرحلةٍ تبدو فيها وكأنّها ستنفجر ولا يمكنني إغلاق الأزرار عليها كما كان الحال عليه في الماضي. لقد أصبح بطني مسطّحاً من جديد!

الذهاب لقضاء الحاجة

إذا كنتم تشعرون بالقرف من الحديث المرتبط بالدخول إلى دورات المياه، فتخطّوا هذه الفقرة بالكامل. أمّا إن لم يكن لديكم مشكلة، فتابعوا القراءة إذاً! كما ذكرتُ لكم سابقاً، كان الجبن يتسبّب لي بالآلام المعديّة الشديدة، والتي عادةً ما كانت تجلعني أهرع إلى بيت الخلاء. لكن مع غياب الجبن، لم يكن هناك اضطرابات معويّة، وخاصّة بالنسبة لشخص مثلي يتبع نظاماً غذائيّاً غير متنوّع وانتقائيٍّ جدّاً، لذا فقد أصبحت أعاني من قلّة دخول دورة المياه، لكن ليس بشكلٍ غير صحيٍّ على الأقلّ. مع امتناعي عن أكل الجبن، كان عليّ إدخال المواد الغذائيّة التي من شأنها أن تساعدني في الذّهاب إلى دورة المياه؛ مثل الخوخ المجفّف، وحبوب السيريال الغنيّة بالألياف بغية تحريك الأمعاء.

الأفكار الختاميّة

لا يستطيع أحد أن يُشخِّص لنفسه إصابته بالحساسيّة، لذا ننصحكم باستشارة الطبيب بدايةً قبل إجراء أيّ تغييرات جذريّة على نظامكم الغذائيّ. ثانياً، رغم أنّ الأمر قد استغرق منّي بعض الوقت، لكنّني تعلّمت أنّه من الممكن الاستمتاع بالساندويش أو الوجبات الإيطاليّة دون الجبن. وأيضاً، لن يُطلق عليكم أحد الأحكام؛ لا عامل المطعم ولا حتّى الأشخاص الواقفون هناك. الحميّة الخالية من الجبن ممكنة التطبيق فعلاً، وربما تشتاقون خلالها للبيتزا العاديّة، والجبنة المشويّة، والكويساديلا. لكن بالنسبة لي، لم يكن ذلك يستحقّ الشعور المستمرّ بالانزعاج وعلى نحوٍ يوميّ.

Image Source: POPSUGAR Photography / Lauren Perlstein
Latest Career & Money