لهذا السبب ينبغي على الجميع تجربة تناول الطعام بمفردهم خارجا
لهذا السبب أعشق تناول الطعام بمفردي في الخارج وأنصحكم بتجربة الأمر بأنفسكم أيضاً

قد تبدو التجربة كئيبة، لكنّها في الواقع أفضل طريقة لتناول الطعام. إذ لستم مضطّرين هنا إلى مواصلة الحديث، وليس عليكم مشاركة طبقكم مع أحد، ولا يوجد ما يشتّت انتباهكم، ويمكنكم التركيز على أهم شيء؛ وهو الطعام. أليس ذلك هو السبب الأساسيّ الذي قصدتم المطعم لأجله أصلاً؟ بقدر ما أستمتع بوجود رفاق ممتعين مع الوجبات اللّذيذة، لكن من الجّيد أن نكون قادرين على الفصل بين الاثنين في بعض الأحيان. حيث باستطاعتكم حينها الاسترخاء والحصول على بعض الوقت لتأمّل أفكاركم بأنفسكم. ولعلّ مشاهدة النّاس هو الجزء الأروع فعليّاً. كما أنّ المحادثات المحيطة بكم ستكون مصدر ترفيه بحدّ ذاتها.
في المرّة الأولى التي ذهبت فيها إلى أحد المطاعم بمفردي، كنت أمرّ بواحدة من الأيام السيّئة بالنّسبة لي. قد تعتقدون أنّ تناول الطعام دون وجود رفيق لن يؤدّي إلا إلى تفاقم الحالة، لكنّه في الواقع ذو تأثير علاجيّ. آنذاك، لم أكن أريد التحدّث إلى أحد وأردت أن أنعزل عن العالم بينما كنت أتناول وجبتي. لم أكن أجيب على رسائل أحد ولم أتصفّح حسابي على الإنستغرام. كنت هناك وحدي مع طبقٍ من سباغيتي الكاربونارا. لا شكّ أنّه يمكن للكربوهيدرات حلّ أيّ مشكلة حقّاً لكن كان من الرائع أيضاً أن أستمتع بطعامي دون وجود أحد آخر يشوّش عليّ. بعدها غادرت المطعم بمزاجٍ أفضل بكثير.
لا يهمّ إن كان المكان منفذاً شعبيّاً لتناول البيتزا أو مطعماً فاخراً حاصلاً على نجمة ميشلان. فأنا أراهن أنّه لا يمكنكم حقاً الاستمتاع بشريحة البيتزا أو طبق الطعام أمامكم إلا عندما تكونون بمفردكم. علاوةً على ذلك، قد يتوفّر لديكم خيار الجلوس على البار وعندها لن يكون عليكم الانتظار طويلاً لوصول الوجبة. من المؤكّد أنّكم قد أكلتم وحدكم في المنزل كثيراً. فما الفرق هنا إذاً؟.
تتجلّى اللّحظة الأكثر إحراجاً في الأمر حقيقةً عندما يسألكم النّادل عمّا إذا كنتم تنتظرون شخصاً آخر ـ لكنّهم هم الذين يشعرون بعدم الارتياح حيال ذلك عادةً. سيسير كلّ شيء على خير ما يرام بعد تخطّي هذه العتبة. يجب أن تضعوا في اعتباركم أنّه ما من داعٍ للشّعور بالارتباك. فلا أحد منشغل بإطلاق الأحكام عليكم – حسناً باستثناء شخص ما هناك، لكن من يهتمّ لأمره؟ أنتم تتناولون وجبة لشخصٍ واحدٍ ولا أحد مدعو للجلوس معكم.
لذا في المرّة القادمة التي تشتهون فيها أكل وجبة لذيذة ولا تجدون من يرافقكم، جرّبوا تناول الطعام بمفردكم خارجاً . قد تجدون أنّكم تفضّلون هذه الطريقة أكثر من غيرها حتى.