Skip Nav

لهذا السبب عليكم حذف مواقع التواصل الاجتماعي من هواتفكم

حذفت تطبيق الفيسبوك من هاتفي نهائيّاً، وهذه الخطوة غيّرت حياتي بالكامل نحو الأفضل

قبل بضعة أسابيع، اتّخذت قراري بحذف تطبيقي الفيسبوك والإنستغرام من هاتفي، دون تخطيط مسبق أبداً. لم أحذف حساباتي، لأنّني ما زلت استخدمها للعمل، لكنّني توقفت فترة عن الاستخدام الشخصيّ للتطبيقات. لم تلهمني أيّ مقالة أو دراسة للقيام بذلك حقيقةً؛ إذ لم أعد أطيق التصفّح المستمرّ أكثر من ذلك. في العقد الذي اقتنيت خلاله جهاز آيفون، صرت ألاحظ أن عاداتي قد تغيّرت –نحو الأسوأ-- بشكل كبير. فقد أصبحت مدمنةً على تطبيق الفيسبوك؛ فصرتُ أتفقّده من أوّل ثانية أستيقظ فيها (ما يؤدّي بالتالي إلى استخدامه بعد ذلك لساعة كاملة)، وفي كلّ لحظة فراغ، وأحياناً لساعات بعد العمل. بعد أن أقرأ عدداً هائلاً من الأخبار المحبطة على الفيسبوك، كنت أنتقل إلى الإنستغرام، وأتصفّحه حتى أسأم من فيديوهات وصور الأصدقاء والمشاهير الذين يعيشون حياتهم بالشّكل الأفضل، ويبدون أكثر صحة وسعادة منّي. لذا أقلعت عن تلك العادة فجأة. لم أكن أعرف ما الذي سيحدث أو كيف سأشعر حيال ذلك، غير أنّي أدركت بالتّأكيد أنّ أيّ شيء سيكون أفضل من الوضع الحالي للأمور. وإليكم ما لاحظته:

لا أفتقدهما.

تساءلتُ في نفسي إذا كنت سأختبر الرّغبة باستخدامهما، لكن لم يحصل ذلك. ولأنّني أعمل في المجال الإعلاميّ، كنت أخشى أن أفوّت الأخبار المهمّة إذا لم أبقَ متابعة لمواقع التواصل الاجتماعيّ على نحوٍ دائم. إلا أنّ الحقيقة هي أنّني ما زلت على اطلاع بما يحدث، دون الحاجة إلى الفيسبوك أو الإنستغرام في هاتفي. ولعلّ الأفضل من ذلك هو أنّي أشعر أنّ عينيّ وأذنيّ أصبحتا منفتحتين أكثر للاستماع إلى ما يتحدّث النّاس عنه في الشارع وما هي القضايا التي يهتمّ بها أصدقائي وعائلتي. ما زلتُ قادرة على التفاعل مع الأخبار دون أن تحيط بي في كلّ مكان.

فمع كلّ مرّة كنت أفتح الإنستغرام فيها، كنت أقلق من ناحية أنّني لم أكن أعيش حياتي حقّاً إن لم أنشر ذكرى موثّقة علناً على الإنستغرام. لذا فقد حرّرني التوقف عن قضاء ساعات في النّظر إلى حياة الآخرين من إشغال بالي بعيش حياتي بطريقة أكوّن فيها ذكريات تستحقّ التصوير.

أشعر بسلامٍ داخليٍّ أكبر بكثير من قبل.

بدون شبكات التواصل الاجتماعيّ، لاحظت مدى اتّساع العالم الحقيقيّ. فعيناي الآن مفتوحتان على العالم الحقيقيّ من حولي، ولست منشغلة ببعض الخوارزميّات التي تنقل لي الأخبار والصور التي تعرف أنّني سأنقر عليها. مدّني ذلك في الواقع بالكثير من السلام وبالأمل للبشريّة. كما أنّ المتابعة الأقل للأخبار تقلّل الهوس بالذّات. إذ لم يعد عليّ أن أقارن أو ألوم نفسي. بدلاً عن ذلك، صار بإمكاني أن أصرف طاقتي في تقديم الحب والدّعم لمن حولي؛ ممّا جعلني أشعر بالسّعادة أكثر من الإحساس بالعجز النّاتج عن الخوف.

أصبحت أقضي أوقات الفراغ بممارسة الأنشطة الصحيّة.

تعلّمت مؤخّراً "التأمّل التجاوزي"، لذا، وبدلاً من أن أشعر بالهلع لقراءة عناوين الأخبار منذ اللّحظة التي أستيقظ فيها، بتُّ أجلس الآن بهدوء لمدّة 20 دقيقة كي أشعر بالاستقرار الذهنيّ لبقيّة اليوم. أصبح بإمكاني الاسترخاء والانتباه إلى انتظام تنفّسي، لم أعد تلك السيّدة المنهكة والمتوتّرة دائماً. لقد بدأت أيضاً بتناول وجبات الطعام بعيداً عن الشّاشات. كما أستمع إلى البودكاست الإيجابيّ والداعم للمعنويّات وأنا أطبخ أو أقوم بتنظيف منزلي (وهنا أتوجه بالشّكر لبودكاست تارا براتش المتخصّص بالتّركيز الذهنيّ). وإذا شاهدتُ التلفاز، فأختار كلّ ما له علاقة بالكوميديا.

لقد كانت تجربتي إيجابية جدّاً في إزالة تطبيقي التواصل الاجتماعيّ هذين من هاتفي، ولا أستطيع القول بأنّني سأندفع إلى إعادة تنزيلهما في أيّ وقت قريب أبداً. فأنا أعمل الآن بسعادة للوصول إلى حالة الصفاء الروحيّ الكامل، وإلى أن أكون أكثر لطفاً، وأكون إنسانةً مُحبّةً أكثر، كما أنّني أعدّ الأيام لقدوم الانتخابات المقبلة.

لمزيد من المعلومات حول الطرق التي يؤثّر بها استخدام مواقع التواصل الاجتماعيّ على الصحّة النفسيّة، اطلعوا على مقالة (6 طرق تؤثّر بها مواقع التواصل الاجتماعيّ على الصحّة النفسيّة) التي نشرتها مجلّة فوربس، ومقالة (لم قد يكون الإنستغرام أسوأ شبكات التواصل الاجتماعيّ على الصحّة النفسيّة) التي نشرها موقع تايم.

أفضل التطبيقات المجانية للصحة النفسيّة
كيف يمكنكم تنسيق الممتلكات الشخصيّة
مغادرة مجموعات الأمهات على الفيسبوك
Latest Career & Money