Skip Nav

لهذا السبب أوقفت تشغيل الإشعارات لتخفيف التوتر والقلق

أوقفت أكثر الإشعارات إرهاقاً بالنسبة لي، وبعد أسبوعين، شعرت بأنّني أكثر راحة وهدوءاً بالفعل


لم يكن يزعجني أبداً في السابق تلقّي رسائل البريد الإلكتروني بعد ساعات من انتهاء دوامي الرسمي. وذلك لسبب واحد، أنّها تمثّل جزءاً أساسيّاً من المهام اليوميّة عندما تقرّرين العمل في مجال الإعلام؛ وهم يقصدون ذلك بالفعل عندما يقولون أنّ دورة الأخبار لا تنتهي أبداً. إضافة إلى ذلك، وكون أنّني أعيش في دبي، فقد اعتدت على تلقي إشعارات الأخبار من زملائي الذين يقيمون في بعض المناطق الزمنيّة المختلفة عنّي. لذا، لطالما تصفّحت رسائلهم عبر تطبيق Slack في الصباح الباكر أثناء قدومي إلى العمل، وأحاول المشاركة ببعض الأفكار بينما كنت أستعدّ للبدء بيوم العمل الطويل الذي ينتظرني.

مع مرور الوقت، وبعد بضعة أشهر حيث لم يعد لدي أيّ تنقّلات فعليّاً. الآن عندما أتلقى بريداً إلكترونيّاً في الساعة الـ7 صباحاً أو بعد ظهر يوم السبت، لا يوجد ما يمنعني حقاً من إخراج حاسوبي المحمول وتصفّحه مباشرة. وحتى لو بقي الحاسوب مغلقاً، يبدو الأمر كما لو أنّ إشعار الرسالة ما يزال يطنّ في الجزء الخلفي من عقلي، ويحتاج إلى التعامل معه.

ما يزيد الأمر صعوبة أنّه بعد أشهر من العمل من المنزل الآن، لم يعد التوازن بين العمل والحياة الشخصيّة موجوداً نهائيّاً. لقد كنتُ أؤجل لحظة التوقّف عن العمل مراراً وتكراراً (من السهل جدّاً القيام بذلك عندما تكونين في المنزل طوال اليوم)، الأمر الذي يتركني في حالة من الإرهاق والإجهاد طوال الليل. في صباح اليوم التالي، يبدأ القلق قبل أن أنهض من السرير حتّى، عندما أطفئ المنبّه وأول شيء أراه هو رسائل البريد الإلكتروني وإشعارات تطبيق Slack. ثم أنظر إلى مكتبي، المكان الذي سأجلس عليه لمدة ثمان ساعات قادمة، حيث يكون حاسوبي مستعدّاً لسلبي كلّ طاقتي حقّاً. أتعلّم أنّه عندما تعملين في نفس المكان الذي تنامين، وتأكلين، وتتمرّنين، وتسترخين فيه، تشعرين وكأنّ حياتكِ كلّها صباح يوم أحد لا نهاية له مع عدم وجود عطلة نهاية أسبوع قريبة أبداً.

أخيراً، عندما بدأ القلق يتخلّل عطلات نهاية الأسبوع وأيام إجازاتي السنويّة، قرّرت أنّ شيئاً ما يجب أن يتغيّر. لم تكن طريقة العمل هذه مستدامة أبداً بالطبع؛ لا يمكن أن أكون متوترة بهذا الشكل طوال الوقت. وأدركت أنّ هنالك حلاً سهلاً بالفعل، على الأقل جزئيّاً، والذي يتضمّن القيام بضع نقرات على هاتفي المحمول.

قمت بإيقاف إعدادات الإشعارات على هاتفي، وبدءاً من إعدادات تطبيق Slack، بدأت بإيقاف تشغيلها واحدة تلو الأُخرى. الفيسبوك؟ إيقاف. تويتر؟ إيقاف أيضاً. البريد الإلكتروني؟ تردّدت قليلاً ثم نقرت على خيار الإيقاف أيضاً. شعرت بزوال الضغط رويداً رويداً مع كلّ نقرة أقوم بها. تم إيقاف تشغيل أيّ إشعار تسبّب في حالة التوتّر لدي، بدءاً من العمل ووصولاً إلى مواقع التواصل الاجتماعي. التطبيقات الوحيدة التي سمحت لها بمواصلة إزعاجي هي التطبيقات الأساسيّة، مثل الرسائل النصيّة والمكالمات الهاتفيّة، أو تلك التي كانت ممتعة للغاية، مثل يوتيوب وتيك توك. وبهذه الطريقة، أصبح هاتفي هادئاً تماماً.

في الأسبوعين التاليّين، حدث شيء غير متوقّع. إذ قبل ذلك، بالكاد كنت ألاحظت عادتي في حمل هاتفي من غرفة إلى أُخرى، ووجوده المستمر بجانبي جعل من السهل إلقاء نظرة عليه باستمرار، والنظر إلى إشعاراته، والتنقّل بين رسائل البريد الإلكتروني، وتصفّح مواقع التواصل الاجتماعي. لكن الآن، ونظراً لعدم إزعاجه لي طوال الوقت، لم يعد هنالك سبب وجيه لأخذه معي وإبقائه على بعد شبر واحد من يدي طوال اليوم. بات بإمكاني الآن البقاء لساعات دون النظر إلى هاتفي، وأحياناً أتركه في غرفة أُخرى أو أتركه على وضعيّة "الصامت" طوال اليوم. عند الانفصال عن أكثر إشعاراتي إرهاقاً، أصبحت أيضاً أقل اعتماداً على هاتفي بشكل عام.

نعم، ما تزال هنالك أيّام أحتاج فيها إلى التحقّق من بريدي الإلكتروني أو قراءة رسائلي بعد العشاء، لكنّني أحاول أن أكون على دراية مسبقة بذلك حتى أتمكّن من التخطيط والتصفّح في أوقات معيّنة، بدلاً من البحث باستمرار عن الإشعارات. بالتأكيد، أدّى ذلك إلى التأخّر في قراءة أو الردّ على بعض رسائل البريد الإلكتروني، (قمت بتسجيل الدخول بالأمس لأجد أنّني قد تأخرت بالفعل عن الاجتماع... عفواً)، لكن الأمر يستحق ذلك بسبب ما يحدث عندما أقوم أخيراً بالاستلقاء للنوم طوال الليل. أغلقت حاسوبي المحمول وأنا أعلم أنّه لا يمكن الوصول إلي إلّا إذا اخترت أنا ذلك، ممّا يعني أنّه خلال الساعات القليلة القادمة، سيكون وقتي ملكاً لي حقّاً، مع عدم وجود هاتف يذكّرني بمسؤوليّاتي من التاسعة صباحاً إلى الخامسة مساءً في اليوم التالي.

أقضي الكثير من الوقت في هذه الأيام خائفةً من عدم قدرتي على التحكم في أيّ شيء، ممّا جعل هذا التمرين القليل للسيطرة والتحكّم يبدو جيّداً حقاً خاصةً عندما يؤدّي إلى قضاء وقت أقلّ على هاتفي أو التفكير في العمل. وعلى الرغم من أنّ إيقاف تشغيل الإشعارات لم يخلّصني من التوتر والقلق بشكل كامل، إلّا أّنني أشعر أنّ وضع هذه الحدود البسيطة قد ساعدني في استعادة المزيد من التحكم في وقتي، وطاقي، وحياتي.

للمزيد من المقالات، والمقابلات، والنصائح حول الصحة والعافية، انقري هنا.

Image Source: Shutterstock
Latest Career & Money