لماذا يفيد التواجد بجوار الماء بالصحّة
الجلوس بجانب الماء مفيدٌ للصحّة، لذا لا تتردّدوا بحجز إجازتكم الشاطئيّة التي تحتاجونها بشدّة على الفور

فقد وضّح لنا الدكتور نيكولز كيف أنّه يمكن لمجرّد رؤية الماء أن تحفّز طوفاناً من المواد الكيميائيّة-العصبيّة التي تزيد من تدفّق الدم إلى الدماغ والقلب، ونتيجة لذلك فهي تعزّز الصحة العامّة والشعور بالاسترخاء. لكنّ منافعها لا تتوقّف عند هذا الحد نهائيّاً. بل يتمتّع صوت الماء أيضاً بتأثيرات مهدّئة مُماثلة، فيما تبيّن أنّ غمر الشخص لنفسه بالماء يساعد على علاج مجموعة متنوّعة من الأمراض العصبيّة، والجسديّة، إلى جانب دوره في تحسين الصحّة النفسيّة.
وقال الدكتور نيكولز: "تحقّق العلاقة طويلة الأمد مع الماء، والتي تتمّ من خلال أنشطة مثل ركوب القوارب والرياضات المائيّة، فوائد هائلة من النّاحية الإدراكيّة، والعاطفّية، والنفسيّة، والاجتماعيّة، والروحيّة"، ثمّ يتابع: "كما تُقدّم هذه الأنشطة منافع إيجابيّة إضافيّة تتجلّى بالتمرينات والوقت الاجتماعيّ الذي يقضيه الشخص مع الآخرين في إطار الأماكن المفتوحة الرائعة".
لا يهمّ هنا نوع الرقعة المائيّة، سواء كنتم بجوار محيط، أو بحيرة، أو كنتم تطفون حتّى في بركة سباحة. لكنّ المشاركة في الرياضات المائيّة؛ مثل ركوب الزوارق، يمكن أن ترتقي بمزايا التجربة وأن توفّر "حالة ذهنيّة زرقاء"، وفقاً للدكتور نيكولز. "الحالة الذهنيّة الزرقاء" هي بمثابة حالة تأمليّة يمكن أن تجلب مشاعر الهدوء، والسكينة، والتوحّد مع الكلّ، والسعادة العامّة. هذا يتناقض مع "الحالة الذهنيّة الحمراء" التي تتّسم بمشاعر التوتّر، والقلق، والخوف. يُمكن أن نعتبرها الحالة التي نختبرها نحن على الدوام بسبب نمط الحياة المعاصر. ويضيف الدكتور: "يمثّل القارب أعظم تقنيّة تمّ اختراعها لبلوغ عالمٍ واسعٍ من فوائد الحالة الذهنيّة الزرقاء على الماء، والهروب من الوضعيّة الذهنيّة الحمراء المتمثّلة بالحياة القلقة والمشتّتة على اليابسة".
إذاً، هل يعني ذلك أنّه ينبغي عليكم حجز عطلةٍ للذهاب إلى الشاطئ؟ بالطبع. فبحسب استطلاع لموقع Discover Boating أجرته شركة الأبحاث Wakefield Research، يقول أربعة من كلّ خمسة أشخاص أنّ تواجدهم قرب الماء يصيبهم بالاسترخاء، فيما يشعر 72% منهم أنّهم أصبحوا أكثر صحّة بعد قضاء الوقت في الماء. كما يُضاف إلى ميزاته الأُخرى أنّ العديد من المسافرين يحاولون الابتعاد عن نمط الحياة الصاخب عبر الذهاب لوجهة مائيّة مريحة للنفس.
يختتم الدكتور نيكولز حديثه بالقول: "إنّ الامتناع عن القيام بفعل أيّ شيء؛ مثل الاستلقاء على الشاطئ، أصبح فنّاً مفقوداً في مجتمعنا المتّصل بالإنترنت دائماً"، ويضيف: "لكنّه بات الآن أكثر أهميّة من أي وقت مضى لأنّ الساعات التي نقضيها في الطبيعة؛ خاصّةً عندما يكون فيها مساحة مائيّة، تعتبر طريقة قيّمة للتخفيف من ضغوط المعيشة والعمل في إطار الحياة الحديثة".
في المرّة القادمة التي لا تستطيعون فيها اتّخاذ القرار فيما إذا كان عليكم أخذ إجازة أنتم بأشدّ الحاجة إليها، قوموا بهذه الخطوة من أجل صحّتكم.