لماذا تُضرب المدافع عن الإفطار في رمضان؟
سؤال سريع: لماذا تُضرب المدافع عند الإفطار في رمضان؟
لطالما كان ضرب المدفع جزءاً أساسيّاً من تقاليد شهر رمضان في جميع أنحاء العالم. فمع نشأتي في مصر، كانت العائلة بكاملها تجتمع حول التلفاز عندما لم يكن هنالك سوى القناتين الحكوميّتين فقط، وتنتظر بفارغ الصبر حدث ضرب المدفع لإعلامنا بحلول وقت الإفطار. وحتّى بعد أن تزوجت، واصلنا أنا وزوجي التقليد ذاته هنا في الإمارات العربيّة المتحدة، حيث نجلس على الأريكة كالمعتاد، في انتظار صوت المدفع معلناً نهاية صومنا كلّ يوم.
فمن أين جاء هذا التقليد إذاً؟ يعتقد بعض المؤرّخين بأنّه يعود إلى القرن العاشر الميلادي في مصر، عندما أمر الخلفاء الفاطميّون بوضع مدفع على هضبة المقطم في القاهرة حتى يسمع جميع المسلمين صوته عند موعد الإفطار، ممّا يشير إلى حلول الوقت لكسر صيامهم. غير أنّنا نمتلك الساعات الآن، فما هي فائدته في الوقت الحاضر؟ اسألوا أيّ مسلم لتسمعوا الإجابة ذاتها؛ تقاليد شهر رمضان. إنّنا نحبّها حقّاً، وسنحتفظ بها أيضاً.
أمّا في دبي، فقد استمرّ هذا التقليد إحياءً للذكريات الخالدة للإمارة في بداية نشأتها. إذ ما يزال فريق إطلاق المدفع يرتدي الزيّ التقليديّ ذاته الذي كان يرتديه منذ عقود.
يتم إطلاق حوالي 180 قذيفة مدفعيّة في دبي خلال شهر رمضان وعيد الفطر. حيث تُطلق اثنتين منهم احتفالاً ببداية الشهر الفضيل، واعتباراً من اليوم الثاني، يتم إطلاق ضربة مدفعيّة واحدة كلّ يوم. ثم تُطلق اثنتين في صبيحة يوم العيد، بعد صلاة العيد مباشرةً، حسب قول المقدّم عبدالله مبارك بن مصبح، رئيس إدارة الأسلحة والذخائر في شرطة دبي.
تتمركز المدافع ضمن خمسة أماكن في دبي عادةً. غير أنّه سيكون هنالك موقع جديد هذا العام؛ وهو مدينة جميرا. فبالتعاون مع شرطة دبي، سيتم وضع المدفع في جزيرة الحصن بمدينة جميرا، حيث سيسعد ضيوف فندق جميرا والسيّاح والسكّان المحليّون برؤيته هناك.
رمضان مبارك على الجميع!