كيفيّة القيام برياضة التأمّل
أنتم تُمارسون التأمّل بطريقة خاطئة تماماً، وفقاً للمدرّبة السعوديّة المختصّة بالأمور الحياتيّة هذه
لا تُغري رياضة التأمل الكثير من الناس حقيقةً؛ فرغم معرفتهم أنّه ينبغي عليهم غالباً القيام بها للمساعدة بتهدئة عقولهم، إلّا أنّهم يشعرون بالملل عندما يبدؤون بتطبيقها فعلاً. أعتبر نفسي من أولئك الأشخاص صراحةً، لكن وفقاً للدكتورة سمية الناصر، وهي مدرّبة حياتيّة من المملكة العربيّة السعوديّة مقيمة في لوس أنجلوس، قد تكون طريقة ممارستكم للتأمّل خاطئة.
فقد قالت الناصر سابقاً: "عادة ما يتخيّل الناس ممارسة التأمل على أنّها عبارة عن جلوس في غرفة منعزلة لساعات من الصمت المتواصل. لكنّ الأمر ليس كذلك حقيقةً. حيث يختلف التأمّل من شخصٍ لآخر –إذ من المفترض له أن يلبّي احتياجاتكم وما تريدون تحقيقه عبر تخصيص وقتٍ لأنفسكم".
وفي حديثٍ لها مع "بوب شوغر الشرق الأوسط"، أخبرتنا سميّة لِمَ ينبغي علينا إدخال هذه الرياضة الذهنيّة ضمن عاداتنا الروتينيّة.
حيث قالت: "تُعتبر طبيعة الحياة المدنية معقّدة ومليئة بالضغوطات وتتطلّب جهداً واهتماماً متواصلين. فإن بقينا فترة طويلة تحت هذا الكمّ من التوتّر، سنعاني من أمراض جسديّة ونفسيّة دون شكّ".
مضيفةً بأنّ التأمّل يساعدنا على تحقيق التوازن والتطوّر، وأوضحت بأنّه مثاليّ لتحقيق أهداف حياتيّة مثل "جذب الآخرين، والتخلّص من فوضى المشاعر، والنموّ والتواصل الروحيّ".
كما أكّدت بالقول أنّ معظم الناس يعيشون حياتهم تحت الضغط والتوتّر، لذا يصعب عليهم الوصول إلى موجات ألفا "زِن" الدماغيّة أثناء التأمّل؛ وهي حالة نمرّ بها بشكل طبيعيّ في أحلام اليقظة أو عند النوم. لكن مع الكثير من الممارسة، يمكننا أن نتحرر من القلق والتفكير المستمرّين والمزعجين داخل عقولنا.
وتتابع: "يُساعد التأمل المنتظم في الحفاظ على مستوى تركيزكم وصفاء ذهنكم، كما يساعدكم على ضبط أيّ فوضى عاطفيّة قد تشعرون بها في لحظةٍ ما. علاوةً على ذلك، يُمكّن التأمّل المستمرّ الأشخاص من التعافي والسموّ بأرواحهم".
إنّنا بحاجة إلى بعضٍ من ذلك حقّاً.
ثمّ أردفت قائلةً: "إن كنتم ستتكلّمون مع أحد الأصدقاء، فيمكنكم التأمّل بأفضل طريقةٍ لإجراء هذه المحادثة. وإذا كنتم ستأخذون قراراً جاداً بخصوص صحتكم مثلاً، تستطيعون الاستعانة بالتأمل. حيث يعمل التأمل على توضيح الهدف وإعادة تركيزه على تردّدات أذهاننا. كما يجعل أهدافنا سريعة التحقيق وسهلة الوصول. وقد يوجهّنا أحياناً لتجربة مجال غير صائب ويدلّنا على الطريق الأسهل".
يمثّل تخيّل الأهداف وطرق بلوغها أحد أنواع التأمّل التي قد أرغب بممارستها فعلاً.
إن لم يسبق لكم وأن جرّبتكم التأمل، إليكم خمس خطوات للبدء بهذه الرياضة الذهنيّة حالاً.
1. في البداية، اعثروا على مكان هادئ بإضاءة خفيفة يمكنكم الجلوس فيه بشكل مريح. قوموا بإرخاء يديكم وقدميكم، وتخلّصوا من أيّ إكسسوارات أو أشياء قد تشتّت انتباهكم.
2. أغلقوا أعينكم، ثمّ خذوا نفساً عميقاً، وحاولوا أن تتخيّلوا أنّكم تملؤون معدتكم –وليس رئتيكم– بالهواء.
3. توقّفوا بعد كلّ مرّة تأخذون فيها نفساً عميقاً وركّزوا وعيكم على مركز أجسادكم –بقلبكم.
4. أخرجوا الهواء ببطء من رئتيكم. مع كل زفير، ينبغي أن تشعروا أنّكم قد أفرغتم معدتكم بالكامل من الهواء ومعها جميع المشاعر السلبيّة أيضاً.
5. واصلوا القيام بتلك العمليّة لعدّة مرّات ثم توقفوا لحظة وأخرجوا من رئتيكم كلّ الهواء إلى أن تصبحوا في حالة من الاسترخاء التام والأفكار الهادئة.