طفل عمره عشره يحدّ من هدر الماء في المسجد
طفلٌ في الـ10 من عمره لاحظ هدر روّاد المساجد للكثير من المياه، فقرّر فعل شيءٍ حيال ذلك
يقول الله تعالى في كتابه الكريم: "يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ". (سورة الأعراف، الآية 31).
ومع ذلك، فإن ذهبتم إلى قسم الوضوء في أيّ مسجد، فسترون كيف يترك معظم الناس صنابير المياه مفتوحة عن آخرها؛ ممّا يؤدّي إلى سيلان الكثير من الماء المُهدَور على الأرض. الوضوء، لمن لا يعرف، عبارة عن عمليّة رشّ القليل من الماء على الوجه، والأذنين، والأنف، وغسل الفم، ومسح الرأس، والذراعين، والقدمين ثلاث مرّات ليُطهّر الشخص نفسه كما أمر الله قبل الشروع بالصلاة.
لذا، وفي الوقت الذي كان يتلقّى فيه الطفل فايز محمّد، البالغ من العمر 10 سنوات في الصفّ السادس، دروساً عن التعاليم الإسلاميّة الداعية لعدم الإسراف، كان يذهب مع والديه أيضاً إلى الجامع لأداء صلاة التراويح، وفقاً لما جاء في صحيفة Khaleej Times. لكن عندما راح محمد ليتوضّأ في المسجد، لاحظ أنّه وجميع من حوله كانوا يهدرون الماء بكميّات كبيرة. لذا، قرّر الفتى إجراء تجربة حول ذلك. فقام بدايةً بالوضوء واضعاً تحته دلو ماء وترك المياه تتدفق ليعرف حجم الكميّة التي استخدمها. حيث أدرك حينها أنّه قد استخدم 7.3 لتر من الماء. في المرة التالية التي ذهب فيها، ملأ كوباً بالماء بدلاً من فتح الصنبور، واكتفى بالماء الموجود فيه للوضوء. هذه المرّة، لم يستخدم إلّا 1.2 لتراً فقط.
يُضاف إلى ذلك حقيقة أنّ كلّ مسلم يتوضّأ خمس مرّات في اليوم، أيّ 35 مرّة في الأسبوع، و150 مرة في الشهر – لذا فهو يستهلك بذلك ما يعادل 1,080 لتراً في الشهر. لكن عند استخدام ما يقدّر بـ1.2 لتر من الماء في الكوب، فلن تتجاوز الكميّة المستهلكة الـ180 لتراً شهريّاً.
إنّه تباينٌ واضحٌ وكبيرٌ دون شك! إذ أدرك محمّد أنّه باستخدام القدح، سيوفّر حوالي 900 لتراً من الماء كلّ شهر.
لذا بدأ الفتى بنشر الوعي لدى الناس مدفوعاً بالمعلومات الجديدة هذه. فتحدّث أوّلاً إلى بقيّة أفراد العائلة والأصدقاء الذين يزورونهم لتناول الإفطار. ثم انتقل بحملته إلى المساجد في دبي. فقصد مناطق الوضوء هناك، وأصبح يشرح لهم النتائج التي توّصل إليها وأظهر لهم كيف يمكنه الوضوء باستخدام مقدار كوب فقط. كما أنشأ بوسترات تحمل معلومات عن ترشيد استهلاك المياه، وأبرزها للقادمين إلى مكان الوضوء. إضافة إلى ذلك، دفعه التزامه بهذه المسألة أيضاً إلى التحدّث مع الأطفال الصغار بعد صلاة التراويح عن كيفية عدم إهدار الماء، وطلب منهم مشاركة تلك الحقائق مع أسرهم.
إن استطاع طفلٌ لا يتجاوز الـ10 من عمره إرشاد الكبار حول كيفيّة الكفّ عن الإسراف، فالأمل موجودٌ إذاً بمستقبل أفضل لكوكب الأرض.