شركتا أوبر وكريم في مصر
حمداً لله! شركتا أوبر وكريم تعودان للعمل مجدّداً في مصر
لن يتم تعليق ترخيص شركتي قيادة المركبات، أوبر وكريم، في مصر نهائيّاً بعد الآن وفقاً لقرار القضاء المصريّ. فبعد أن رفع 42 سائق أجرة في مصر دعوى قضائيّة قبل عام ضد شركة أوبر المتمركزة في الولايات المتّحدة ومنافستها كريم التي تتّخذ من دبي مقرّاً لها، مشيرين إلى أنّهما تستخدمان مركبات خاصّة بشكل غير قانونيّ كسيّارات أجرة وأنّ الشركتين مسجّلتان كمركزين لخدمة العملاء وشركتي إنترنت، لا كشركتين لخدمات السيّارات.
وفي مارس الفائت، أمرت المحكمة الإداريّة بتعليق ترخيص الشركتين ووقف نشاطهما داخل الدولة، لكنّ الحكومة المصريّة، إلى جانب أوبر، تقدّمتا بطلب إلى محكمة القاهرة للأمور المستعجلة. وقد مكّنهما ذلك من عكس قرار المحكمة الإداريّة، قائلين أنّه يمكن لشركتي السيّارات مواصلة عملهما لحين الفصل في القضيّة بحكم باتّ من المحكمة الإداريّة العليا.
عن نفسي، لا أستطيع العيش بدون أوبر أو كريم حقّاً. ويمكنكم أن تروا الطريقة التي غيّرت بها هاتين الشركتين حياة المصريّين فعليّاً. لست بصدد المزاح هنا. فأنا سيّدة مصريّة عشت في القاهرة معظم حياتي، حتى قبل سبع سنوات من الآن. فقبل إطلاق أوبر وكريم هناك، اعتمد المصريّون على اثنتين من وسائل النقل الخاصّة بشكل عامّ، وهما إمّا استئجار سائقين خاصّين على الدوام، أو طلب سيّارات الأجرة العاديّة.
لكن ليس لدى الجميع القدرة على تحمّل تكاليف رفاهيّة استئجار سائق شخصيّ بالطبع (رغم أنّ العمالة رخيصة في مصر، وبالتالي فوجود سائق شخصيّ لا ينحصر على شريحة الطبقة العليا في المجتمع). حتّى وإن كان لديك سائقك الخاصّ هناك، فلن يعمل لديك على مدار الساعة طوال أيّام الأسبوع بالتأكيد، كما لا يمكنه أن يتواجد في مكانين معاً بالنّسبة لعائلة تشترك بسائق واحد.
يتّصف معظم سائقي سيارات الأجرة في مصر بالأمانة طبعاً، لكن هنالك العديد من النقاط السلبيّة الخاصّة بسائقي سيارات الأجرة. أولا، لا تعمل أنظمة التكييف في 95% من سيّاراتهم على الأقل، لذا ستصل إلى وجهتك المقصودة وأنت مغسول بالعرق كتذكار خاصّ من رحلتك تلك. ثانياً، عليك تحمّل جدال طويل في نهاية الرحلة حول مقدار ما تدين به للسائق (حيث لا يكترث أحد بعدّاد الأجرة في مصر، وحتّى إن وجدت من يعتمد ذلك النّظام ستجد بأنّ عدّاد مركبته لا يعمل على أيّة حال). ثالثاً، يمكن لسائقي سيّارات الأجرة رفع صوت الأغاني إلى أعلى حدّ، والتدخين داخل السيارة، وفي بعض الأحيان، التذمّر والشكوى المتواصلة دون أيّ توقف. لا ينطبق ذلك على جميع سائقي سيارات الأجرة دون شكّ، إلّا أنّها الأغلبيّة الساحقة للأسف.
بعد اندلاع الثورة في مصر، أصبح ركوب سيارة الأجرة في وقت متأخر من اللّيل بالنّسبة للنساء أمراً غير مقبول نهائيّاً، وخاصّة عند السفر لمسافات طويلة. وقد أدّى ذلك إلى وضع الكثيرين في موقف مربك حقّاً بعد غروب الشمس.
ثم جاءت شركتا أوبر وكريم، وغيّرتا كلّ شيء بالفعل. فهل تواجهون صعوبة بإيجاد سائقكم الخاصّ؟ ما عليكم سو طلب توصيلة من أوبر. هل تودّون الخروج في وقت متأخر من اللّيل؟ اطلبوا سيّارة من كريم (أو بالعكس). حتّى أقربائي الأثرياء يطلبون سيّارات من هذين التطبيقين لتأدية بعض المهام والمناسبات الاجتماعيّة المسائيّة.
إليكم إحصائيّات تدعم كلّ ذلك، إذ نقلت تقارير عن شركة أوبر قولها بأنّ مصر تُشكّل أكبر أسواقها وأسرعها نمواً في الشرق الأوسط، حيث بلغ عدد سائقي الشركة 157,000 خلال عام 2017 ووصل عدد مستخدميها إلى 4 ملايين شخص منذ إطلاقها عام 2014. كما ستستثمر العلامة 20$ مليون دولار أمريكيّ في مركز الدّعم الجديد الموجود بالقاهرة، والذي أعلنت عنه قبل بضعة أشهر فقط.
يُذكر أنّه للتّعامل مع قضيّة سائقي سيارات أوبر باستخدام سيّاراتهم الخاصّة، كان على الشركة عقد صفقة مع وكلاء السيّارات المحلّيين لتزويد السائقين بمركبات ذات أسعار معقولة. إذ تمثّل اتفاقيّات كهذه صفقة كبيرة للغاية ومؤشراً واضحاً بأنّ شركة أوبر لا تُخطط لترك مصر والذهاب إلى أيّ مكان قريباً.
من حسن حظّنا، تُفكّر الحكومة المصريّة بنفس الطريقة تماماً. فوفقاً لصحيفة The Daily Star، صاغت الحكومة قانوناً جديداً لتنظيم خدمة النّقل عبر الإنترنت وأرسلته إلى البرلمان لتمريره والموافقة عليه، رغم أنّه ليس من الواضح بعد متى سيحدث ذلك بالضبط.
لكن لدينا آمال كبيرة حول ذلك. فبعد كلّ تلك الميّزات، ما هو الشيء الذي قد لا تحبّونه في هذا النوع من خدمات السيّارات؟ فهي خدمات آمنة، وتوفّر لنا عربات نظيفة، بل وفي بعض الحالات، نجد ضمن مركباتهم واي-فاي مجانيّ أيضاً. هذه هي التوصيلة التي يسعدنا التنقّل بها حقّاً!